تنظيم القاعدة في اليمن يفتش عن مخرج

  • قيادة تنظيم القاعدة أظهرت ملامح خطاب سياسي جديد يقوم على أربعة محاور
  • سلط الحضرمي الضوء عن أحداث شبوه الأخيرة وما صاحبها من اقتتال بين مكونات تابعة للشرعية

مع تسارع الأحداث السياسية والأمنية في اليمن ، وتحديدا في محافظاته الجنوبية ، نشر تنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية ، إصدارا مرئيا عبر جناحه الدعائي في مؤسسة الملاحم ،  أعاد من خلاله رسم موقفه الاستراتيجي والايدلوجي من مختلف التطورات الجارية في البلاد وافصح فيه عن طبيعة نظرته لمختلف القوى الفاعلة في المشهد.

قيادة تنظيم القاعدة أظهرت ملامح خطاب سياسي جديد يقوم على أربعة محاور : أولا معاداة مجلس القيادة الرئاسي وقيادة التحالف العربي ، وثانيا معاتبة حزب الإصلاح الإسلامي ومحالة التقارب معه ، وثالثا تحييد القوى السلفية والقبلية قدر الإمكان عن المواجهة ، وأخيرا الحفاظ شكليا على خطابها المعادي لجماعة الحوثي مع الإشارة الى تأجيله كتهديد حقيقي.

هذه المحاور الأربعة تجلت بوضوح في حديث  أبو علي الديسي وهو مسؤول الدعوة في التنظيم وأحد القادة المقربين من زعيم التنظيم خالد باطرفي والذي أشار فيه إلى أن القاعدة مرت بأحداث جسيمة خلال الفترة الأخيرة أدت إلى تردى الأوضاع في جل مناحي الحياة ، وان ثمة أطراف رئيسية أوصلت البلاد إلى هذا السوء.

الديسي ، والمكنى بــ “أبوعلي الحضرمي” هو أحد الفارين من سجن المكلا المركزي في جنوب شرق اليمن في حزيران 2011. ويشغل منصب مسؤول الدعوة في التنظيم بعد ان كان أحد القيادات الحاكمة في حضرموت والبيضاء.

وفي رسالته قال ” أبو علي الديسي” بان هدف التحالف العربي لم يعد هزيمة الانقلاب الحوثي بل دفع اليمن الى التطبيع مع إسرائيل ،وهاجم بشده مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الدكتور رشاد العليمي واصفا إياه بالارتهان الى الخارج .   وهو الخطاب الايدلوجي الذي يتماثل الى حد كبير مع دعاية الحوثيين .

وسلط الحضرمي الضوء عن أحداث شبوه الأخيرة وما صاحبها من اقتتال بين مكونات تابعة للشرعية، مشيرا الى ان كل الأطراف المتحاربة لا تقاتل من اجل شريعة الله ، بل تقاتل على “رايات جاهليه باطلة ووطنية مزعومة، ومن اجل نصرة الطواغيت وتملك الثروات”.

وأكد إصدار القاعدة على انه لا ينبغي النظر  الى ما حدث في شبوة كحدث فريد بل هي حلقة في سلسلة يسعى من خلالها التحالف العربي الى اسقاط المحافظات اليمنية الجنوبية من يد الشرعية اليمنية وحزب الإصلاح.

وقال أبو علي الحضرمي، ان هذه الأحداث تبين للحركات الاسلامية كحزب الإصلاح وغيره عواقب “النهج الانتهازي والسير المصلحي الحزبي والتلون بحسب اهواء الغرب وارضاء التحالف لطلب مؤازرتهم بدون مبادىء وضوابط شرعية تضبطها كالحفاظ على التوحيد والدين وتحكيم شرع الله وضبط الافعال والممارسات والقرارات والسياسات بالكتاب والسنة”.

يعتقد تنظيم القاعدة أن مطالب حزب الإصلاح في إقالة محافظ محافظة شبوة عوض بن الوزير، هي  معالجة مخدرة وانصاف حلول لن ترضي قواعد الحزب الديني ولن تأتي بشيء. وبحسب الحضرمي فان الحل الجذري لحل تداعيات ازمة شبوة في يكون في تغير منهج حزب الإصلاح في طريقة تعاملة مع الأحداث. مناشداً  قواعد حزب الإصلاح بالضغط على قياداتها لتعديل سلوكها قبل فوات الأوان.

وفي رسالتة لحزب الإصلاح، قال القيادي في تنظيم القاعدة، إن الإصلاح يشكو من تعرضه للقصف، وقد نسى بأنه أحد مكونات السلطة السابقة والتي  “فتحت الاجواء للطيران المسير الامريكي ليقوم بقتل المسلمين”، متسائلا عن الفرق بين دماء المسلمين ودماء عناصر حزب الإصلاح وقد شارك الحزب في عدوانه على تنظيم القاعدة تارة في القتل وتارة الاسر سعياً إلى إرضاء التحالف وإرضاء الغرب من خلفهم.

وفي ختام حديثه وجه مسؤول الدعوة في تنظيم القاعدة رساله إلى قوات العمالقة والقيادت القبلية لمراجعة النفس ، مستغربا كيف انزلقت “الالوية القتالية التي تنسب نفسها للسلف نحو اقتتال رفعت فيه شعارات العصبية الجاهلية شمالاً وجنوبا”. وحث الحضرمي المشائخ القبلييين على عدم الزج بابناء قبائلهم في معارك لنهب الثروات ، ” فالى متى يستمر استخدام ابناء الجنوب وقود لكل محتل او صاحب فكر اعوج ؟”.

وفي الختام دعا التنظيم أبناء المحافظات الجنوبية الى الاستنفار والقتال ضد قوات التحالف العربي ومجلس القيادة الرئاسي لانهم يعادون الإسلام ، واتهم جميع من يتعاون معهم بالكفر .  وكان لافتا كيف ان الحضرمي لم يستغرق كثيرا بالتحريض ضد الحوثيين بالمقارنة مع التحالف العربي ومجلس الرئاسة اليمني ، وهو ما يعد مؤشرا على وجهة العمليات العدائية في الفترة القادمة .