أخبار الآن | تلعفر – العراق (حسام الأحبابي)

بينما تستعدُ القواتُ العراقية لعمليات تحرير تلعفر من إحتلال داعش الذي إعتبرها مقرَه البديل إثر خسارته عاصمته الرمزية الموصل، يشهدُ هذا التنظيمُ وضعاً منهاراً على مستوى مقاتليه وهيكلية قيادته، فضلا عن كون المدينة من الناحية العسكرية أسهل بكثير من عمليات الموصل لاسيما مدينتُها القديمة.

إذن ليست هناك توقعات يمكن أن تُنبئ بمعارك شرسة، هذا هو العنوانُ الرئيس لعمليات تلعفر، أما معطياتُ القوات العراقية بالتزامن مع وضع داعش المنهار فيمكن إختصارُها بالنقاط الآتية:

– عددُ مقاتلي داعش يتراوح بين ألفٍ وخمسمئة وألفي مقاتل وهو ليس عدداً كبيراً مقارنةً بالأعداد التي كانت القواتُ العراقية تحتملُها في الموصل.

– هروبُ أغلبِ قادة داعش الأجانب وبعضِ المحليين الى وجهاتٍ أخرى خارج حدود العراق الشمالية أو الغربية.

إقرأ: إستعدادات عراقية لتحرير تَلعفر والحويجة من داعش

– إعتماد قادة داعش على المقاتلين المكلفين بمواجهة القوات العراقية الذين بقوا داخل تلعفر أكثر من الذين هربوا الى المدينة قادمين من الموصل.

– ضعف معنويات المقاتلين المحليين بعد تعرضِ الكثيرِ منهم لعقوباتٍ شديدة من قيادة داعش وصل بعضُها الى الإعدام بسبب ما وصفهُ النتظيم "خذلانُهم بموقعة الموصل".

– فرضُ قيادة داعش الإقامة الجبرية على عائلاتِ المتبقين من مقاتليه وقادته ومنعُهم من الهروب الى خارج تلعفر، وهو ما يفسر محاولةَ التنظيم إجبارَ مقاتليه على القتال.

– الإعتمادُ على الإنغماسيين الإنتحاريين أكثرُ من المقاتلين الميدانيين بسبب قلة عددهم.

وفيما يتعلق بالأوضاع الأخرى الخاصة بطبيعة تلعفر فهناك أسبابٌ أخرى تقوضُ قدرةَ داعش على المطاولة بمواجهة القوات العراقية أهمها:

– الطبيعةُ الجغرافية لمدينة تلعفر ذاتِ مساحات مفتوحة قياساً بمناطق الموصل المكتظة برغم وجود بعض التضاريس المعقدة.

– إنخفاضُ عدد العائلات والمدنيين المحاصرين في تلعفر قياساً بالذين كان يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية في الموصل.

– الحشودُ العسكرية الكبيرة التي هيأتها القوات العراقية لمعركة تلعفر والتي لا يمكن مقارنتُها بعديد داعش المنخفض جداً.

إذن وفق التقديرات العسكرية على الأرض التي وضعها قادةُ القوات العراقية فليست هناك سوى منطقةٌ واحدة في تلعفر وهي حي السراي الذي يتشابهُ الى حدٍ كبير مع المدينة القديمة في الموصل، لكن الفارق المهم بين المنطقتين هو قلةُ المدنيين المحاصرين بهذا الحي، وما عدا حي السراي فيمكن إستخدامُ عرباتٍ ومدرعاتٍ خلال عمليات تحرير بقية مناطق تلعفر الأخرى.