أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – مجلة العلوم الأمريكية

 

منازلنا تتحول الى تهديد خطير لصحتنا ليلا. التلفاز و الحاسب الآلي، و الكمبيوتر اللوحي، و القارئ الالكتروني و الهواتف الذكية. كل هذه الأجهزة تعرّض البشر لكمية غير طبيعية من الأضواء مساءً (بعد غروب الشمس). وبحسب مجموعة من الدراسات الحديثة فإن هذه الأضواء تعد سببا رئيسيا لإضطرابات النوم و الإكتئاب و المزاج السيء عموما، وتناقص قدرة الدماغ على التركيز والإدراك.

الضوء و المزاج

دراسة حديثة نشرت في مجلة علم الأعصاب بإسم [التعرض للضوء الليلي يضعف الردود العاطفية]. درس القائمون عليها دور (خلايا حساسية الصورة و الضوء) الموجودة في شبكية العين. و التي تسمى ipRGCs، وهي تعد مسؤولة عن تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية. وتشير الأدلة الأخيرة أن هذه الخلايا تلعب أيضا دورا في المزاج والإدراك.

إحذر الأجهزة الإلكترونية ليلا!

 

وقام الباحثون في هذه الدراسة بتجربة لإختبار تأثير الأضواء غير الطبيعية على المزاج و الإكتئاب، فقاموا بتعريض مجموعة من الفئران الى مجموعة من الأضواء المختلفة في وقت الليل وهي : ضوء أحمر، ضوء أبيض، ضوء أزرق، وذلك لمدة أربع أسابيع لكل ضوء على التوالي.

و وجدوا من خلال هذه التجربة أن الفئران التي تعرضت للضوء الأحمر في الليل شهدت أقل كمية من المتغيرات المرتبطة بالإكتئاب في أدمغتها. بينما الفئران التي عُرضت للضوء الأبيض و الأزرق ليلاً شهدت أسوأ التأثيرات في الدماغ و المزاج.

الموضوع أكثر خطورة من ذلك

إذ يشير العلماء إلى أن كمية صغيرة من الضوء الأزرق الذي ينبعث من الهواتف الذكية  قادر على أن يسبب اضطرابات أثناء النوم، وذلك لأن هذا الضوء و إن كان بكميات قليلة إلا أنه يعيق جسم الإنسان من إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن حالة الاسترخاء.

وكانت دراسات أجرتها وحدة أبحاث النوم التابعة للمستشفى الجامعي «شاريتيه» بالعاصمة الألمانية برلين، قد أوضحت أن التعرض لإضاءة الحمام العادية ليلاً لمدة 10 دقائق فقط يكفي لإحداث خلل في إفرازات هرمون النوم «الميلاتونين»، الذي يتولى مهمة تنظيم إيقاع الليل والنهار الطبــيعي لدى الإنسان، و الذي يجعله يشعر بالتعب عند حلول الظلام.

نتائج هذه الدراسات وجدت بأن شاشات الكمبيوتر ذات الإضاءة الساطعة تتسبب في اختلال الإيقاع الطبيعي للنوم مما يؤثر على الدماغ و عملية الإدراك و التركيز و المزاج.

مفهوم النهار و الليل 

قبل 10 سنوات توصل فريق بحثي بريطاني ـ أميركي إلى وجود صبغة ضوئية في عين الإنسان، تُعد بمثابة مؤشر للجسم يستدل من خلاله على وقت اليوم (النهار أو الليل)، وفصل السنة (الصيف أو الشتاء)، وتستجيب هذه الصبغة الضوئية على وجه الخصوص للضوء الأزرق.

وأوضح كونتس الباحث بمستشفى شاريتيه الألمانية أن الضوء الأزرق يعطي تقريباً الرسالة التالية للدماغ «أنت في فترة النهار، كن يقظاً». وهذا يعني أن الإنسان يزداد يقظة، كلما أطال النظر إلى الضوء الساطع، ومن ثم لا يستطيع أن ينعم بنوم هانئ. مما يسبب للإنسان إضطرابات مستمرة في النوم ويعيق عملية تطور الدماغ.

وكذلك فإن أجهزة التلفزيون (ليلا) لها تأثير سلبي أيضا ولكن بدرجة أقل، وذلك لأن الجهاز يكون بعيداً عن العين، كما أن مصدر الضوء لا يكون ساطعاً بدرجة شاشة الكمبيوتر نفسها. أما الضوء الأكثر خطورة على الإطلاق فهو ضوء الهواتف الذكية.

ولذلك ينصح بتجنب النظر للهواتف الذكية في الفترة المسائية وخاصة ما قبل النوم و كذلك الأكر بالنسبة للحواسيب بكل أنواعها، وما عليك إلا قراءة كتاب قبل الخلود للنوم حيث يعد أفضل خيار للمحافظة على صحة أدمغتنا وتجنيبها لمخاطر أضواء الأجهزة الإلكترونية المختلفة.