أخبار الآن | عمّان – الأردن (رويترز)

عايدة مراد رسامة أردنية شابة منعها مرض الروماتيزم من القدرة على الامساك بفرشاة الرسم، لكنه لم يمنعها عن الرسم نفسه، فقد تحدت عايدة المرض الذي أصابها بشكل مفاجئ ودون سابق انذار في ريعان شبابها، وأصبحت تستخدم كفي يديها كفرشاة، لتبدع بهما أعمالا فنية مميزة.

ففي يوم عادي، على ما يبدو، قبل ثمانية أعوام استيقظت عايدة، التي كانت طالبة جامعية آنذاك، من النوم لتجد نفسها عاجزة عن النهوض من السرير. وشعرت الرسامة بالعجز في ريعان شبابها حيث أن عمرها لم يكن يتجاوز 21 عاما. وعلى الرغم من أنها لم تعرف تشخيصا لمرضها آنذاك، فقد كان بداية مبكرة لالتهاب مفاصل روماتويدي وهو مرض مناعة ذاتية يهاجم المفاصل مسببا ألما وتصلبا.

وقالت عايدة مراد لتلفزيون رويترز “كنت دائما من الناس أول وحدة بالصف. أشتغل ٤٠ ساعة بالأسبوع، ودائما أطلع مع صاحباتي. بعدين بيوم وليلة فقت ومش قادرة أحرك أيدي، أستعملهم، وبعدين بطلت أقدر أحرك كل جسمي. يعني تخيلي من يوم كتير نشيطة بالحياة ليوم ثاني إنه مش قادرة أعمل شي. فصار لي صدمة ورحت ع الدكاترة ما حد فهم إيش صار، وبعد أشهر شخصوني الدكاترة إنه عندي روماتيزم (التهاب مفاصل)”.

وأوضحت عايدة أنه بفضل مزيج من الطب التقليدي والتأمل وعلاجات الزيوت النباتية تعافى معظم جسدها، لكن الأطباء أخبروها أن يديها أصيبتا بأضرار دائمة.

وأضافت “اكتشفت إنه عندي ضرر دائم بايدي، ولما سمعت عن هذا إنه ضرر دائم كان صعب. الدكاترة قالوا لي ما راح أقدر استعمل أيدي، ولو بأظلني هيك راح يصير أسوأ ورح يصير كمان برجلي وبكتافي وبكل شي. فقلت لأ، بأقدر يا أستسلم يا بأقدر ألاقي حل وآمن إنه فيه حل وأتوكل على الله وأعمل كل شيء علشان ألاقي الحل”.

وعندها حزمت أمرها وعقدت عزمها عادت تمارس الرسم، الذي لم تدرسه لكنها تعشقه، لتبدع لوحات جميلة. وساهم ذلك في مساعدتها على التغلب على الحزن والألم والتعبير عن مشاعرها وقول ما ترغب في قوله عبر لوحاتها. وقالت عايدة “الرسم أعطاني مجال إنه أفش قلبي. وأحكي، بالرسمة ببلش بالون شوي غامقة، بعدين دائماً بأنهي مع ألوان فاتحة، عشان لي بأفكر أوكي بلشت بشي صعب راح أنهي بشي حلو وخفيف ولطيف”.

وتستخدم الرسامة الأردنية العديد من الوسائط في أعمالها الفنية، مثل الشمع والزهور المجففة لإضفاء ميزة على لوحاتها. ومنذ بدئها الرسم شاركت عائدة مراد في معارض عديدة وباعت عشرات اللوحات في كل من الأردن والولايات المتحدة.

وقالت “أنا فخورة بايدي، صح يعني ما بأقدر أسكر (أقفل) أيدي صار لهم سنتين ونصف، وما بأقدر أحمل كتير أشياء، بس بأقدر أرسم. فكل رسمة لي معناتها إنه فيه أمل، الواحد بيقدر يقلب أسوأ شي بحياته أو أي شي صعب لشي كتير حلو”. وتوضح عايدة أنها تأمل في أن تُبين أعمالها للناس أنه ليس هناك مستحيل وأن تلهمهم بأن يبحثوا دائما عن كيفية تحويل العقبات إلى إنجازات.

المزيد من الأخبار

هل يتجاوز شباب تونس العوائق أمام ممارستهم الباركور؟

تلفزيون “الآن” يخصص 8 اغسطس / آب يوما للأمل من كل عام