النساء يتنافسن من أجل إعداد طبق الشرمولة الذي يتوارثه الأجيال

  • لكل مدينة تونسية خصوصية في الاحتفال بعيد الفطر تميزها
  • هناك تنافس بين النساء من أجل إعداد الشرمولة

يحتفل التونسيون، اليوم، بعيد الفطر الذي يمثل مناسبة مبهجة ينتظرها الصغار والكبار للاحتفال ولمّ الشمل واجتماع العائلات ولكل مدينة تونسية خصوصية في الاحتفال بعيد الفطر تميزها وتجعل أهلها يفاخرون بها بين الجهات وبمناسبة عيد الفطر التقت أخبار الآن بعائلة من مدينة صفاقس، عاصمة الجنوب وثاني أكبر مدن البلاد التونسية للحديث عن عادات هذه المدينة التي تشتهر بأطباق خاصة بها يتم إعدادها خصيصا للاحتفال بعيد الفطر وقالت سرور عشيش وهي أستاذة لغة عربية وأم تونسية لأخبار الآن: “العيد له نكهة خاصة لم تغيرها السنين، نجتمع في العيد للاحتفال وتبادل التهاني بين الأقارب والأصدقاء”.

"نحن نتوارث الشرمولة جيلا بعد جيل".. مواطنة تونسية تكشف لـ"اخبار الآن" عن أكلة عيد الفطر

 

وتتابع سرور: “من أهم مقومات عيد الفطر في صفاقس هو الاستيقاظ مبكرا وإعداد فطور الصباح المتكون من الشرمولة والسمك المملح وهي أكلات خاصة بصفاقس يتم إعدادها خصيصا من أجل العيد”.

وتعبر سرور على فخرها بانتماءها لمدينتها وتقول: “بقدر انفتاحنا على العالم، بقدر محافظتنا على خصوصياتنا وكل العائلات في صفاقس تقريبا تعد الشرمولة والسمك المملح وهناك تنافس بين النساء من أجل إعداد هذا الطبق المميز الذي لا نستغني عنه”.

ورغم أن إعداد هذا الطبق متعب ويأخذ وقتا طويلا قد يمتد لأكثر من 8 ساعات إلا أنه وفق تعبير سرور ممتع وله نكهة خاصة.

"نحن نتوارث الشرمولة جيلا بعد جيل".. مواطنة تونسية تكشف لـ"اخبار الآن" عن أكلة عيد الفطر

صورة طبق الشرمولة (أخبار الآن)

الجدير بالذكر أنه يتم إعداد “الشرمولة” بتقطيع كمية كبيرة من شرائح البصل ووضعه في قدر، بعد أن يضاف إليه الزيت ويترك على نار هادئة لمدة ساعة.
في الأثناء يطحن الزبيب وينقع في الماء مدة من الزمن، ثم يصفى جيدا بواسطة مصفاة من أجل الحصول على كمية من العصير المركز، ثم يضاف عصير الزبيب إلى البصل والتوابل الخاصة ب”الشرمولة” ويتواصل طهيهما معا أما السمك المملح أو كما يطلقون عليه في صفاقس “الحوت المالح”، فيباع في سوق السمك ويكون مملحا ومجففا من الماء قبل أيام من بيعه ليكونا معا خليطا بين المذاق الحلو والمالح.

"نحن نتوارث الشرمولة جيلا بعد جيل".. مواطنة تونسية تكشف لـ"اخبار الآن" عن أكلة عيد الفطر

صورة لطبق الشرمولة مع الحوت المالح (أخبار الآن)

وتقول محدثتنا سرور أن هناك حكمة وراء إعداد هذين الطبقين معا خصيصا لأول أيام عيد الفطر لأنه بعد شهر كامل من الصيام، يحتاج الجسم لشرب كمية كبيرة من الماء حتى يعوض كمية المياه التي خسرها الجسم أثناء الصيام.

تؤكد عشيش أن وصفة الشرمولة يتواثها الأجيال جيلا وراء جيل وأن كل أعياد حياتها لم تخلو يوما من الشرمولة والسمك المملح وشددت أن الأمر لا يقتصر عليها فقط بل يشمل تقريبا كل نساء صفاقس.

رتيبة عشيش، سيدة في أواخر عقدها الثامن هي الأخرى تصر وهي في سنها المتقدم على إعداد طبق “الشرمولة” :”أبلغ من العمر 87 عاما وطبخت “الشرمولة” بمفردي ونقلت لبناتي وجاراتي وكل فتيات العائلة وصفتي الخاصة في إعدادها.”

"نحن نتوارث الشرمولة جيلا بعد جيل".. مواطنة تونسية تكشف لـ"اخبار الآن" عن أكلة عيد الفطر

صورة عائلية في العيد (أخبار الآن)

هذا ويؤكد الباحث في التاريخ، هشام الشرفي:”صفاقس من بين أكثر المناطق في تونس حفاظا على عاداتها الغذائية والتراثية خاصة خلال الأعياد ونذكر عيد الفطر الذي نجد فيه الشرمولة والخبر والسمك المملح والحلويات المتمثلة في “اللكلوكة”.”

"نحن نتوارث الشرمولة جيلا بعد جيل".. مواطنة تونسية تكشف لـ"اخبار الآن" عن أكلة عيد الفطر

نائلة باجي، سيدة تونسية هي الأخرى تحتفل بالعيد مع عائلتها، صرحت لأخبار الآن:”العيد هو الفرحة، فرحة الصغار والكبار، مهما تقدمنا في السن مازلنا نستقبله بنفس الروح وطبعا لا يمكن أن نتحدث عن عيد في غياب الحلويات التقليدية التي تشتهر بها مدينتي كاللكلوكة.”

أما الشاب العشريني شادي شطورو فصرح لأخبار الآن:”أحب العيد لأنه يلم شمل الأحباب والعائلات وهو فرصة لملاقاة من تبعدني عنهم مشاغل الحياة وفي صفاقس ثلاثة أشياء فقط تسعدنا وهي عيد الفطر وعيد الإضحى والنادي الرياضي الصفاقسي لأن جميعها يجمعنا ويوحدنا” ويؤكد شادي شطورو:”أنا متمسك بالعادات والتقاليد لأنها جزء من هويتي كتونسي أصيل مدينة صفاقس”

"نحن نتوارث الشرمولة جيلا بعد جيل".. مواطنة تونسية تكشف لـ"اخبار الآن" عن أكلة عيد الفطر

لا تقتصر عادات وتقاليد العيد فقط بل على المأكولات الخاصة به بل تشمل أيضا عادة “المهبة” وهي من بين أكثر الأسباب التي تجعل الأطفال يحبون العيد وتتمثل في إعطاء صغار العائلة مبالغ مالية كتهنئة بهذه المناسبة السعيدة.