إطلاق النار يتوقف بين الفلسطينيين وإسرائيل

توالت ردود الأفعال الدولية بعد الإعلان عن اتفاق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة مصرية، حيث دخل الاتفاق حيز التنفيذ في الثانية فجرا بالتوقيت المحلي.

وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمّت الاحتفالات قطاع غزة، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أيّ من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوماً تدوّي لتحذير السكّان.

الرئيس الأمريكي جو بايدن رحّب بالاتّفاق، معتبراً أنّه يمثّل “فرصة حقيقية” للتقدّم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وقال بايدن في خطاب مقتضب ألقاه من البيت الأبيض “أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديمقراطية”.

وأضاف “ستواصل إدارتي جهودها الدبلوماسية المتكتّمة ولكن الحازمة للتحرّك نحو تحقيق هذا الهدف”.

وتابع “أعتقد أنّ لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدّم وأنا ملتزم العمل في سبيل ذلك”، مشيداً بالدور الذي أدّته القاهرة للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر.

وكانت الاتصالات الدبلوماسية تكثفت خلال الأيام الأخيرة من أجل وقف العمليات العسكرية.

مصر تنجح في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

وقامت مصر من جهتها باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحماس والتي لعبت القاهرة دوراً أساسياً في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.

وكشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن بعض تفاصيل مكالمته الهاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن وذلك خلال سلسلة من التغريدات على موقع تويتر.

وقال السيسي: “تلقيت بسعادة بالغة المكالمة الهاتفية من الرئيس الأمريكي التي تبادلنا خلالها الرؤى حول التوصل لصيغة تهدئة للصراع الجاري بين إسرائيل وقطاع غزة”.

وأضاف السيسي: “كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية، ‏وهو الأمر الذي يؤكد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة”.

وتابع الرئيس المصري: “إنني إذ أتطلع لتعزيز العلاقات بين بلدينا وتحقيق المزيد من المصالح والمساحات المشتركة، ‏فإنني أتوجه بالتحية والتقدير للرئيس الأمريكي لدوره في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة”.

وكان الرئيس الأمريكي قد أجرى الخميس اتصالاً هاتفيا بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي هو الأول منذ وصوله إلى البيت الأبيض، تم خلاله البحث في “سبل التعاون من أجل وقف العنف والتصعيد في ظل التطورات الأخيرة”، وفق بيان للرئاسة المصرية.

ترحيب أممي ومناشدة لإعادة الإعمار

بدوره رحّب بالاتفاق الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، مناشداً في بيان “المجتمع الدولي العمل مع الأمم المتحدة على إعداد حزمة دعم متكاملة وقوية من أجل إعادة إعمار وتعافٍ سريعين ومستدامين تدعم الشعب الفلسطيني وتعزّز مؤسّساته.

وشدّد الأمين العام على أنّ “القادة الإسرائيليين والفلسطينيين يتحمّلون مسؤولية تتجاوز استعادة الهدوء لبدء حوار جادّ لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، معتبراً أنّ “غزّة جزء لا يتجزّأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية ولا ينبغي ادّخار أيّ جهد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام” الفلسطيني-الفلسطيني.

بريطانيا ودول أخرى يأملون باستدامة الاتفاق

بدوره رحّب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بالاتّفاق، مطالباً “كلّ الأطراف العمل على استدامته” ومشدّداً على أنّ “المملكة المتّحدة تواصل دعم الجهود الرامية لإحلال السلام”.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت الخميس قبل الإعلان عن الاتفاق إنّ “المحادثات غير المباشرة” مع حماس ضرورية لإعطاء دفع للجهود الهادفة الى إنهاء العنف.

وأضافت “بالطبع يجب ضمّ حماس (إلى المحادثات) لأنه بدون حماس لن يكون هناك وقف لإطلاق النار”.

وزار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس تلّ أبيب ورام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة للتوصل الى تهدئة.

وزار مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند قطر لإجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

بداية الأزمة

وبدأ التصعيد الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه إسرائيل في العاشر من أيار/مايو، تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين.

وتسبّب القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة بدمار هائل، إذ أُسقطت أبنية بكاملها ولحقت أضرار جسيمة بأخرى وبالبنى التحتية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ حماس وفصائل أخرى في غزة أطلقت أكثر من 4300 صاروخ باتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية “غالبيتها”.

دعوة لتوفير لمساعدات طبية عاجلة

ووجّهت منظمة الصحة العالمية الخميس نداء عاجلا لجمع سبعة ملايين دولار قالت إنها ضرورية “لتوفير استجابة طارئة شاملة في الأشهر الستة المقبلة” في أعقاب تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التركيز على الاحتياجات ذات الأولوية في قطاع غزة”.

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس أنّ مجلس حقوق الإنسان سيجتمع الأسبوع المقبل في جلسة استثنائية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.