كشفت دراسة جديدة للأمم المتحدة أنّ 9 من أصل 10 أسر سورية لاجئة في لبنان تعيش حالياً في فقر مُدقع.

ونشرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الجمعة، النتائج الرئيسية لتقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان خلال 2020.

كورونا والانكماش الاقتصادي دفعا المجتمعات الضعيفة في لبنان إلى حافة الهاوية

دراسة تكشف واقعاً صعبا في لبنان.. الفقر المدقع يضرب النازحين السوريين

صورة من مخيم للنازحين السوريين في منطقة البقاع، شرق لبنان. المصدر: getty

وأشارت الدراسة إلى أنّ الانكماش الاقتصادي والتضخم الحاد وتفشي وباء فيروس كورونا، إضافة إلى انفجار بيروت، قد دفع المجتمعات الضعيفة في البلاد – بما في ذلك اللاجئون السوريون – إلى حافة الهاوية، مع استفحال حالة الفقر والعوز التي تعيشها آلاف العائلات.

ولفتت الدراسة إلى أنّ نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع ازدادت بشكل كبير، إذ وصلت إلى 89% في 2020، بعد أن كانت 55% قبل عام واحد فقط.

وفي السياق، قالت ميراي جيرار، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت أن “الأزمات المتتالية قد أثّرت على جميع المجتمعات في البلاد – من مواطنين ولاجئين ومهاجرين وغيرهم – علماً أن الفئات الاضعف هي الأكثر تضرراً”.

ولفتت إلى أنّ “نتائج الدراسة لهذا العام تشكّل مؤشراً دراماتيكياً على مدى صعوبة الصمود والنجاة بالنسبة لهم”، في وقت يواجهون “أصعب فصل شتاء لهم حتى هذا التاريخ في لبنان بموارد ضئيلة لا تكفي لكي ينعموا بالدفء والأمان”.

ومع هذا، فقد أوضحت الدراسة أنّ متوسط ​​الديون المتراكمة على الأسر قد ارتفع بنسبة 18%. وبحسب البيانات، فإنّ السبب الرئيسي للاستدانة هو شراء الطعام (93%)، يليه الإيجار والأدوية بنسبة 48 و34% على التوالي. وكما العام السابق، تستدين 9 من أصل كل 10 أسر لتعيش.

وبين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2020، زارت فرق تقييم الأمم المتحدة عينة تمثيلية على صعيد الوطن تضم 4,563 أسرة لاجئة سورية موزعة بجميع أنحاء لبنان.

ويعاني نصف اللاجئين السوريين حالياً من انعدام الأمن الغذائي مقارنة بنسبة 28% في الوقت نفسه من 2019.

وقالت الدراسة إنه نتيجة لظروف جائحة كورونا واجه اللاجئون محدودية في الوصول إلى التعلم عن بعد، وارتفاع في نسبة عمل الأطفال.

الغلاء الفاحش.. يعيد لبنان إلى عصر “المقايضة”

باتت المقايضة عبر “الإنترنت” ملاذا لبعض اللبنانيين، بعد أن تسبب الانهيار المالي بارتفاع الأسعار بشكل حاد هذا العام. ولجأت سيدة  إلى مقايضة السكر والحليب والصابون بفستان طفلة صغيرة، وسعت أخرى للحصول على بضائع معلبة مقابل معدات رياضية.