أخبار الآن | تشيلي – BBC

تسعى مجموعة من العلماء إلى مراقبة جنوح الحيتان من الفضاء، وذلك من خلال الأقمار الصناعيّة، وذلك للتدخل السريع من أجل إنقاذ أكبر عدد منها.

ويأتي ذلك بعد الحادثة التي وقعت في تشيلي عام 2015، حيث جرى رصد جثث لـ343 حوتاً من فصيلة “sei” على الشواطئ النائية في باتاغونيا – تشيلي. وتمّ إجراء هذا المسح من الطائرات والقوارب، ونفذ بعد عدة أسابيع من حدوث حادث النفوق.

ومع هذا، فإنّ تحليلاً للأقمار الصناعيّة عالية الدقة ساهم في تحديد الكثير من جثث الحيتان الآن. ورغم صعوبة إعطاء عدد إجمالي لعدد الحيتان المتورطة في الحادث، إلا أنّ العدد المكتشف كان كبيراً جداً.

وترى هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية أنّ “الأقمار الصناعية الحديثة تسهل عمية رؤية كائن بحجم كبير مثل الحوت الكبير، من على بعد مئات من الكيلومترات في الفضاء”. ومع هذا، فقد أوضح العلماء أن “القدرة على اكتشاف سلاسل الحيتان بشكل أكبر فاعلية، سوف يساهم بالحفظ المستمر للحيتان، كما سيشير إلى ظروف المحيط التي يمكن أن تتدهور، الأمر الذي سيقدم المعرفة لصيادي الأسماك”.

لذلك، من المقرر أن تصبح مراقبة الحيتان من المدار أداة فعالة لتقييم حالة البيئة. وقال الدكتور كارلوس أولافاريا من مركز الدراسات المتقدمة في المناطق القاحلة (سيزا)، لا سيرينا – تشيلي: “التكنولوجيا تتحسن طوال الوقت”.

ووفقاً للعلماء، فإن كل التقنيات تطورت، والأمر يمهد لنا اتباع هذه الخطوة، ويمكن للباحثين مراقبة أي شاطئ في العالم، خصوصاً تلك السواحل البعيدة حيث تتواجد الحيتان بشكل منتظم – في أماكن مثل تسمانيا ونيوزيلندا وجزر فوكلاند وباتاغونيا الأمريكية الجنوبية. 

ويقول العديد من الباحثين أن “خلال السنوات الماضية، تم استحداث أساليب فعالة لتقديم أفضل الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها، لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الحيتان والدلافين خلال عمليات الجنوح الجماعي”.

وتتضمن هذه الاستراتيجيات إجراء عمليات فرز سريعة للتعرف على أيٍ من الحيتان والدلافين الجانحة يجدر الإسراع بإعادتها إلى الماء قبل غيرها، وكذلك لتحديد أيٍ من هذه الحيوانات “صعب المراس” أكثر من غيره أو يسبب إشكاليات. ويُرجح أن تكون تلك الحيوانات سبب عملية الجنوح من الأصل.

ولكن ثمة حقيقة هنا تتمثل في أن الحيتان والدلافين، التي يُعاد تعويمها، غالبا ما تجنح من جديد، لتنفق بعد ساعات أو أيام من إعادتها إلى البحر؛ وذلك لأنها مريضة أو جريحة بلا شك. ولكن لا يمنع ذلك من أن هناك بعض الحيوانات التي تنجو بحياتها في نهاية المطاف.

ويحدث الجنوح للحيتان في حالة مرضها أو إصابتها بجروح، أو قد يحصل ذلك بفعل دفع التيارات البحرية لها، نظراً لكونها مريضة وتحتضر. كذلك، يمثل تفشي الأوبئة والأمراض بين تجمع حيواني ما، أحد العوامل التي عادة ما تؤدي لحالات الجنوح تلك.

مصدر الصورة: GETTY

للمزيد:

”غوغل“ تنهي أول عملية نقل طرود عبر طائرات من دون طيار