أخبار الآن | الموصل – العراق – (خاص)
غداة احتلال داعش مدينة الموصل، انزوى ثلة من شبابها في سرداب ضيق، بيد أنه بات ارحب، حين جمع تحت سقفه عشاق رياضة التايكون جتسو.

أراد داعش قتل كل أشكال الحياة في مدينة الموصل، بأن يجعل من أهلها أدوات طيّعة في يده من أجل إدامة وجوده، غير أن ممارسي هذه الرياضة أفلتوا من قبضته.

أحمد رشيد محمد، مدرب نادي المستقبل المشرق للتايكون جتسو، من بين الشباب الذين كان يرغب داعش في استغلالهم ليشرفوا على تدريب ما يسمون بأشباله ومقاتليه.

قصة تتحدث عن مشروع إقتصادي لتمكين نساء الموصل من العمل عقب تحريرها من داعش

على خلفية ذلك، اهتدى أحمد وأصدقاؤه إلى فكرة أن يبحثوا عن مكان بعيدا عن أنظار داعش، وما هي إلا أيام حتى عثروا على سرداب في زاوية مختبئة وسط البيوت.

نظف أحمد وزملائه المكان وحولوه إلى قاعة تدريب ليمارسوا رياضتهم المفضلة ويحافظوا على لياقتهم البدنية، وسعوا إلى استقطاب لاعبين متميزين.

لا  أحمد ولا أصدقاؤه رضخوا لتهديدات داعش وضغوطاته بأن يدربوا ما كان يعرف آنذاك بـ “أشبال الخلافة” على الفنون القتالية، لكنهم فضلوا الاعتزال في سرداب صغير  بعيدا عن أعين التنظيم.

كان أحمد وأصدقاؤه يلتقون سرا في سرداب التدريب، لكن الشعور بالخوف لم يغادرهم لخشيتهم أن تصل أخبارهم إلى آذان أفراد داعش في الموصل. 

سكان الموصل يعيدون الحياة إلى سوق الصفارين الشهير بعد عامين ونصف العام على تحرير  المدينة من “داعش”

كما كانوا حريصين على ألا تتسرب أخبارهم إلى خارج جدران السرداب حتى أن بعض اللاعبين كانت عائلاتهم لا تعلم أنهم يتمرنون.

أشهر قليلة بعد تخلص الموصل من قيود داعش، استحالت أماكن كان يستغلها داعش معسكرات لتدريب جنوده إلى فضاء يستقطب الشباب لممارسة الرياضة حيث تمكنوا من أن ينفخوا فيها الحياة من جديد.

 في منظور معتز وليد وهو لاعب منتخب وطني، أنه شتان بين الأمس واليوم، ففي السابق كانوا يشعرون بالخوف بسبب الحصار الذي كانت تفرضه داعش على الموصل.

قوة من جهاز مكافحة الإرهاب داهمت أوكاراً لتنظيم داعش في سلسلة جبال بادوش شمال غرب الموصل

ويقول زميله محمد مقداد إنه رغم الظروف الصعبة التي مروا بها قبل تحرير الموصل، غير أنهم تمكنوا من تحقيق نتائج مرضية واستطاعوا الحصول على المركز الأول في هذه الرياضة على مستوى العراق.

 بالتحدي، ساهم هؤلاء الشباب في دبّ الحياة من جديد في عروق مدينة كانت إلى وقت قريب ترزح تحت هيمنة داعش لمدة فاقت ثلاث سنوات.

 

إقرأ المزيد:

الحكومة العراقية تعود لنقطة الصفر من جديد