فلسطين شهدت تظاهرة احتجاجية على مقتل نزار بنات

  • الناشط تم توقيفه بواسطة عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية
  • المنسق الأممي بالشرق الأوسط يدعو إلى إجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين
  • بعثة الاتحاد الأوروبي تعبر عن حزنها لوفاة الناشط
  • تظاهرات في رام الله احتجاجا على وفاة نزار بنات

 

توفي الناشط الفلسطيني المعارض للسلطة الفلسطينية والمرشح البرلماني نزار بنات بعد ساعات على توقيفه الخميس على أيدي عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في حين تحدثت عائلته عن”اغتيال” وأكد تقرير طبي تعرضه للضرب.

وقال طبيب معتمد من قبل مؤسسات حقوقية اطلع على تشريح جثة بنات أن وفاة بنات لم تكن طبيعية وانه تعرض للضرب.

وأشار الطبيب سمير ابو زعرور في مؤتمر صحافي عقد في مقر الهيئة المستقلة لحقوق الانسان إلى أنه من خلال المشاهدة والكشف الظاهري، شاهدنا اصابات عديدة وكدمات في مناطق عديدة من الجسم، في الرأس والعنق والصدر والكتفين والاطراف العلوية والسفلية”.

واضاف ابو زعرور” لم نشاهد على الجسم اثار توحي بانه توفي نتيجة جلطات”.

وقال ” الاثار على الجسم تؤكد ان الوفاة وقعت بعد اقل من ساعة من اعتقاله”.

وعبّرت بعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية عن “صدمتها وحزنها” لوفاة بنات، وطالبت بإجراء “تحقيق كامل ومستقل وشفاف فورا”.

أما منسق الأمم المتحدة الخاص بالشرق الأوسط تور وينسلاند فدعا إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاته ومحاسبة المسؤولين.

وفي بيان لها دعت منظمة العفو الدولية إلى تحقيق “شفاف وفعال ومستقل وحيادي” في وفاة بنات التي قالت إنها أثارت “قلقها الشديد”.

ونقلت المنظمة عن محامي عائلة بنات ويدعى شاكر طميزي أن “ساعة مرت ما بين اعتقال نزار بنات ووفاته”.

تفاصيل الاعتقال من قبل قوة السلطة الفلسطينية

بدوره قال مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين خلال المؤتمر الصحافي “الكشف الطبي هذا يؤكد ان طريقة الاعتقال كان فيها عنف بالغ”.

في مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية خرج مئات المتظاهرين بعد الظهر مطالبين بكشف حقيقة وفاة بنات وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وكان محافظ الخليل جبرين البكري قال في بيان إن قوة من الأجهزة الأمنية قامت باعتقال بنات فجر الخميس موضحا “خلال ذلك، تدهورت حالته الصحية وفورا تم تحويله الى مستشفى الخليل الحكومي وتمت معاينته من أطباء، فتبيّن أنه متوف”.

لكن عائلة بنات أكدت أنه توفي نتيجة ضربه على الرأس لدى اعتقاله، ما دفع مؤسسات حقوقية إلى المطالبة بالتحقيق في ظروف وفاته.

وكان نزار بنات (43 عاما) من أشد المنتقدين للسلطة الفلسطينية ولرئيسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلن قبل حوالى شهرين تعرض منزله لإطلاق نار من جانب مجهولين.

وروى قريبه حسين بنات الذي كان حاضرا لدى اعتقاله في بلدة دورا القريبة من الخليل أن “قوة أمنية داهمت المنزل وضربته بهراوات على رأسه بمجرد استيقاظه”.

وقال عمار بنات، ابن عم نزار، في مقابلة إذاعية إن عناصر القوة “سحلوه وضربوه اثناء جره الى سيارة الاعتقال وقاموا بشتمه وإهانته، وكانت الدماء تسيل منه”.

وطالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية بالتحقيق في ظروف وفاة بنات، فيما اشتعلت منصة “فيسبوك” بمنشورات تنتقد السلطة الفلسطينية بسبب وفاته.

وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في بيان “حسب إفادات شهود عيان وأفراد من العائلة كانوا معه تمّ الاعتداء عليه بالضرب والرش بالغاز أثناء اعتقاله”.

وكان نزار بنات مرشحا للمجلس التشريعي في الانتخابات التي كان من المفترض أن تجري في أيار/مايو عن قائمة “الحرية والكرامة” المستقلة، ولكنها أرجئت.

وفاة ناشط فلسطيني معارض للسلطة بعد اعتقاله.. ومطالب أممية بفتح تحقيق فوري

مجلس عزاء بعد وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات على يد قوة من الأجهزة الامنية الفلسطينية – أ ف ب

تظاهرات غاضبة

وخرج مئات من الفلسطينيين الخميس إلى الشارع في رام الله والخليل مسقط رأس بنات احتجاجا على وفاته، مطالبين بـ “إسقاط النظام”.

وشارك في الاحتجاج سياسيون وحقوقيون وناشطون شباب.

ورفع المحتجون الذين حاولوا الوصول إلى “المقاطعة”، مقر القيادة الفلسطينية قبل أن تلقي قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في اتجاههم، لافتات كتب على إحداها “لا للرواية البوليسية”، ورددوا هتافات منددة بالسلطة الفلسطينية.

وفاة ناشط فلسطيني معارض للسلطة بعد اعتقاله.. ومطالب أممية بفتح تحقيق فوري

تظاهرات غاضبة احتجاجا على وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات -أ ف ب

وأصيب أحد المحتجين بقنبلة غاز في وجهه نقل على إثرها إلى المستشفى.

وقال محتجون لوكالة فرانس برس إنهم بصدد تنظيم احتجاج دائم في وسط مدينة رام الله بالقرب من مقر الرئيس محمود عباس “حتى يتم التغيير الشامل في عمل السلطة”.

ووجهت دعوات لاحتجاجات مماثلة على وفاة بنات مساء الخميس، وكذلك في مدينة نابلس، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية تشكيل لجنة تحقيق في ملابسات الحادثة.