أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( غرفة الأخبار)

في ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩، استهدف التحالف الدولي بطائرة مسيرة مركبة في بلدة ترمانين شمال غرب إدلب يقودها بلال خريسات الملقب بـ أبي خديجة الأردني في آخر استهداف للأردنيين من قادة تنظيم حراس الدين في المنطقة.

من هو بلال خريسات، أبو خديجة الأردني؟

  • جاء خريسات إلى سوريا في ١ سبتمبر ٢٠١٢
  • عمل في “جبهة النصرة فرع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام” في درعا، ثم الغوطة حيث كان قاضياً، ثم انتقل إلى شمال سوريا والتحق بصفوف الجبهة (هيئة تحرير الشام حالياً) في إدلب.
  • كان من المقربين من إياد الطوباسي أو أبو جليبيب الأردني، صهر أبو مصعب الزرقاوي. الطوباسي تولى تشكيل وقيادة فرع النصرة/القاعدة في جنوب سوريا: في درعا وحوران.
  • كان عضو المجلس الشرعي في جبهة النصرة ثم أصبح مسؤولاً عن الأمنيين فيها .

 

الانشقاق عن الجولاني

  • كان من أوائل القياديين الذين انشقوا عن الجولاني عندما أعلن الأخير فك الارتباط مع القاعدة في يوليو ٢٠١٦ وغيّر مسمى التنظيم إلى جبهة فتح الشام. في الشهر التالي لفك الارتباط، جدد خريسات البيعة للظواهري في سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر.
  • تبعه في الانفصال إياد الطوباسي. وبعد أن أعاد الجولاني تسمية التنظيم هيئة تحرير الشام في يناير ٢٠١٧، انفصل عن الجولاني قيادات أخرى مثل سامي العريدي، وهو أيضاً أردني، وأبو همام الشامي أو فاروق السوري.
  • كان خريسات من مؤسسي تنظيم حراس الدين في فبراير ٢٠١٨، وكان عضو مجلس الشورى فيه إلى جانب قيادات أردنية منشقة هم: د. سامي العريدي (الشرعي السابق في النصرة)، إياد الطوباسي، خالد العاروري (أبو القسام الأردني)، ساري شهاب (أبو خلاد المهندس)،.  وبهذه التركيبة يعتبر المكون الأردني الأبرز في قيادة حراس الدين. كما أن لهؤلاء القاعديين الأردنيين تاريخهم في أدبيات الجهادية السلفية؛ فهم إما مقربون من الظواهري أو الزرقاوي أو  حمزة بن أسامة بن لادن.  وهم بذلك ينافسون الجولاني على قيادة أي تنظيم “جهادي” في شمال سوريا. وهنا تكمن أهميتهم وخطورتهم على الجولاني.

 

العلاقة مع الجولاني

  • الصحفي التونسي سيف الدين العامري يصف الجولاني بـ “البهلوان” الذي يقفز من مكان إلى آخر؛ وهذا واضح في الطريقة التي تنقل بها من ولاء إلى آخر. فهو يتلاعب بحلفائه وآخرهم حراس الدين. ولو نظرنا إلى تاريخه لتوضحت المسألة.
  • في ٢٠١١، ظهرت جبهة النصرة في سوريا محتفظة بسرّ الارتباط بالقاعدة. ونتذكر أن داعش بعد قتل البغدادي كشف عن أن البغدادي أرسل التنظيم إلى سوريا ومدّه بنصف خزينة “الدولة الإسلامية في العراق”. مع تحقيق “الانتصارات” ضد النظام السوري ، أعلن البغدادي في أبريل ٢٠١٣ أن الجولاني “جندي من جنودنا” وضمّ المجموعة إلى ما صار يُعرف باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام.” وفي مفاجأة لأوساط المعارضة السورية، ردّ الجولاني بإعلان الولاء للظواهري ورفض الانضمام. ردّ الظواهري بأن البغدادي تسرّع في إعلانه وطلب العودة إلى الوضع السائد: الجولاني في سوريا والبغدادي في العراق. لكن الوضع تفاقم إلى حرب مفتوحة بين الجولاني والبغدادي في ٢٠١٤.  وامتد ذلك إلى قطيعة بين البغدادي والظواهري.
  • في يوليو ٢٠١٦، أعلن الجولاني فك الارتباط مع القاعدة وتسمية التنظيم جبهة فتح الشام. القاعدة لم تعترض على ذلك على اعتبار أن “مصلحة الجهاد” تتطلب ذلك. لكن تبين لاحقاً أن “بيعة سرية” كانت تجمع بين الجولاني والقاعدة. الظواهري كشف في خطاب له في نوفمبر ٢٠١٧ عن أن الجولاني خالف الاتفاق وتراجع عن البيعة السرية وأعاد تسمية التنظيم هيئة تحرير الشام.
  • على خلفية هذه الأحداث، تأسس تنظيم حراس الدين في فبراير ٢٠١٨ من القيادات والعناصرة الرافضة “تمييع” الجهاد. وهؤلاء يدينون بالولاء للقاعدة والظواهري.
  • ظلت العلاقة حذرة بين حراس الدين والجولاني. المواجهة المفتوحة بينهم “مؤجلة”، كما يرى الباحث السوري ساشا العلو، الذي يعتبر أن الجولاني سيقضي على حراس الدين لأنه يمتلك العدة والعتاد إلا أن الحرب ستكون قاسية عليه وستستنزف قوته. لهذا يتجنب الطرفان أي مواجهة مباشرة.  لكن ذلك لم يمنع الجولاني من اعتقال قيادات حراس الدين مثل العريدي وخريسات.
  • هذه الحالة من الحرب “غير المعلنة” خلقت جواً من عدم الثقة داخل حراس الدين. نذكر أن شرعيين اثنين في التنظيم رفضا المشاركة في معارك حماة مطلع العام الحالي من باب رفض التعاون مع الجولاني الذي بات واضحاً انفتاحه على تركيا؛ فقام أبو همام الشامي وسامي العريدي بفصلهما من اللجنة الشرعية. هذان وآخرون طلبوا الاحتكام إلى القضاء إلا أن الشامي و العريدي رفضا الامتثال.
  • من ناحية أخرى، فشل قادة حراس الدين في استعادة سلاحهم الذي استحوذ عليه الجولاني. فاعتبر عناصر التنظيم أن قيادته تدين للجولاني بالتبعية من موقف ضعف.
  • في ٣٠ أكتوبر ٢٠١٩ تفاقمت الخلافات التي كان الجولاني سبباً فيها، فأعلنت جماعة يقودها أبو يمان الوزاني الانشقاق عن حراس الدين وتشكيل جماعة “أنصار الحق”.

الجولاني تلاعب بقادة حراس الدين ومقتل بلال خريسات ضربة موجعة للتنظيم

القيادات الأردنية في حراس الدين والجولاني

  • المكون الأردني هو الأبرز في قيادة حراس الدين وهم من الوزن الثقيل في أدبيات الجهادية السلفية تربطهم علاقات قوية إما بالظواهري أو الزرقاوي أو حمزة بن أسامة بن لادن.
  • وبهذا وفي حال تفاقم الأمر في الشمال السوري وفي ظل الهزائم التي تُمنى بها المجموعات المقاتلة هناك وإعادة سيطرة النظام على مساحات من الشمال السوري، وفي ظل الامتعاض الشعبي من ممارسات الجولاني وأمنييه، فقد يبحث البعض عن قادة لكيان جديد يعيد الألق لهذا “الجهاد”، عندها لن يجدوا أفضل من القيادات القاعدية “الأصيلة”.
  • ثم إن استهداف حراس الدين سيكون ورقة تُكسب الجولاني حظوة عند تركيا والمجتمع الدولي باعتباره يمثل “المدنية” وينبذ “الإرهاب” وربما منحه هذا شكلاً “لائقاً” من الوجود في أي صيغة نهائية قد يتم التوصل إليها في المنطقة مستقبلا.

الجولاني تلاعب بقادة حراس الدين ومقتل بلال خريسات ضربة موجعة للتنظيم

اغتيال قيادات حراس الدين

  • خريسات هو ثالث قيادي أردني قاعدي يتم اغتياله. في ديسمبر ٢٠١٨، قتل الطوباسي في ظروف غامضة في درعا. الطوباسي أراد التوجه إلى حوران لإعادة إحياء فرع القاعدة هناك. يُقال إن المهرب الذي كان قتله ومرافقيه الاثنين وسلمهم إلى النظام. قبل المغادرة كان الطوباسي اعتُقل على حاجز لهيئة تحرير الشام.
  • في أغسطس ٢٠١٩ قتل ساري شهاب أبو خلاد المهندس، وهو أردني، كان من بين خمسة قياديين قاعديين أطلقت إيران سراحهم في صفقة مع فرع القاعدة في اليمن. الأربعة الآخرون كانوا: خالد العاروري وهو أردني، وأبو الخير المصري، وسيف العدل، وأبو محمد المصري.
  • وفي ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩، قتل خريسات في هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت سيارته في بلدة ترمانين شمال غرب إدلب .
  • وهكذا يبدو أن التالي على القائمة سيكون سامي العريدي وخالد العاروري. نذكر أن الإدارة الأمريكية عرضت مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العريدي.

الجولاني تلاعب بقادة حراس الدين ومقتل بلال خريسات ضربة موجعة للتنظيم

ردود الفعل

  • مؤسسة بيان للإعلام الإسلامي وهي الذراع الإعلامية للقاعدة في بلاد الشام، نشرت يوم ٢٣ ديسمبر ٢٠١٩ بيان تعزية موقع باسم المؤسسة. البيان وصف خريسات بأنه “الشيخ المجاهد” وأنه التحق بصاحبيه أبو خلاد المهندس وأبو جليبي الأردني. ووصف إدلب بأنها “آخر معاقل أهل السنة في شمال سوريا.”  كما وصف القتل بأنه تم ب”طائرات الغدر والخيانة”.
  • مؤسسة بيان نقلت أيضاً تعزية من حساب التوحيد أولاً ودائماً، وهو حساب مرتبط بتعاليم أبو محمد المقدسي، المنظّر للسلفية الجهادية، وهو أردني. كما نقلت بيان تعزية من حساب أبو قتادة الفلسطيني، وهو أردني الجنسية فلسطيني الأصل. ونذكر هنا أن خلافاً محتدماً برز على التيلغرام في الآونة الأخيرة بين أتباع المقدسي، المؤيد لحراس الدين، وأتباع أبو قتادة، المؤيد للجولاني.
  • هيئة تحرير الشام لم يصدر عنها أي بيان بخصوص خريسات. وكالة إباء نيوز التابعة للجماعة اكتفت بنشر خبر مقتضب عن استهداف سيارة في منطقة الهجوم من دون ذكر اسم المستهدف.
  • أنصار داعش وبحسب مينا اللامي، الصحفية في ألـ BBC المتخصصة في الجماعات الجهادية، قالت إن أنصار داعش “تشفّوا” بالخبر.

 

اقرأ المزيد: الجولاني المستفيد الأكبر من تصفية “حراس الدين”