قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن “مخيم الهول الواقع ضمن أقصى ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، يشهد عمليات تهريب متواصلة لعوائل عناصر تنظيم داعش من نساء وأطفال على اختلاف جنسياتهم”.

وأضاف أن العملية تجري “بتسهيل من بعض حراس مخيم الهول مقابل مبالغ مادية ضخمة تدفع لهم من قبل تلك العائلات، التي تستلم بدورها مبالغ مالية ضخمة في المخيم بتسهيلات مقابل رشاوي أيضا”.

وبحسب بيان للمرصد فقد “هروب نحو 15 سيدة أجنبية من عائلات تنظيم داعش مع 20 طفلا من الهول إلى مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل في محافظة إدلب، بمساعدة شبكة من المهربين، وذلك منتصف العام الجاري 2020”.

ونقل المرصد السوري عن أحد المقربين من النسوة القول إن “قياديا في تنظيم داعش نسق مع امرأة من الهاربات، وقدم لهن دعما ماليا كبيرا، ليتمكن من الهرب من مخيم الهول”.

وأضاف أن “إحدى السيدات تمكنت من إقناع أحد حراس المخيم ويدعى شيار، بعد دفع مبلغ مالي يقدر بـ35 ألف دولار أمريكي للخروج مع أطفالهن إلى ريف حلب الشمالي”.

ووفقاً للمرصد، فقد بدأت العملية ليلا، حيث خرج الجميع على دفعتين، الدفعة الأولى ضمت 7 سيدات و10 أطفال، والثانية 8 سيدات و 10 أطفال، وذلك بسيارات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية من بوابة المخيم، دون أن يتم تفتيشها، ووصلوا بعد ساعات طويلة إلى مناطق نفوذ الفصائل المسلحة في ريف حلب الشمالي الشرقي”.

وقال مصدر إن “الأشخاص الذين يستقلون سيارات قوات سوريا الديمقراطية، ينسقون مع آخرين من الفصائل المسلحة، ليتمكنوا من إيصال النساء والأطفال إلى المكان المتفق عليه مع القيادي في التنظيم لأخذ المبلغ المتفق عليه”، بحسب ما نقل المرصد السوري للحقوق الإنسان.

وكشف المصدر أنه “يتم تسليم المجموعة لشخص يدعى أبو محمد في ريف حلب، حيث يقوم بنقلهم إلى أحد المنازل لقضاء الليلة في بلدة الغندورة شمال شرقي حلب، ثم يأتي شخص يدعى أبو أيوب الأنصاري وهو إداري يتبع لتنظيم داعش ويتسلم مجموعة السيدات والأطفال، وبالوقت ذاته، يتم تسليم الأموال المتفق عليها للمدعو شيار”.

وأكد المرصد أن “استخبارات قوات سوريا الديمقراطية اعتقلت شيار قبل 4 أشهر، عقب عملية الهروب بفترة قصيرة، وذلك بتهم تتعلق بالفساد”.

وعلى الرغم من شن استخبارات قسد لحملات أمنية على حراس المخيم واعتقال عدد منهم بتهم فساد، إلا أن عمليات التهريب لاتزال متواصلة، وفقا للمرصد.

وفي سياق متصل، أقدم مجهولون، الاثنين، على قتل محمد الحمادي، رئيس المجلس العراقي للاجئين في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة.

وقال مصدر أمني داخل مخيم الهول لنورث برس، إن الحمادي المعروف بـ (أبو عزام السبعاوي) قُتل أمام خيمته في القطاع الأول بالمخيم، عبر طلقات نارية أفرغها مجهولون بجسده قبل أن يلوذوا بالفرار.

وكشفت أرقام الإدارة المدنية لمخيم الهول، الذي يقع شرقي محافظة الحسكة السورية، عن وجود سبعة عشر ألفا و693 عائلة تضم 64 ألفاً و373 شخصاً انتموا جميعهم إلى تنظيم داعش الإرهابي.

وقال هفال جابر من الإدارة المدنية للمخيم لـ “أخبار الآن” إن “آخر الإحصائيات التي أعدت لتبيان أعداد القاطنين في المخيم أكدت وجود زيادة مستمرة في أرقام قاطنيه بسبب وجود الكثير من العائلات العراقية والسورية، وحصول حالات زواج وإنجاب مزيد من الأطفال”.

ووفق أرقام الإدارة المدنية، فإن عدد العائلات السورية يبلغ 6 آلاف و706 عائلات، كما يبلغ عدد أفرادها، 24 ألفاً و223 فرداً، فيما يبلغ عدد العائلات العراقية في المخيم 8 آلاف و209 عائلة بإجمالي عدد أفراد يصل إلى نحو 40 ألف و606 أشخاص، أما العائلات الأجنبية فيبلغ عددها ألفين و778 عائلات، ويبلغ عدد أفرادها 9 آلاف و455 فرداً.

وبحسب أرقام الإدارة المدنية أيضاً، يبلغ عدد الأفراد في المخيم 41 ألفا و919؛ منهم 16 ألف و67 من الجنسية السورية، موزعين ما بين 8055 للإناث و8012 للذكور، أما العراقيين فيبلغ عدد الأطفال 19 ألفا و142 منهم 9 آلاف و291 من الإناث و9 آلاف و851 من الذكور، فيما يبلغ عدد الأطفال الأجانب 6710 أطفال موزعين ما بين 3277 للإناث، و3433 للذكور.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقلها بشأن محنة أكثر من 64 ألف شخص يعيشون في مخيم الهول المضطرب شمال شرق سوريا.