رسالة جديدة صادرة عن أمير تنظيم حراس الدين “أبي همام الشامي” ماذا فحواها؟

  • “الشامي” : إن قيادة هيئة تحرير الشام تتهرب من اللجوء لـ”محكمة شرعية مستقلة”
  • قائد تنظيم حراس الدين: التنظيم تفرغ للعمل الأمني (الإرهابي) داخل مناطق سيطرة النظام السوري

نشرت منصات تابعة لتنظيم حراس الدين، فرع القاعدة في سوريا، رسالة جديدة صادرة عن “أبي همام الشامي“، أمير التنظيم، حول الخلافات مع هيئة تحرير الشام التي تحتل إدلب السورية (شمال البلاد).

وقال “الشامي” إن قيادة هيئة تحرير الشام تتهرب من اللجوء لـ”محكمة شرعية مستقلة”، لكي لا تقر بأخطائها في ملاحقة واعتقال كوادر تنظيم حراس الدين واستيلائها على أسلحته الثقيلة، مضيفًا أن إعلام الهيئة الرسمي والمناصر (الرديف) أطلق حملة ضد “حراس الدين”، منذ نشره بيانه الأول في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأوضح أمير تنظيم حراس الدين أن تنظيمه يحتكم في خلافاته الداخلية السابقة، إلى عدد من المنظرين المحسوبين على القاعدة من بينهم المصري هاني السباعي المقيم في لندن، إضافةً لقيادة تنظيم القاعدة، ويلتزم بالتوجيهات الصادرة له منهما.

وألمح “الشامي” إلى أن نهج هيئة تحرير الشام الحالي، يجعلها ضمن دائرة “الطائفة الممتنعة عن حكم الشريعة بشوكة، مستدلًا بفتوى سابقة أصدرها الشرعي العام للهيئة “عبد الرحيم عطوان” ضد تنظيم داعش، إبان الشقاق الجهادي بينه وبين جبهة النصرة (نواة هيئة تحرير الشام) في عام 2014.

ويُقصد بالطائفة الممتنعة بالشوكة، من المنظور الجهادي، المجموعات التي تمنتع عن تحكيم الشريعة مستعينة بالقوة والسلاح، والتي ينبغي قتالها، وذلك استنادًا لفتوى شهيرة للفقيه أحمد بن عبد الحليم الحراني والمعروف بـ”ابن تيمية”.

 

وأردف “الشامي” أنه من العجيب تزامن حملة الملاحقة التي تشنها هيئة تحرير الشام ضد مقاتلي حراس الدين وكوادر القاعدة في سوريا، مع عمليات الاغتيال والقصف الجوي التي ينفذها التحالف الدولي (عملية العزم الصلب)، مستشهدًا باغتيال “أبومحمد السوداني”، القيادي البارز بالقاعدة سابقًا (قُتل في إدلب، خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2020) بعد انتقاده للهيئة ومطالبته لها بدعم “حراس الدين” في مواجهة التحالف بدل من التضييق عليهم.

وطالب أبوهمام الشامي، قيادة هيئة تحرير الشام وزعيمها أبومحمد الجولاني بالتحاكم في الخلافات الحالية أمام لجنة قضائية محايدة أو أمام أبوقتادة الفلسطيني، المنظر الجهادي المعروف، معتبرًا أنه يضعها بذلك على المحك أمام عموم الجهاديين”.

وتأتي رسالة الشامي الجديدة، بعد نحو 3 أيام من اغتيال التحالف الدولي لـ2 من أبرز كوادر القاعدة في سوريا هما: أبوحمزة اليمني، وأبوالبراء التونسي، واللذين كانا من المطلوبين لدى الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام.

 

جدير بالذكر أن أبوهمام الشامي، أمير تنظيم حراس الدين، أصدر في الـ15 من الشهر الجاري رسالة حول الخلافات مع هيئة تحرير الشام  قال فيها إن الهيئة ترفض جميع الحلول التي قدمها التنظيم، خلال العام الماضي، لحل الخلافات بين الطرفين، كما ضغطت على قيادات التنظيم المعتقلين لديها بصورة مبالغ فيها، خلال الفترة الماضية.

وأضاف قائد تنظيم حراس الدين، أن تنظيمه تفرغ للعمل الأمني (الإرهابي) داخل مناطق سيطرة النظام السوري، ونفذ عددًا من العمليات، خلال هذا العام، لكنه لم يتبنى منها سوى هجومين اثنين لاعتبارات خاصة به، في إشارة منه للهجوم الذي استهدف قاعدة للقوات الروسية ببلدة تل السمن (شمال الرقة السورية) في يناير/ كانون الثاني الماضي، واستهداف حافلة لقوات الحرس الجمهوري السوري في داخل دمشق، في أغسطس/ آب من العام الجاري.

ودعا “الشامي” هيئة تحرير الشام للاحتكام لـ”أبي قتادة الفلسطيني”، المنظر الجهادي الشهير، أو اللجوء إلى قضاء مستقل محايد، للنظر في مسألة معتقلي حراس الدين لدى هيئة تحرير الشام، والممتلكات الخاصة بالتنظيم التي استولت عليها الهيئة، لافتًا إلى أن الهيئة تدعي أن لها الحق وترفض التحاكم إلى أي جهة حتى لا يتم إدانتها، على حد تعبيره.