أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأ خبار)

ربما يبدو خبر استهداف مقرٍ عسكريٍ للنظام، خبراً مفرحاً للسوريين الذين ذاقوا أبشع مأساة بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب تلك المقرات التي يديرها نظام ديكتاتوري يفعل كل شيء لكي يبقى، وقد يبدو خبر مقتل أخطر الأسماء الأمنية لدى بشار الأسد كرئيس فرع أمن الدولة وأحد زعماء القتل في سوريا اللواء حسن دعبول، ساراً جداً للسوريين الذين فقدوا أبناءهم في معقتلات الأسد.

لكن هذه المرة لم تتمكن هيئة تحرير الشام أو هيئة فتح الشام النصرة سابقاً، من إحراج أنصار الثورة في العملية التي تبنتها مؤخراً في حمص والتي أدت لمقتل عدد كبير من ضباط وعناصر الأسد في حمص.

لقد فُضحت علاقة من نوع ما بين الأسد أو حلفائه من جهة والقاعدة من جهة أخرى، بدا هذا ظاهراً للعيان من خلال مواقع التواصل الاجتماعي،  العملية تأتي في وقت حرج، واستحقاقات سياسية بغض النظر عن النتائج، كما أنها تتضمن في هذا التوقيت رسالة واحدة لاغير متشابهة مع رسالة النظام.

 "إما أن نكون أو لاتكونوا جميعاً أيه السوريين". ليس هذا وحسب، إنها العملية التي تتخلص من أحد أكبر الأشخاص المسؤولين عن "ملف قيصر"، هذا الشخص من المسؤولين الجاثمين فوق صدر الأسد نفسه، لقد تخلص منه عن طريق القاعدة.

لا بل ضربت "القاعدة" مخرجات استانة التي تنص على وقف إطلاق النار وأزال أي عائق لممارسة الأسد عنفه على المدن السورية التي كان يقتصرها بنسب مئوية معينة وفي مناطق ربما تمارس ايران نفوذها عليها، لقد أطلق العنان لطائرات النظام لممارسة القصف كسابق عهده ! فماهي إلا ساعات قليلة بعد تنفيذ العملية وإذا بالصواريخ تنهمر على حي الوعر المحاصر في حمص، وكذلك على أريحا وإدلب، ليس هذا وحسب أيضاً، فهناك فوائد أخرى حققتها القاعدة للأسد هذه المرة أيضاً، هناك في جنيف.

حيث طلب مبعوث النظام بشار الجعفري من وفد المعارضة إدانة ماسماه التفجير الإرهابي وإصدار المبعوث الدولي إلى سوريا بياناً يدين هذه الهجمات ! في محاولة من وفد النظام إدخال وفد المعارضة في معركة أخرى غير معركته الأساسية، والأهم، تغيير مجرى المفاوضات الذي يبحث مسألة الانتقال السياسي إلى التأكيد أولاً على بحث مسألة الإرهاب التي لاتشكل أساساً في المفاوضات الحالية.

طبعاً، كما كل مرة يظهر بعض الناشطين المؤيدين للقاعدة وربما الممولين منها، للرد على الاتهامات السابقة، والتي تقول هل النظام كان ملتزماً بوقف إطلاق النار أساساً؟ وهل هو بحاجة إلى مثل هذه الحجة لكي يواصل قصفه؟ وأساسا مادخل هيئة فتح الشام بأستانا أو جنيف؟

ربما يدرك أهالي أريحا وإدلب وحي الوعر مامعنى العبث بمصرهم وحياتهم وترك النظام يستبيحهم ويقصفهم بحجة تواجد القاعدة تارةً، وبحجة أخرى هجوم القاعدة على مناطق يسيطر عليها النظام تارةً أخرى، لكن السؤال الذي لايستطيع أولئك الناشطين المؤيدين للقاعدة الإجابة عنه، لماذا تتبنى القاعدة عمليات تستهدف النظام بشكل مقصود؟ ولماذا لاتراعي المدنيين الذينن سيكونون هدفاً للنظام بحجتها؟!

 لقد باتت "القاعدة" حجة النظام وروسيا وايران كلما أرادوا  شنّ عملية عسكرية على منطقة سورية. حلب كانت مثالاً عن استخفاف "القاعدة" بمصير المدن وأهلها، هناك حيث طُلب منها الخروج، قالت القاعدة حينها " لو خرجنا لدخل النظام ونكل بالأهالي، لن نخرج" ، فعلاً لم تخرج، وزاد القصف الإجرامي على الأحياء الشرقية المحاصرة، وماهي إلا ايام قليلة حتى زاد مطلب الروس بخروج جميع المسلحين دون استثناء، ليخرج المسلحين من الأحياء برفقة كافة أهالي الأحياء الشرقية، وسبق في الخروج حينها عناصر "فتح الشام- القاعدة".

كيف يمكن لأهالي المناطق التي تُقصف أن يثقون بتنظم القاعدة بعد الآن، وهم الذين يقدمون أضعاف مضاعفة من أبنائهم بصواريخ الأسد وبراميله، مقابل عشرات القتلى من العمليات التي تشنها "القاعدة" التي تبدل جلدها كل فترة في محاولة لإسكات المنظومة الدولية وكي تستمر في أدائها غير المسؤول والفوضي أو الكارثي على الثورة ومصيرها( إذا ماافترضنا حسن النية)، أو الدور المفيد كعميل أو شريل  للنظام لاستمرار بقاءه ؟!

كيف يمكن أن يثق السوريون، حول وصول القاعدة بكل أريحية وسهولة وأمان إلى حمص لتنفيذ هذه العملية دون تواطىء واضح من النظام ؟ ربما تجتمع نسبة كبيرة من الأراء اليوم وراء الرأي الذي كتبه الفنان السوري علي فرزات على صفحته " في فروع حمص المخابراتية تم انفجار كبير بين روسيا وايران نفذته القاعدة فرع طهران."؟!

 

اقرأ أيضا:
"داعش حليف الأسد".. رسالة الشعب السوري إلى جنيف والعالم

الامم المتحدة قلقة من القصف المكثف لقوات الاسد في سوريا