أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (تحليل)

هذا الأسبوع، رفعت مجموعة من سجناء داعش في مخيم الهول للاجئين الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، رفعوا علم داعش وهتفوا بشعارات مكرسين أنفسهم لخدمة قضية التنظيم “حتى النهاية”.

ما الذي جعلهم يقومون بذلك؟ ما هي الفرصة التي يمكن أن يبحث عنها داعش في شمال شرق سوريا؟ وكيف يرتبط كل هذا بالتطورات عبر الحدود مع تركيا؟ نحن نبحث عن إجابات في تحليلنا:

وقعت حادثة “العلم” في مدينة الهول في وقت هددت فيه القوات التركية بالقيام بعمليات عسكرية شمال سوريا لدعم المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

إذا قرر الجيش التركي اتخاذ إجراء في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، فقد يرغب داعش في المشاركة مستغلاً حالة عدم الاستقرار التي ستنتج عن ذلك. قد تتضمن خطوات داعش الفورية محاولة اقتحام مخيمات اللاجئين التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والسجون التي تسيطر عليها.

هل تستطيع قوات سوريا الديمقراطية وتركيا رؤية الخطر وتجنب إعطاء الفرصة لداعش؟

تركيا وقوات سوريا الديمقراطية أعداء بالنسبة لداعش. داعش كان قد أعلن مؤخراً الولاية في تركيا. وبالإضافة إلى ذلك، في 12 يوليو، أصدر داعش شريط فيديو هدد فيه تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.

ونتيجة لذلك، تتخذ تركيا إجراءات جديدة ضد أعضاء داعش داخل البلاد. التطورات تجعل من الصعب على عائلات داعش الفرار من المخيمات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ولن يكن باستطاعتهم الهروب إلى تركيا والإختباء بين المدنيين.

وبالمثل، مع كل الاهتمام الموجه إليهم، سيجد سجناء وعائلات داعش أن التسبب بالخطر لقوات سوريا الديمقراطية أو قوات التحالف سيضعهم في خطر أكبر من ذي قبل؛ لأنهم مراقبون بعناية.

بالتأكيد، سيكون هناك مجموعة متشددة من العائلات والسجناء الذين سيبقون مغسولي الدماغ. بعضهم رفع علم داعش في مخيم الهول ورددوا هتافات مؤيدة لداعش، وأعلنوا أساسًا أنهم سيبقون مع داعش حتى النهاية، ولكن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون جميع عائلات وسجناء داعش، فهناك كثيرون آخرون رؤوا نفاق التنظيم، ولا يثقون به لبقائهم على قيد الحياة.

داعش تخلى عنهم في السابق، وسيتخلى عنهم مرة أخرى

من سرت الليبية إلى الموصل في العراق والباغوز في سوريا، شهدت عائلات ومقاتلي داعش العاديين نفس السيناريو الذي لُعب مرارًا وتكرارًا. دائماً ما يتم معاملة قادة التنظيم وعائلاتهم بشكل مختلف. وعندما يشتد القتال، يقوم القادة بأخذ عائلاتهم وأموال التنظيم والفرار، تاركين المقاتلين الأقل أهمية وعائلاتهم للموت.

ما حدث في الباغوز كان مخزياً بشكل كبير لداعش، إذ تم ترك الآلاف من أفراد التنظيم وعائلاتهم ليقتلوا أو ليتضوروا جوعًا، ثم ظهر الخليفة الغائب أبو بكر البغدادي في شريط فيديو ليقول إن هزيمة الباغوز لم تكن ذات أهمية؛ وكأنه يستهزأ بالخسائر في الأرواح والدماء التي أمر بها وطلبها بنفسه.

بعض مقاتلي داعش ليسوا أغبياء، وهم يرون اللعبة التي يلعبها داعش بحياتهم.

والآن، تحاول قوات سوريا الديمقراطية والتحالف جاهدين بمساعدة عمال الإغاثة، يحاولون إنقاذ زوجات داعش وأطفالهم من مؤامرات داعش الجديدة.

إذا اندلع القتال بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، فسوف تتضرر هذه الجهود، وبالتأكيد سيتخذ داعش خطوة لاقتحام مخيمات اللاجئين والسجون، فهذا متوقع من داعش. في النهاية، داعشيستغل دماء أفراده وعائلاتهم لتحقيق أهدافه.

من شبه المؤكد أن الخروج من المخيمات أو السجون يعني الموت لأفراد داعش الهاربين وعائلاتهم، إذ إنه لمحاولة العبور إلى تركيا، سيتعين عليهم تجنب قوات الدرك وتحصينات الحدود الشديدة، وحتى لو تمكنوا من الوصول إلى تركيا دون أن يقتلوا، فمن المؤكد أن يتم إلقاء القبض عليهم هناك. وحينها لن يروق لهم سيناريو البقاء في سجن تركي أو الترحيل من البلاد. لن تتسامح تركيا مع أي شخص منتمٍ لداعش في وقت يعلن فيه التنظيم بصوت عال عن نيته مهاجمة تركيا.

بالمقابل، إذا تحرر المقاتلون والأسر وحاولوا الاختفاء في الصحاري السورية أو العراقية، فسوف يضعون أنفسهم في مرمى نيران قوات التحالف التي تصطاد أفراد التنظيم.

وحقاً، بالنسبة لأفراد داعش والأسر المحتجزين لدى قوات سوريا الديقراطية، فإن مسألة السماح لداعش بالتلاعب بهم مرة أخرى ستكون مسألة حياة أو موت.

تنضم إلينا في الإستوديو الزميلة جنان موسى مراسلة أخبار الآن والتي اطلعت على الوضع عن كثب في مخيم الهول

معنا من ألمانيا عبر سكايب مدير المركز الأوروبي للدراسات الاستراتيجية الدكتور جاسم محمد

مصدر الصورة: sana

المزيد:

الصليب الأحمر يطلق تحذيرات حول مخيم الهول بسوريا

مخيم الهول تحت المجهر: ”أخبار الآن“ تكشف واقعه بالأرقام والمعطيات

عائلات ”داعش“ تمثل ضغطاً على مخيم الهول.. وجودهم عبءٌ ومصدر قلق

أمريكيتان و6 أطفال من مخيم الهول لأمريكا