أخبار الآن | إدلب – سوريا (تطبيق خبِّر)

لطالما اشتهرت سجون النظام السوري بقسوة التعذيب على مر السنين، لا بل اكتسبت شهرة على يد نظام الأسد وفق ما يرى العديد من السجناء، لكون هذه السجون تحولت إلى منفى، إذ يقضي السجين أياماً عصيبة بين جدران تنبثق منها رائحة الموت، فيصح فيها القول: “الداخل مفقود والخارج مولود”.

 

“ماهر العبدو” من قرية بلشون في ريف ادلب الجنوبي، والذي تعرض للاعتقال من قبل قوات النظام في مدينة ادلب وذلك في الشهر السابع من عام 2011 ، روى لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في إدلب “زيد الجبلي” قصة اعتقاله وطرق التعذيب التي تعرض لها في سجون عدة على مدى 9 سنوات.

وقال العبدو: “بعد اعتقالي في مدينة ادلب تعرضت لشتى أنواع التعذيب واتهمت بجرم لم ارتكبه، وهو “حرق مخفر أريحا وشعبة الحزب بالإضافة لمشاركتي في مظاهرة المسطومة”، ورغم انني نكرت ما نسب الي من تهم لكوني بريء منها، إلا أن الضرب كان ينهال على كل أنحاء جسمي، الذي تحول للون الأزرق من شدة التعذيب والضرب.

وأضاف، “أيضا احدى طرق التعذيب كانت الصعق بالكهرباء والتي لم أستطع تحملها ابدا لذلك قررت الاعتراف بشيء لم ارتكبه خشية الموت، بعدها ومع مضي 5 أيام تم تحويلي إلى سجن “البالونة” بحمص وبعدها إلى الفرع 291 في دمشق حيث وضعت في مكان مظلم تحت الأرض، ثم تم استياقي إلى الفرع 215 حيث ضربت بالكرباج بدون اي سؤال، ومن ثم حولوني إلى الشرطة العسكرية أي محكمة ميدانية ومنها ذهبت إلى سجن صيدنايا”.

ويكمل “العبدو”، في سجن صيدنايا لم أدرك بداية ما هي طبيعة العذاب، لكن بعد فترة قصيرة كانت أتمنى الموت من شدة العذاب، ففي غرفة التعذيب كان ينهال علي العناصر بشتى أنواع الضرب والشتم، ولعل أبرز شيئ مؤلم في هذا المكان هو تعرية الشخص من ثيابه، وسكب دلو من الماء عليه، ثم وضعه على لوح حديدي، وصعقه بالكهرباء”.

أمضى “العبدو” هناك حوالي 4 أشهر، وفي تاريخ 2/1/2012 تم تحويله إلى سجن السويداء بالجرم المذكور سابقاً والذي لم يرتكبه، حيث بقي هناك 8 سنوات، بعيدا عن عائلته وأولاده الصغار، ليخرج منه بعد انتهاء محكوميته وذلك بتاريخ 15/6/2020.

وفي هذا الاطار قال العبدو: “لم اخرج فقط بل ولدت مجددا لألتقي بأهلي وعائلتي بعد طول غياب”.

من جهة ثانية، توقف “العبدو” عند حال الحزن والأسى التي خيمت على مواقع التواصل الاجتماعي مع تجدد النعوات مؤخرا للأشخاص الذين قضوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام السوري بعد ظهور صور المعتقلين المعذبين ضمن ما تم تسريبه من قبل قانون “قيصر”، حيث لاقت الصور انتشاراً واسعاً وفضحت بشاعة وفظاعة أصناف التعذيب التي مورست ولا تزال في سجون الأسد، لاسيما وأن مئات العائلات تمكنت من التعرف على صور أبنائهم المختفين في سجون النظام، بمشهد مؤلم وقاس، ممزوج بعبرات الفقد والألم.

للمزيد:

متنفذون في حكومة النظام السوري يسطون على الثروة السمكية في ساحل سوريا

من مرارة النزوح إلى ويلات العيش.. “أم سومر” تفتتح تنوراً لسد رمق عيش عائلتها شمالي إدلب