أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ١ إلى ٧ أغسطس ٢٠٢١. في العناوين:

– قاعدة اليمن تهنئ حراس الدين على هجوم دمشق بأبيات شعر قالها شاعر ماجن

– مقاتلو طالبان يلتقطون الصور أمام جثة طفل في لشكرغاه

– الجولاني يتحول إلى “بشار صغير” يقول معارض تعليقاً على اعتقال صحفيين

وضيف الأسبوع الدكتور مادي إبراهيم كانتي، المحاضر في جامعة العلوم القانونية والسياسية في باماكو – مالي. للدكتور كانتي أبحاث في الثقافة والأمن الإفريقي. يحدثنا عن:

– الجهاديون واهمون عندما يعتقدون أنهم أخرجوا فرنسا من مالي، تعليقاً على إنهاء عمليات برخان

– كيف قصّرت المؤسسات الدينية في الشرق الأوسط تجاه المجتمعات المسلمة في إفريقيا وتركتها فريسة للإرهابيين.

– كيف اضطرت جماعة جهادية اختطفته إلى الإفراج عنه.

 

مادي إبراهيم كانتي

مادي إبراهيم كانتي

غزوة العسرة

 

تبنى تنظيم حراس الدين فرع القاعدة في الشام الهجوم على حافلة ضباط من الحرس الجمهوري السوري في قلب دمشق، فيما أطلق عليه الغزوة الثانية من سلسلة “غزوة العسرة.” الغزوة الأولى كانت في الرقة في كانون الثاني ٢٠٢١.

أنصار القاعدة احتفوا بالعملية تحت عنوان: “هكذا يكون الرد على المجازر … والنصرة لدرعا.”

حتى إن أبا يحيى الفرغلى، أحد شرعيي الهيئة، قال في منشور صدر بعد إعلان الحراس تبنيهم العملية: “العمليات خلف خطوط العدو من أكثر ما يؤلمه. عملية دمشق مباركة جزى الله خيراً من قام بها.” فهل كان يدري أنهم الحراس؟

معارضو القاعدة علّقوا: “المساكين محرومون من العمليات على أرض الشام فلما تبنى تنظيمهم … هذه العملية … طار أنصارهم من الفرحة … حتى غلبوا فرحة العروس يوم زفافها.”

وبرز من التعليقات ما قاله علي العرجاني أبو الحسن الذي انشق عن الهيئة في ٢٠١٦. قال إن على الحراس أن “يوجهوا” فكرهم مع “جماهير الثورة.” العرجاني يعتبر أن الحراس/القاعدة لا يلتقون مع “المعارضة” السورية التي قادت الثورة ضد بشار الأسد.

وسئل عن مآخذه على الحراس، فكان من إجاباته: “أن منهج الغلو اخترق صفوف القاعدة … وأن على الحراس تحديداً أن يعلنوا عن منهجهم ومفتيهم الذي يتلقون منه، ويعرفه الناس ويحاسبون عليه ويحاسب من يخالفه. فلا يصلح أن يكون لكل شخص مفتي ومذهب ما داموا مرتبطين ببيعة مع بعضهم.”

 

اليمن والحراس

فرع القاعدة في اليمن أصدروا بيان “تهنئة” للحراس. الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن وخاصة القاعدة في اليمن، الدكتورة إليزابيث كيندال من جامعة أكسفورد، علّقت بأن البيان يبدو “أكثر عشوائية” من المعتاد. وأن اختيار أبيات الشعر في آخر البيان لم يكن موفقاً ذلك أنها للشاعر الأندلسي ابن سهل وكان يهودياً اعتنق الإسلام، وإن كان ثمة خلاف على صحة إسلامه، لكن الثابت أن الشاعر اشتهر بقصائد الغزل ومعاقرة الخمر.

 

في تغريدة أخرى، علقت البروفيسورة كيندال على إعلان قاعدة اليمن عن هجمة ضد الحوثيين. قالت إنها أول عملية تتبناها القاعدة في اليمن من خلال قنواتها الرسمية منذ يونيو الماضي. وأضافت: “إن كان هذا هو خلاصة نشاط القاعدة في اليمن في الأسابيع الخمسة الماضية، فهذا يعني ضعفاً، وقرارات فردية أو تركيزاً على أمر قادم.”

 

انغماسية حنتوتين

فيما احتفى أنصار القاعدة بالهجوم في دمشق، احتفى أنصار هيئة تحرير الشام “بعملية انغماسية” ضد القوات الروسية في محيط قرية حنتوتين في ريف إدلب الجنوبي. عُزيت الهجمة لغرفة الفتح المبين التي تشرف عليها الهيئة.

معارضو الهيئة، لم يحفلوا بالخبر. ولاحقاً قالوا إن من نفذها كان ثلاثة من الأوزبك وإن الفتح المبين وكأنها اختطفتها.

حساب رد عدوان البغاة قال: “هي عملية فردية والذين قاموا بتنفيذها هم جدد على الساحة ودخلوا دون أي تغطية نارية مما يسمى غرفة عمليات (الفتح المبين)، وبعد أن قتلوا جاءت قنوات الهيئة الرديفة وليس الرسمية لتقول أن هناك عملية لهم.”

 

طالبان وجثث الأطفال

طالبان مثل البلدوزر تحصد المدن في الولايات المختلفة في أفغانستان، كثيراً من الأحيان من دون قتال، وهو ما يسبب ذهولاً هنا في كابول.

المعركة من أجل لشكرغاه لا تزال متواصلة بالرغم من أن طالبان استولوا على تسع مناطق من أصل مناطق المدينة العشرة! لشكرغاه هي عاصمة ولاية هلمند، ولها أهمية استراتيجية لأنها تقع على خط يصل بين فراه وهيرات غرباً بكندهار شرقاً وزرنج على الحدود مع إيران.

في لشكرغاه، طالبان يتخذون المدنيين دروعاً بشرية. يدخلون المنازل، يسرقون الطعام والماء والسيارات، ولا يتركون لأهلها ما يساعدهم على مجرد الفرار إلى مكان آمن.

انتشرت هنا صورة هذه الجثة في قارعة الطريق. وصورة أخرى لمقاتلي طالبان يلتقطون الصور والجثة وراءهم.

 

أبو قتادة/المقدسي

الخلاف بين منظري الجهادية أبي قتادة الفلسطيني وأبي محمد المقدسي تطور إلى قرار اعتزال التلغرام. أبو قتادة أعلن، بقليل من الصخب والضجيج، عن إغلاق قناته التي باسمه وقال إنه لم يعد مسؤولاً عنها أو عن المسؤولين عنها. القناة اتخذت اسم قبسات.

أما المقدسي، فنذكر أنه، بكثير من الصخب، أعلن عن إغلاق قناته التوحيد أولاً العام الماضي بعد أن أصدر فتوى فهمها أنصاره وروّجوا هم إلى أنها تكفير الهيئة. المقدسي وقتها قال إنه لم يكفر الهيئة وفهمت الفتوى خطأ. وانتهى الأمر به وأنصاره وقتها إلى أن زعموا أن المقدسي تعرض إلى “ضغط” من السلطات الأردنية لإغلاق القناة. مرة أخرى، الضجة أثارها أنصار المقدسي أنفسهم. هم لم يفهموا حقيقة ما كان يعني. أو هكذا قال.

عاد المقدسي من خلال الدرر السنية التي تنشر له، ومن خلال حسابه على تويتر الذي يعيد فيه نشر ما يتوافق مع فكره.

بعد السب والشتم المتبادل بين أنصار أبي قتادة وأنصار المقدسي، قال حساب الدرر ما يُفهم منه أن المقدسي وجههم لإغلاق القناة بسبب “الضغط” مرة أخرى.

الحساب صار باسم العروة الوثقى. وظل يتبادل السب والشتم مع أنصار أبي قتادة: أبي محمود الفلسطيني ونائل الغزي.

التونسي، الذي كتب بيان اعتزال المقدسي، اتخذ حساباً منفصلاً وظل ينشر في الدرر.

وفيما استعان أنصار المقدسي بشهادات من السباعي في لندن وطارق عبد الحليم في كندا، أخذ أنصار أبي قتادة يفتشون في الأرشيف عن منشورات لعبدالحليم ضد المقدسي. وهكذا دواليك.

لماذا هذا مهم؟

هؤلاء المشايخ وطلبتهم الذين يدعون نصرة الدين وأنهم جاؤوا حتى ينقذونا من أنفسنا هم من يفتون بالقتل والتكفير. فإذا كان هذا سلوكهم وأخلاقهم ومنطقهم فيما بينهم، فماذا يرجى منهم مع غيرهم؟

 

“بشار صغير”

أسبوع صعب على الناشطين الإعلاميين في إدلب. في أسبوع، اعتقلت هيئة تحرير الشام ثلاثة إعلاميين بسبب منشورات تنتقد هيئة الجولاني. الثلاثة هم: الإعلامي في جيش الأحرار أدهم دشرني، اعتقل بتهمة “شتم حكومة الجولاني”، ومعمر أحمد حاج حمدان في بنش، اعتقل بسبب منشور فيسبوك ينصر درعا وجبل الزاوية. وحسام شريف أبو حسن من معرة مصرين نشر نصرة لـ “الشيشاني ودرعا وجبل الزاوية”.

حساب مزمجر الثورة السورية قال إن حسام أطلق سراحه بضغط من أهالي بلدته بعد أن اشترط الأمنيون “ألا يتكلم عنهم أو يحرّض الناس ضدهم.”

الحساب الجهادي مزمجر الشام علّق: “الجولاني يتحول “لبشار صغير” شيئا فشيئا … أكثر من ٢٠٠٠ معتقل مغيب في سجون الجولاني.”

والحقيقة هذه كانت فحوى دراسة نشرها الباحث الأمريكي الدكتور آرون زيلين عن هيئة تحرير الشام. المادة التي نشرها معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى جاءت بعنوان: “من الجهاد العالمي إلى نظام محلي: هيئة تحرير الشام تبني أشكالاً مختلفة من الشرعية.” وعندما نقرأ البحث، فحواه أن هذه الجماعة الجهادية أصبحت مثل الأنظمة القمعية التي تدعي أنها تتصدى لها: نفس الانتهاكات.