أخبار الآن | الموصل – العراق

باب الطوب بأسواقه وشوارعه في الجانب الأیمن من الموصل هو عصب المدینة، الحركة فیه تعني أن الموصل ُردت لها الحیاة، بعد تحریرها من قبضة داعش وصولا لیومنا هذا، روى كثیر من أهلها قصص عودتهم وبنائهم لحیاتهم من جدید، بعض الأماكن تكون هي بطلة القصة، تماماً كباب الطوب، الذي سیحكي لنا حكایته وعودة الحیاة له ولأزقته عبر أهله، التجار وأصحاب المحال، نسمع أصواتهم تنبض فیه، نشم عبق بضاعاتهم، كلها تقول: عاد لي النبض، أنا باب الطوب قلب الموصل.

الجمیع عانى في الموصل، أهلها، وتجارها، واقتصادها المحلي والمجتمعي، لكن بالرغم من كل التحدیات خلال سیطرة داعش والفترة الأولى التي تلت تحریر  المدینة بسبب دمار البنى التحتیة، فإن التجار وأصحاب المحال في باب الطوب بذلوا جهوداً ذاتیة لإعادة تأهیل محالهم وبناء مدینتهم من جدید، استفاد بعض التجار كذلك من دعم وتبرعات.

العودة لم تكن سهلة أبداً، التجارة تعتمد على الاستیراد والتصدیر بین المناطق والمدن، بائعو السمك على سبیل المثال تضرروا كثیرا، فحركة السوق ُشلت، بعد أن كانوا یعتمدون على سمك یأتیهم من العاصمة بغداد، ویرسلون بعض الأنواع النهریة إلیها، بعضهم خسر كل شي لكنه عاد وشجع الآخرین على العودة، الخسارة لا تعوض، لكن الحیاة تستمر حتى قیام الساعة.

لا ینكر ناس باب الطوب أن الأوضاع تتحسن سنة بعد أخرى، لكنهم یریدون من السلطات العراقیة رفع الأنقاض، وتسویة الشوارع وبناء الجسور والمواقف وإعادة الدعم الحكومي للسوق، كما توفیر دعم دولي لیعود باب الطوب كما كان وأفضل، فأملهم موجود غیر أنهم یریدون له أن ینمو ویزدهر.