أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)‎

بثّ داعش رسالة صوتية إلى أتباعه بصوت من يسمّي نفسه "أبا الحسن المهاجر" يدعوهم فيها إلى " الثبات" !

استوقني الأمر، والهزائم تنهمر انهمارا على هذا التنظيم الذي يمنى بخسائر تلو الأخرى ولا سيما في العراق وسوريا معقليه الرئيسيّين بعد اندحاره من ليبيا.

ثبات يريده لعناصره في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال وتونس حسب الرسالة وفيها نفسها يشير إلى الفيليبين حيث ومنذ أسابيع يخوض معارك ضدّ الجيش الذي يتصدّى لمحاولاته ولا سيّما في مدينة ماراوي.

إقرأ: ترامب يعد بعرض استراتيجيته ضد داعش ومصادر تمويله

هذه اللفتة، هل تكون إشارة إلى أنه وبعد خسارة نهائية لهذا التنظيم  في مناطق احتلاله حاليا، سيسعى إلى الهروب إلى مناطق جديدة خصوصا بعد تواتر أنباء متعدّدة من مصادر مختلفة عن هروب جماعي لقيادات التنظيم من مناطق احتلاله في سوريا والعراق.

مظهر من مظاهر الخسارة القاتلة، ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لمراسلها مارتن شلوف تحت عنوان "الموت يتريص بكل زاوية في المعقل السابق للبغدادي" وفيه يجول الكاتب في بلدة البعاج التي تقع شمال غرب العراق والتي كانت معقلا لداعش وفي روايات متعدّدة شبه مؤكّدة أنّ زعيم التنظيم أبا بكر البغدادي سكن فيها لفترة تصل إلى السنتين.

شاهد كاتب المقال كيف أنّ الموت "لا يزال يتربص في الملفات المنهوبة والمباني المدمرة" وأضاف حسب مشاهداته أنّ "عناصر التنظيم حرصوا على أخذ ما استطاعوا حمله خلال توجّههم إلى الصحراء في سوريا، إلا أنهم خلّفوا وراءهم أدلّة تعكس أهمية هذه البلدة بالنسبة لقائدها الهارب وللتنظيم الأخطر في العالم.

وألقى الكاتب الضوء على أحد المباني في هذه البلدة، إذ علّق على أحد جدرانها حزاماً ناسفاً ووجدت بعض البنادق في أحد زواياها فضلاً عن قنابل موقوتة وبقايا أشرطة لاصقة على أرض مليئة بالبنزين، مضيفاً أنه في إحدى غرف المبنى وجد سترات ناسفة وملفات تشرح كيفية معاملة رقيق البشر وكيفية اللبس والتصرف وأردف أن نصف المبنى كان عبارة عن مصنع لتصنيع القذائف والنصف الآخر لإدارة المؤسسة الإرهابية حيث كان يتمّ إصدار الغرامات والفواتير والهويات الفردية.

أحد سكان البعاج، صبحي محمد قال إنهم تعلّموا خلال احتلال التنظيم للبلدة ألا يطرحوا أسئلة عن زعيم التنظيم بالرغم من أنهم كانوا على درايه أنه عاش بينهم. ويقول إنه "من الخطر جداً الذهاب لاستقصاء ما الذي يجري أو مجرد طرح موضوع البغدادي"، وعلق رجل آخر بالقول إنّ "البغدادي كان لديه نحو 10 بيوت آمنة في البلدة، إلا أنه ما من أحد امتلك الشجاعة الكافية للسؤال عن المنزل الذي يقطن فيه البغدادي وأردف "نحن نعلم أنه كان يعيش بيننا وأنه أمضى نحو عامين في البلدة وبقى هنا حتى مارس/آذار بالتأكيد.

ويختم كاتب المقال بالقول إنّ هذه البلدة ستبقى واحدة من البلدات العراقية التي ستحتاج إلى أسابيع لفكّ أسرارها الخطيرة.

هذه الصورة التي استشففناها من رسالة "المهاجر" ومن هذا التقرير تعطي صورة واضحة عن "الثبات والتصدّي" الذي يريدهما داعش لأتباعه الصغار فيما قادته يفرّون للنجاة بحياتهم من شارع إلى شارع ومن بلد إلى آخر.

إقرأ أيضاً:

بالحديد والنار.. داعش عذب ضحاياه في الموصل

امريكا تضيف مسؤول كيماوي داعش إلى قائمة عقوباتها