بين عامٍ وآخر.. التناقض يضرب تصريحات أبو محمد الجولاني

أثارت تصريحات زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني الأخيرة بشأن العقوبات المفروضة عليه وعلى جماعته، جدلاً واسعاً في “الأوساط الجهادية”، إذ تم اعتبارها متناقضة مع تصريحات سابقة له.

وكان الجولاني تحدث خلال مقابلة مع الصحافي الأمريكي مارتن سميث، وهي جزء من فيلم وثائقي لموقع “فرونت لاين” تحت اسم “الجهادي”.

ووجه الإرهابي رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاًَ أنه “لا نية لدى تنظيمه لشن عمليات عسكرية خارجية”، كما تحدث عن مسألة تصنيفه كإرهابي من قبل الولايات المتحدة وحكومات أخرى، قال الجولاني: “هذا تصنيف غير عادل، إنها تسمية سياسية لا تحمل أي حقيقة أو صدقيّة، لأنه خلال رحلتنا التي استمرت 10 سنوات في هذه الثورة، لم نشكل أي تهديد للمجتمع الغربي أو الأوروبي. أتمنى من أمريكا إعادة التفكير بذلك التصنيف”.

وبعد بروز حديث أبو محمد الجولاني الأخير، نشر المغرد السوري الشهير “مزمجر الشام” تغريدة عبر “تويتر” سرد فيها التناقض في تصريحات الجولاني بين العام 2013 و العام 2021، خصوصاً بشأن تصنيفه على لائحة الإرهاب هو وجماعته.

وقال “مزمجر الشام” الذي يعرف بمتابعة لشؤون الجماعات الإرهابية ومعرفته بخفاياها: “الجولاني 2013 : تصنيفنا على لوائح الإرهاب الأمريكية شرف وفخر لنا… الجولاني 2021 : تصنيفنا خطوة سياسية وليس له مصداقية و أتمنى من أمريكا إعادة التفكير فيه”.

تصريحات أبو محمد الجولاني الأخيرة تثير جدلاً.. التناقض كبير

الجولاني 2021

 

كذلك، سخر “مزمجر الشام” من الجولاني بنشره صورة مركبة للأخير تُظهره في هيئات مختلفة تغيّرت على مدى السنوات.

وتأتي منشورات هذا المغرد السوري بعدما توقف عن الكتابة عبر حسابه على “تويتر” منذ تشرين الأول/نوفمبر 2020، ليعود مؤخراً من بوابة مهاجمة الجولاني.

وخلال حديثه، كشف أبو محمد الجولاني أنّه بعد أشهر على اندلاع الحرب في سوريا، طلب 100 رجل من تنظيم “القاعدة” لمرافقته عندما أراد التوجه من العراق إلى سوريا، لكن مسؤولين من التنظيم وقفوا ضد فكرته ولم يأتِ معه إلى سوريا سوى 6 أشخاص.

وأضاف: “في ما خصّ المال لفصيلنا، فقد كان يقدّر بـ50 إلى 60 ألف دولار بالشهر لفترة 6 أو 7 أشهر”، مشيراً إلى أنه “خلال سنة واحدة قفز عدد فصيله من 6 أشخاص إلى 5 آلاف وازداد المال أضعافاً وتمكن الفصيل من الانتشار على رقعة جغرافية أوسع”.

تصريحات أبو محمد الجولاني الأخيرة تثير جدلاً.. التناقض كبير

وكشف أبو محمد الجولاني أنه قبيل ذهابه إلى سوريا، أرسل الى الزعيم السابق لتنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي رسالة بحثية تحليلية من 50 صفحة عن رؤيته حول مستقبل سوريا، مشيراً إلى أنه “تفاجأ من شخصية البغدادي”، وقال: “لم تكن لديه كفاءة كبيرة لتحليل المواقف، ولم تكن لديه شخصية قوية”.

وأضاف “كنت سأتحمل مسؤولية كبيرة، مسؤولية سوريا، لذلك كان يجب أن تكون هناك علاقة شخصية، قلت له: يجب أن نلتقي قبل أن أغادر، ورحب بالفكرة ورد على الفور”.

ورداً على سؤال حول التعهد بمحاربة الولايات المتحدة، قال أبو محمد الجولاني: “نعم، لقد انتقدنا بعض السياسات الغربية في المنطقة، ولكن لم نقل أننا نريد شن حرباً على الولايات المتحدة والأوروبيين من سوريا، لكننا تعرضنا لبعض الهجمات من قبل الولايات المتحدة، من خلال ضرب بعض الأشخاص الذين عملوا معنا أو كانوا مرتبطين بنا، لذلك انتقدنا هذه السياسات كرد فعل على استهدافنا”.

وقال الجولاني للأمريكيين: “نحن هنا لا نشكل عليكم أي تهديد، لذلك لا داعي لتصنيف الناس على أنهم إرهابيون وتُعلَن مكافآت لقتلهم”.