أخبار الآن | الولايات المتحدة – aawsat

كثيرون هم الأشخاص الذين يحافظون على مهنة آبائهم والإستمرار بالعمل بها لسنوات طويلة. إلا أن هذا الأمر باتَ يتغيّر بشكل كبير لدى العديد من أصحاب المطاعم الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

ففي منطقة هدسون فالي، يملك رجلٌ يدعى توم سيت، مطعماً صينياً منذ نحو 40 عاماً، وقد واجه الكثير من المتاعب خلال عمله طيلة هذه السنوات. فطوال أيام الأسبوع، يعمل سيت ضمن مطعمه “إنغيز”، إلا أن قرر أن يأخذ يوم عطلة أسبوعياً بناء على طلب زوجته فاي لي سيت. إلا أن هذا الأمر ليس كافياً، إذ أنّ توم أصبح في سن الـ76، وسيصبح مع زوجته جدّين قريباً. أما الأمر الأبرز بالنسبة له، فهو أنّ بناته البالغات اللواتي حصلن على شهادات جامعية ووظائف جيّدة، لا يرغبن في مواصلة مسيرته.

وتراجعت حصة المطاعم الصينية في أهم 20 منطقة حضرية، إذ أنه منذ 5 أعوام، كان متوسط نسبة وجود المطاعم الصينية من بين المطاعم الموجودة في تلك المناطق 7.3 في المائة، لكنّها انخفضت إلى 6.5 في المائة، أي أنّه قد أُغلق 1200 مطعم صيني في وقت افتُتح أكثر من 15 ألف مطعم في تلك المناطق. حتى في سان فرانسيسكو، حيث يوجد أقدم حي صيني في الولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت حصة المطاعم الصينية إلى 8.8 في المائة، بعدما كانت 10 في المائة.

ويعود السبب الرئيسي لإغلاق هذه المطاعم إلى الحراك الإقتصادي للجيل الثاني. أشارت جنيفير إيت لي، وهي صحافية سابقة في صحيفة “نيويورك تايمز” تناولت نجاح المطاعم الصينية في كتابها “تاريخ بسكويت الحظ”، إلى انّ “النجاح هو السبب وراء إغلاق تلك المطاعم لأبوابها». كذلك أنتجت جنيفير فيلماً وثائقياً بعنوان “البحث عن الجنرال تسو”. وقالت: “لقد جاء أولئك الناس للطهي حتى لا يضطر أبناؤهم إلى القيام بذلك، وها قد تحقق ذلك”.

كذلك يوضح تقاعد أصحاب المطاعم تاريخ الهجرة الصينية إلى الولايات المتحدة. وقد عرقل قانون الاستبعاد الصيني في عام 1882 التزايد المستمر لأعداد المهاجرين القادمين من الصين. وأُلغي ذلك القانون عام 1943. ولكن لم تُستأنف الهجرة على نطاق واسع من جديد إلا بعد عام 1965، بعد إلغاء الأشكال الأخرى من المحاصصة العرقية. وبشكل عام لا تنتقل المطاعم، التي تديرها عائلات صينية، إلى الجيل التالي. ربما يغلق البعض المتجر، ويبيعونه إلى الجيل الأول من مهاجرين آخرين، أو يتخلون عنه تماماً، ويرون تحوله إلى مجال مختلف تماماً.

مصدر الصورة: getty (تعبيرية)

للمزيد:

سماعات جديدة لإنقاذ حياة «زومبي الهواتف الذكية»