أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

التعقل في الحديث عن بعض المشاكل الصحية التي تصيبنا هو أولى الخطوات نحو الشفاء، ومفتاح ذلك سؤال من لا يعرف لم لديه الإجابة والحل فعلى سبيل المثال ولت الأيام التي كان فيها الحديث عن مشاكل البروستات محرماً، وبات الناس يناقشونها علنًا، وكلّما تم الكشف مبكراً عن الإصابة بالأمراض، لا سيما سرطان البروستات، كان العلاج أقل قسوةً وازدادت فرص الشفاء. وفقا لموقع "albiladpress".

في أي عمرٍ يتعين على الرجل إجراء فحوص لسرطان البروستات؟

خلافاً لسرطان الثدي، لا يشكل سرطان البروستات محور فحص منظم، فلا تشرف جهة معينة على تذكير الرجال بضرورة إجراء فحص البروستات على غرار ما يقوم به بعض الجهات لِحثّ النساء على إجراء صورة الثدي. لذلك، لا بدّ من أن تنبع الحاجة من رغبة شخصية تبيّنها لطبيبك بعد تجاوزك سن الخمسين.

هل أنا معرض للإصابة بسرطان البروستات إن أصيب به والدي؟

يشكّل التاريخ العائلي أحد عوامل الخطر التي قد تدفعك إلى مناقشة مسألة المراقبة المبكرة مع طبيبك لدى بلوغك الخامسة والأربعين، في حال سبق أن أصيب أحد أفراد عائلتك بسرطان البروستات. يُعتبر الأشخاص المتحدرون من أصلٍ أفريقي – كاريبي أكثر عرضةً للإصابة بالمرض ويتعيّن عليهم طلب عناية ومراقبة خاصة.

هل الفحص الإصبعي للمستقيم أفضل من تحليل الدم؟

يُستحسن أن تبدأ بالفحص الإصبعي للمستقيم الذي، وإن كان طبيعياً، لا ينفي ضرورة إجراء تحليل دمّ. يرمي الطبيب، من خلال هذه الإجراءات، إلى قياس المستضد البروستاتي النوعي الذي تزيد نسبة تركزه من احتمالات الإصابة بالسرطان وبورمٍ غدي.

لكن لا ينبغي الاعتماد على نتائج الفحص، فقد يكون خاطئاً بطريقة إيجابية أو سلبية، لا سيما أن 15 إلى 20% من حالات السرطان لا تُظهر علامات من شأنها الدلالة على خطر معين. يبيّن الفحص الإصبعي للمستقيم نتيجة عادية لكلّ حالة من أصل حالتين في حين أن السرطان يكون بدأ بالتطور داخل البروستات.

يتيح تحليل الفحصين للطبيب تحديد احتمال وجود مشكلة خطيرة، عندها يطلب خزعة. لا بدّ من الالتزام بتعليمات الطبيب وإجراء تحليل دم بعد بضعة أيام من الفحص الإصبعي للمستقيم، لأن الأخير قد يحفّز إفراز كميات عالية من المستضد البروستاتي النوعي من دون أن تكون للإفراز دلالة معينة.

هل تستدعي الإصابة بسرطان البروستات استئصال الغدة؟

ليس بالضرورة. يعتمد القرار على خطورة الورم وعمر المريض. كلما كان المريض شاباً، كبر احتمال تطور المرض بشكلٍ أسرع. قبل عمر الستين، يبقى استئصال الغدة الحلّ الوحيد.

إلا أن الأطباء يشيرون إلى سهولة استئصال البروستات من جسم رجل في الخامسة والخمسين مقارنة مع رجلٍ في السبعين من عمره. بالنسبة إلى المسنين، يلجأ الأطباء إلى علاج بالموجات الصوتية المركزة أو بالأشعة الذي يتطلب زرع عناصر في الأنسجة تدمر إشعاعاتها الخلايا المسرطنة في البروستات شرط ألا يكون كبير الحجم. 

إقرأ: تحذير للرجال: نوع من الجبن قد يكون سببا لسرطان البروستات

هل تؤدي الجراحة إلى مشاكل في الانتصاب وإلى سلس البول؟

باتت الجراحات اليوم أكثر دقة وتتم بطريقة تحدّ من إلحاق ضرر بالأعصاب الدقيقة التي تحيط بالبروستات وبالتالي بالانتصاب. رغم ذلك، قد يطرأ خلل ما في بعض الحالات على قدرة الرجل. قبل الخامسة والخمسين من العمر، يفقد 20% من الرجال قدرتهم على الانتصاب بعد استئصال البروستات، علماً أن هذه النسبة تزيد مع العمر لتصل إلى 80% لدى الرجال في السبعين من عمرهم.

إلا أن بعض الحقن في العضو الذكري أو بعض أنواع الأدوية قبل المباشرة بعلاقة عاطفية يساعد على حلّ هذه المشكلة. قد تسبب الجراحة سلس البول أيضاً، إذ قد يشتكي 20% من المرضى، بعد يومٍ شاق، من تسرب لاإرادي لبضع قطرات، إلا أن ذلك لا يتطلب بالضرورة أي حماية، في حين يشتكي 5% من المرضى من سلس بولٍ حقيقي.

هل يمكن إيقاف سرطان البروستات عن النمو؟

بالإضافة إلى الجراحة، تتعدد الطرق التي من شأنها إيقاف تطور سرطان البروستات، ومنها الإشعاعات التي يمكن معالجة آثارها الجانبية "التهاب في المثانة أو المستقيم" بواسطة مضادات الالتهابات وحقن الكورتيزون الشرجية، والعلاجات الهرمونية التي تعطي نتائج فاعلة إذ تنجح في إدخال السرطان في سبات لبضع سنوات لدى 90% من المرضى، مقابل آثار جانبية تختلف حدتها وفقاً لعمر المريض: هبات حرارة، صعوبات عاطفية حميمة، تعب، فقر دم، هشاشة العظام.. حين تعجز العلاجات هذه، يقترح الطبيب علاجاً كيماوياً Taxotere.

ما الطرق العلاجية الحديثة؟

حين يرتفع معدل المستضد البروستاتي النوعي، تزيد العلاجات الهرمونية من متوسط عمر المريض، هذا شأن الأبيراتيرون الذي يمنع خلايا الورم من إفراز هرمونات الذكورة. علاوةً على ذلك، طُرح علاج كيماوي جديد Taxotere وهو يعطي نتائج مهمة، وتستمر الأبحاث في مجال العلاج المناعي "زيادة كريات الدمّ البيضاء قبل إعادة حقنها في جسم المريض". لا بدّ من الإشارة إلى أن العلاجات الحديثة ما زالت قيد الدراسة والاختبار.

إقرأ أيضا: تناسب طردي وعلاقة وثيقة بين الـ"تيستوستيرون"وسرطان البروستات