أخبار الآن |  time 

يحبّ الكثير من الأشخاص الاعتناء بالحيوانات وتربيتهم، لاسيما الكلاب. وحتماً، فإنّ علاقة محبّة ستنشأ بين أي شخص وحيوانه المفضل، بحيث لا يعد بإمكانه التخلي عنه. ومع هذا، فإنّ التواصل بين الكلب وصاحبه يمكن أن يُترجم بشكل كبير، وقد يتحقق من خلال نظرة أو كلمة. وتاريخياً، فإنّ الكثير من البشر واظبوا على تربية الكلاب، وقد عاشت هذه الحيوانات مع الإنسان في كلّ أوقاته. يعتبر الكلب صديق الإنسان ووليفه، وقد يكون أحد أبرز الأسباب لإنقاذه من أي خطر. فعلياً، فإنّ الكلاب تلعب دوراً مهماً وبارزاً في الحفاظ على حياة البشر، لاسيما الكلاب البوليسية المدرّبة.

وتشترك الكلاب والذئاب بحمض نووي مشترك يسمى “ميتوكوندريا”، يجعلهما نوعين غير قابلين للتمييز. غير أن هناك أيضاً بعض الجينات التي تحدث فرقاً كبيراً بين هذين الحيوانين. كان أسلافنا يعيرون المحبة لهذه الحيوانات، وقد استقبلوا الكثير منها في أوقات البرد. لقد نشأت علاقة عاطفية بينهم، وجرت تسميتهم بـ”الكلاب”.

وبحسب الدراسات، فإنّ العلاقة بين الإنسان والكلب كانت علاقة وطيدة، حتى إن بعض الأبحاث قالت أن بعض البشر دفنوا مع كلابهم.

إلى ذلك، فإنّ العديد من الدراسات كشفت أنه عندما تتلاقى نظرات الإنسان مع نظرات الكلب تحدث تغيرات في كيمياء الدماغ لكل منهما، وتزيد نسبة هرمونات الأوكسيتوسين، وهي تعرف بهورمونات الحبّ، والعلاقات الاجتماعية والمتعة، مما يعمل على توطيد العلاقة بين الكلب وصاحبه. وتنتج هذه الآليّة عن تطوّر بدء منذ 30000 سنة، مع بدء تدجين الكلب واعتباره أفضل صديق للإنسان. وتعرف هذه الظاهرة أيضاً بتوطيد العلاقات العاطفيّة بين الأمّ وابنها عندما يتبادلان النظرات. قد يكون للكلاب إذاً هذا الردّ الهورموني كي يتمّ احتضانهم من قبل البشر.

ويختلف العلماء حول طريقة استئناس الكلاب من بين الذئاب. إحدى الفرضيات هي أن مجتمعات الصيد وجمع الثمار القديمة استخدمت الذئاب في الصيد والحراسة، ثم استأنسوها بشكل تدريجي. غير أنّ فرضية أخرى تشير إلا أن الاستئناس بدأ لاحقاً، عندما سرقت الذئاب بقايا الطعام من مستعمرات البشر، وبدأوا الحياة بجانبهم.

وأشارت دراسة سابقة إلى أن الكلاب الحديثة لديها خواص وراثية لهضم النشويات، وهي خاصية تختلف تمام عن الذئاب. وما زال تحديد بداية علاقة الإنسان بالكلاب محل جدل. ويقول البعض إن استئناس الكلاب حدث عدة مرات على مدار التاريخ.

وينفق مالك الكلاب الأمريكي العادي أكثر من 2000 دولار في السنة على الطعام واللعب والرعاية الطبية على الكلاب، وهناك أناس مستعدون لدفع سعر أعلى وأغلى بكثير. عندما ضرب إعصار كاترينا نيو أورليانز في العام 2005، رفض الكثير من الناس المغادرة والإخلاء دون كلابهم، حتى أقرت السلطات الامريكية قانوناً يشير إلى ضرورة توفير أماكن لحماية الحيوانات الأليفة.