مهدي كريّم
أخبار الآن | cnbc
أمضت امرأة تبلغ من العمر 46 عامًا تُعاني من اضطرابات النوم أسبوعين في غرفة بدون ساعات أو نوافذ أو تلفزيون أو إنترنت – لا شيء فعليًا لإعلامها بالوقت الذي مر. ساعدت هذه التجربة العلماء على تحديد ما يسمى بجين owl، وهي طفرة في جين يسمى CRY1 يساعد في التحكم في إيقاع الساعة البيولوجية ، ودورة النوم / الاستيقاظ على مدار 24 ساعة موجودة في كل أشكال الحياة على الأرض.
التجربة ، التي نُشرت في أبريل (نيسان)، بُنيت على أعمال جيفري سي هول ، ومايكل روسباش ومايكل دبليو يونغ ، العلماء الثلاثة الذين فازوا هذا العام بجائزة نوبل للطب عن عمل بدأوه منذ أكثر من 30 عامًا ،وهو اكتشافهم آليات جزيئية تتحكم في إيقاع الساعة البيولوجية.
وفقًا للبحث ، فإن الطفرة في CRY1 تجعل ساعتنا البيولوجية تعمل بشكل أبطأ ، مما يساهم في اضطراب مرحلة النوم المتأخر. في حين أن الأشخاص الذين يتمتعون بنوم نموذجي يميلون إلى النوم حوالي منتصف الليل ويستيقظون في حوالي الساعة السابعة أو الثامنة صباحًا ، ينام الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عادةً بعد ثلاث إلى أربع ساعات ويستيقظون حوالي الساعة 11 صباحًا حتى الظهر، وهذا له تداعيات تتجاوز النوم.
تسلط جائزة نوبل ، والبحث المستمر ، الضوء على المدى الذي وصلت إليه أبحاث النوم: لقد أهملها المجتمع الطبي لعقود عديدة ، على الرغم من أن النوم ، وخاصة نقصه ، يمكن أن يساهم في المرض ويكلف المجتمع مليارات الدولارات. لاحظت مجلة نيويوركر أن سبعة وأربعون مليون من البالغين في الولايات المتحدة لا يحصلون على نوم جيد في الليل ؛ تشير التقديرات إلى أن ذلك يؤدي انخفاض الإنتاجية الناتجة عن الحرمان من النوم وتكلف مليارات الولايات المتحدة سنويًا ؛ والسائقون المتعبون يتسببون في 20 بالمائة من جميع حوادث السيارات ، وأكثر من مليون حادث سنويًا.
قالت ألينا باتكي ، الباحثة المشاركة في جامعة روكفلر والمؤلفة الرئيسية في الدراسة التي أجريت في مختبر يونغ: “هناك بالتأكيد ارتباطات بين نمط النوم المتأخر هذا ومجموعة متنوعة من الأمراض الثانوية ، التي لا نفهمها جميعًا”. يميل الأشخاص الذين يفضلون هذا النمط الزمني المتأخر إلى تسجيل درجات أعلى في مقاييس الاكتئاب ، كما أنهم أكثر عرضة للمعاناة من حالات خطيرة أخرى ، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والسمنة.
أكدت أبحاث باتكي الحالة الوراثية ، لكن قضاء الوقت في السرير والمنبهات البصرية الأخرى “يمكن أن يزيد الأمر سوءًا بالتأكيد” ، على حد قولها.
لا يتأثر CRY1 بالتعرض للضوء عند البشر، لكن ضوء الشاشات في وقت متأخر من الليل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة. قالت باتكي: “قد يكون لدى شخص ما نزعة طبيعية في الاستيقاظ متأخرًا والتي يمكن أن تتفاقم إذا جلس هذا الشخص أمام شاشة كمبيوتر ساطعة حتى الساعة الثانية صباحًا”. “سيكون ذلك سيئًا لأي شخص ، ولكن بشكل خاص لمن لديه DSPD.”
خارج الطريقة الجيدة للنوم ، بما في ذلك إيقاف تشغيل الشاشات قبل النوم ، لا توجد العديد من خيارات العلاج لـ DSPD ، على الرغم من أن العلماء بدأوا في استكشاف علاجات جديدة تستهدف الساعة البيولوجية لاضطرابات النوم والحالات الصحية ذات الصلة.
بالنسبة للراغبين في معرفة ما إذا كان لديهم هذا الجين، فليس هناك طريقة لاختباره حاليًا بخلاف الذهاب إلى مختبر خاص. قالت باتكي إن مختبرها لا يقوم بهذا النوع من الاختبارات وسيكون في الواقع غير قانوني القيام بذلك دون الترخيص اللازم للاختبار التجاري.
كيف تعود للنوم إذا استيقظت بسبب الأرق في منتصف الليل؟
يعاني الكثيرون من عدم القدرة على العودة للنوم في حال إستيقاظهم بمنتصف الليل، مما قد يسبب بمشكلة حقيقية لمن عليه الإستيقاظ في اليوم التالي، ونشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن طرق لكيفية العودة إلى النوم إذا استيقظت في منتصف الليل.
