أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الاخبار)

لكن ما ھو السر وراء التزییف الإعلامي للقاعدة؟

ورغم كل الضربات  التي تتلقاها  أفرع  القاعدة  فأن  ايمن الظواهري يبدو غير معني بها في تناقض واضح مع  فترة  سابقة و التي تزامنت مع دفق كبير من  الإصدارات. 

إن التدفق الكبیر من الإصدارات الصوتیة الجدیدة للظواھري منذ شھر نوفمبر 2017 توحي بالكثیر. بعد أن بدأت التقاریر الإخباریة بالانتشار في العام الماضي حول وفاة الظواھري مدعومة بإصدار القاعدة لتصریحات صوتیة لا تحمل تاریخ ولیس لھا صلة بالاحداث، وعجز الظواھري عن إصدار بیان الحادي عشر من 11 سبتمبر السنوي في موعده، یبدو أن الظواھري أمّن نفسھ مجددا بسلسلة من المقاطع المصورة القصیرة منذ نوفمبر ٢٠١٧ و لكن ھذه حملة منسقة تستدعي التوقف عندھا.

 إن المواضیع الضمنیة في أحدث رسائل الظواھري خاصة عند قراءة ما بین السطور، تحكي قصة زوال القاعدة. إصدار الظواھري في نوفمبر 2017″ لنحاربھم كبنیان مرصوص” كان بمثابة تحول ملحوظ بنبرة الظواھري في تصریحاته، لأنه بدلاً من الحدیث عن أخبار قدیمة ونبذ زملائه الذین ماتوا منذ زمن طویل، بدا الظواھري وكأنھ یتصدى للكارثة المستمرة في التفاقم مع فرع تابع للقاعدة في سوریا، وھو جبھة النصرة.

كما یمكن القول ببساطة من خلال قراءة عنوان ھذا البیان، فضلاً عن تصریحات أخرى للظواھري، أن الوحدة كانت موضوعاً رئیسیاً له لأنه یرى تنظیمه ینقسم .

لقد أدى انفصال جبھة النصرة إلى حدوث تغیر ھائل في الحركة السلفیة الجھادیة، التي ما زالت تداعیاته تتكشف حتى یومنا ھذا، ومن المرجح أن یؤدي ھذا التغیر إلى النھایة الأبدیة للقاعدة. وجّه الظواھري لوماً شدید اللھجة لأفرع القاعدة في سوریا، وأعلن رفضه عرض أبو محمد الجولاني بالبیعة “السریة” للقاعدة.

وتمیزھذا التصریح عن التصریحات الأخرى لأن غضب الظواھري ویأسه كانا ملموسین، حتى بالمقارنة مع سلوكه المصطنع و المبتذل. وبصرف النظر عن جبھة النصرة، ظھر الظواھري عازماً على معالجة الشائعات عن زواله وزوال القاعدة، وحمایة التنظیم من الانقسام بشكل نھائي وإلى الأبد. یقوم الظواھري في الواقع بإلقاء اللوم على السوریین مباشرة لتداول الشائعات حول ھلاكه وھلاك القاعدة.

“ما الذي تغیر؟ ما الذي تم استبداله؟ شیخ محبوب آخر یقف في اجتماع عام ویقول: انتھت القاعدة. انسوا القاعدة. المجد للرب أیھا الأحباء، أنتم فقراء ومتتبعین ومطلوبین مثلي تماما.. فھل ستكونون مسرورین إذا ما انتھى ما قالته عنكم “القاعدة” عنكم من “كذا وكذا”، وأن تنسوا ما قیل عنكم من كذا وكذا. إن شاء الله، لن نقول ذلك أبداً “.

كان ھذا مؤشراً واضحاً على أن الظواھري نفسھ یدرك حقیقة ھلاك القاعدةو جبھة النصرة وجمیع الأفرع التابعة للقاعدة تعتقد ذلك وتتصرف على ھذا الأساس.

سیل من رسائل الظواھري الجدیدة بدون تحدید تاریخ أي منھا منذ نوفمبر 2017 ،أصدر تنظیم القاعدة ستة مقاطع للظواھري في الأشھر الثلاثة الأولى من عام 2018 .ما ھو الھدف وراء ھذا التجییش و الحملة الیائسة؟
على ما یبدو، كما ھو الحال دائمًا، فإن المحاولة المكشوفة من قِبل القاعدة للتلاعب في الجمھور والبقاء على صلة بالتطورات ، إنھا محاولة من الظواھري لیبدو فعالاً و على صلة بما یجري، ومحاولة منه تأخیر موت القاعدة الوشیك.

لكن ما الذي یحدث بالفعل؟

أكاذیب إعلام القاعدة وقناع الظواھري

من الملاحظ، ومنذ إصدار نوفمبر2017 للقاعدة في سوریا، كان واضحاً أن القاعدة عادت الى طرقھا التقلیدیة في الخداع.

في فیدیو الظواھري الأخیرإذ لم یقم التنظیم بتحدید تاریخ المقاطع، والظواھري نفسھ كان یتكلم بأمور عامة، دون الإشارة الى الفعلي لتصویر المقطع، او حتى یعطي اطار عام للزمن – وجمیع ھذه المقاطع من المحتمل انھا صورت في العام 2016 .

أي شيء یحدث فعلیاً على ارض الواقع أو أي شيء یحدث في الوقت الحالي الذي من خلالھ یمكن للجمھور معرفة الوقت و في الحقیقة ھناك العدید من الاشارات التي تدل على ان العدید من المقاطع كانت مصورة مسبقا، فالظواھري ظھر وھو  یتحدث عن التطورات المرتبطة بداعش والمتحدث بأسمھ ابو محمد العدناني. الا ان العدناني توفي في اغسطس 2016 ، وبالتأكید العداوة الشخصیة بین الظواھري و العدناني معروفة جیداً.

تقنیات الإعلام الخادعة التي أتت بنتائج عكسیة بالإضافة الى ذلك، ذھبت وسائل اعلام القاعدة ابعد من ذلك لإضفاء واجھة ذات صلة من خلال تعدیل الصور و المشاھد لجعل خطاب الظواھري یبدو ذات صلة بالواقع لكنھا خدعة
رخیصة ومكشوفة.

في الإصدار السادس من شھر مارس الموجھ إلى فرع القاعدة في المغرب العربي، خرج الظواھري بخطاب لا معنى لھ حول الكیفیة التي یجب أن یدعم بھا سكان شمال إفریقیا القاعدة، ولكن من الواضح أنھ في الفترة التي تلت
ھذا الاصدار، تقید المسؤولون الإعلامیون في تنظیم القاعدة في تصویر الھجوم الأخیر من قبل القاعدة في المغرب الإسلامي لإظھار أن الفیدیو قد تم تصویره في الوقت الفعلي، لكن لو ان ھذا حصل بالفعل لكان الظواھري و بسھولة قد اشار الى ھجوم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مباشرة في رسالتھ و ھذا ما لم یفعله . 

اقرأ أيضا:

مقتل 7 مسلحين من القاعدة بغارة من دون طيار في شبوة

اعتقال 13 من قادة داعش بينهم مفتي شمال غرب الموصل