تواصل انقطاع الأرز في تونس يهدد صحة 100 ألف تونسي مصاب بمرض الأبطن

تشهد تونس منذ أكثر من سنتين نقصًا كبيرًا في العديد من المواد الغذائية من بينها مادة الأرز الذي تفقد تمامًا من المحلات في عدة فترات ولا تتوقف أهمية الأرز على أهميته كمادة غذائية يقبل عليها التونسيين بل تتمثل في أن عددا كبيرا من التونسيون الذين يعانون من مرض الأبطن يعتمدون عليه كالعنصر الغذائي الوحيد الذي يقوم عليه غذائهم لأنهم عاجزون عن تناول منتجات القمح والشعير.

ومرض الأبطن أو الداء الزلاقي أو السيلياك وأحيانا يُسمى مرض حساسية القمح كلها أسماء متعددة لمرض واحد وهو مرض مناعي ذاتي مكتسب طويل الأمد، يؤثر في المقام الأول على الأمعاء الدقيقة، حيث يصاب الأفراد بعدم تحمل الغلوتين، الموجود في الأطعمة مثل القمح، الشيلم المزوع، والشعير.

وفي هذا السياق التقت أخبار الآن بشاب تونسي يحمل اسم مالك المهيري يحمل هذا المرض وصرح لأخبار الآن:”الأرز ليس متوفرا كالسابق في تونس، هناك نقص كبير في المغازات وغيابه يشعرني بعدم الأمان الغذائي ويجعلني مقيدا خاصة وأنني أصنع الخبز يوميا من طحين الأرز لأنني لا أكل القمح.”

100 ألف تونسي يعانون من حساسية القمح.. مريض يكشف لـ "أخبار الآن" تداعيات أزمة الأرز على صحته

وتابع:”غذائي الوحيد هو الأرز ومن حقي أن يكون متوفرا كل يوم  لكني أصبحت للأسف مجبرا على السفر حتى للأماكن والمناطق البعيدة من أجل الحصول عليه كعملة صعبة.”

الجدير بالذكر أن مالك استقبل أخبار الآن في منزله وجعلنا نواكب عملية صنعه للخبز المنزلي المتكون من الخبز كما تحدثت امه هاجر ذويب لأخبار الآن وشاركتها مخاوفها المتعلقة بصحة ابنها:”بعد انقطاع الأرز من الأسواق أصبحت خائفة جدا لأنه إن لم أستطع توفير الغذاء الكامل لابني المكون من الأرز فإنه لا يستطيع العيش.”

وتابعت:”انقطاع الأرز كابوس لأن عدم تواجد الكميات المعتادة في المنزل يجعلني أتساؤل ماذا سيأكل ابني؟ فأضطر لشراء كيس أرز واحد بأكثر من  20 دينار لكن الأهم بالنسبة لي هو أن أوفر لابني الغذاء اللازم له.”

100 ألف تونسي يعانون من حساسية القمح.. مريض يكشف لـ "أخبار الآن" تداعيات أزمة الأرز على صحته

الناس الذين لديهم الأرضية الجينية للتحسس من مادة الغلوتين فإن تناول القمح أو الشعير سيضر بأمعائهم ويجعلها مسطحة وملتهبة وبالتالي عاجزة عن القيام بوظائفها وأضاف:”من علامات هذا المرض هو ال‘سهال المزمن عند الأطفال والكهول وسوء التغذية كما يمكن أن يجعل الطفل متوقفا كما يتسبب في هشاشه العظام وأمراض أخرى خارج الجهاز الهضمي كأمرا الكبد أو الجلد.

كما كشف الطبيب أن تونس تواجه أزمة كبيرة في التزود بالأرز وصرح:”الناس تواجه معاناة كبيرة جدا لكي تجد الأرز في الأسواق ويبحثون من مكان إلى آخر.”

وفي الحديث عن الحلول لهذه الأزمة المتفاقمة في تونس شدد على أن الجمعية تساعد المرضى في البحث عن الأرز لانها لا تستطيع توريده لأن التوريد تابع فقط للدولة.” وتابع:”نحن أطلقنا عده نداءات للمسؤولين في تونس خاصة وزارة التجارة ووزارة الشؤون الاجتماعية لكي يوفروا الأرز في الاسواق لكي تحل هذه الازمة لكن في الحقيقة الأزمة مازالت متواصلة نوعا ما.”

وللتوقف عند أسباب هذه الأزمة المتعلقة بالأرز والعوامل التي أدت إلى استمرارها، التقت أخبار الآن بالخبير المالي بسام النيفر الذي كشف:”المشكلة الأساسية في الأرز نستطيع ان نلخصها في نقطتين، الأولى: هنالك مشكلة في العرض العالمي لأن الدول الكبيرة المصدرة للأرز  مثل الهند وتايلند والفيتنام تشهد عدم تصدير نظرا لحاجة هذه البلدان للأرز في السوق الداخلية وبالتالي التصدير أصبح ثانوي بالنسبة للبلدان التي يمتلك بعضها كالهند 40% من من إنتاج الأرز في العالم.”

100 ألف تونسي يعانون من حساسية القمح.. مريض يكشف لـ "أخبار الآن" تداعيات أزمة الأرز على صحته

أما السبب الثاني فيتعلق وفق النيفر بالوضعية الصعبة للديوان التونسي للتجارة لأنه المورد الرسمي لهذه المادة في تونس وقال:”يواجه الديوان صعوبات مالية نعرفها جميعا وبالتالي الأولوية القصوى هي المواد الأساسية الأكثر أهمية بالنسبة إلى التونسي كالقمح اللين والقمح الصلب والسكر وهما الأكثر استهلاكا وطلبا في السوق الداخلية أكثر من الأرز الذي يشهد ارتفاعا في سعره.”

هذا ووفق الجمعية التونسية لمرضى الأبطن فإنّ عدد المصابين بهذا المرض في تونس أكثر من 100 ألف مصاب. قام 30 بالمائة منهم فقط بتشخيص إصابتهم، فيما لا يعلم البقية بمرضهم، ولا يتخذون الإجراءات اللازمة للتوقي من التعكرات الصحية الناجمة عن هذه الحالة المرضية، التي تتمثل خصوصًا في الإسهال المستمر والشعور بالخمول والإعياء الدائم مما يجعل مادة الأرز مادة غذائية لا تقل أهمية من المواد التي خيرت الدولة استيرادها عوضه.

للمزيد: