أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (صحف)

في دراسة أميركية تفتح باب الأمل لمن يعانون من السمنة، تمكن العلماء من التوصل لسبب الشعور بالجوع وفهم الطريقة المعقدة التي يعمل بها المخ والجهاز الهضمي، إذ ثبت أنه من الممكن التحكم في الشهية ومعدلات الطاقة في الجسم. 

وتظهر الدراسة أن الدماغ ينظم بعض العمليات عن طريق إطلاق الجزيئات وتشتيتها، وفي هذه الحالة يتم افراز الببتيدات العصبية التي تتحكم في المواد الكيميائية في الدماغ، ومن ثم يمكن التحكم في الشهية، لذا يهتم مطورو الأدوية بتلك الدراسة حتى يتسنى لهم انتاج عقاقير طبية للسيطرة على الشهية والحد منها بشكل آمن، وبالتالي مكافحة السمنة وغيرها من المشاكل الصحية المتعلقة بالوزن.

الدراسة أوضحت أن نظام الضخ في الدماغ يعمل بشكل مزدوج، فهو يتخلص من المخلفات بالجسم كما أنه يحدد متى يشعر صاحبه بالجوع. 
نشرت بموقع نيوز ميديكال لايف ساينس للأخبار الطبية والدراسات العلمية، نقلا عن دورية “سيل ميتابوليزم “.

وتقول إيميلي نوبل ، باحثة في العلوم البيولوجية بالجامعة: “عادة ما يفكر الناس في خلايا الدماغ على أنها إشارات تصالحية من خلال نقاط الاشتباك العصبي فيما بينها”. مضيفة أن ” الدماغ لديه طريقة تكميلية أخرى للتواصل عن طريق إرسال هذه الإشارات إلى السائل النخاعي”.

وقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن الإشارات العصبية يتم إرسالها من خلية لأخرى، أو من خلال انطلاقها في الأوعية الدموية. 
ولكن ما توصل إليه الباحثون في الدراسة هو أن الأعصاب تقوم بنقل ملاحظات إلى الخلايا العصبية الفردية أو الخلايا الأخرى في عملية تهدف للتواصل بين الخلايا وبعضها البعض، أما السائل النخاعي فيقوم بتوزيع الاشارات لمختلف أعضاء الجسم، وفقاً لما ذكره الموقع العلمي.

ومن خلال التجربة، حفز الباحثون إطلاق ِببتيد الجوع على مجموعة من الفئران ثم قاموا بتتبعه في السائل الدماغي الشوكي. وقال سكوت كانوسكي القائم على الدراسة وأستاذ مساعد في العلوم البيولوجية بالجامعة: “عندما أطلقنا MCH في السائل الدماغي الشوكي، بدأت الفئران في تناول الطعام، وعندما قمنا بتخفيض مستوياته، رأينا التأثير العكسي إذ انخفضت شهية الفئران ولم تأكل إلا القليل.” حسب ما نقل عنه موقع ساينس ديلي للأخبار العلمية.

ويقول سكوت كانوسكي، أن السائل النخاعي لديه ثلاث وظائف وهي حماية الجهاز العصبي المركزي وهو الدماغ والحبل الشوكي، حيث يعمل السائل على امتصاص الصدمات والكدمات التي قد يتعرّض لها الجهاز. والوظيفة الثانية هي تزويد الأنسجة العصبية بالجلوكوز والأوكسجين والمواد الأساسية التي تحتاجها للقيام بعملها، وفي نفس الوقت يساهم في تصريف الفضلات التي تنتج داخل هذه الأنسجة. كما أنه يحافظ على الضغط داخل الدماغ عن طريق نقل الإشارات العصبية بسبب احتوائه على نواقل عصبية. وفي الدراسة ركز الباحثون على جزيء هرمون تركيز الميلانين (MCH). ويتم انتاج هذا الببتيد العصبي عن طريق الخلايا العصبية في مركز الجوع بالدماغ فوق الغدة النخامية مباشرة. ويمكن لهذا الببتيد MCH  أن يقوم بتحفيز الشهية وخفض استهلاك الطاقة في الجسم.

وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، فقد أوضح الباحثون أن إطلاق الببتيد يتأثر على الأرجح بالساعة اليومية والروتين اليومي لتناول الطعام. وأضاف كانوسكي أنهم يتساءلون ما هي السلوكيات الأخرى، بالإضافة إلى التغذية ، التي يمكن أن تساعد سائل الدماغي الشوكي على الضبط والتنظيم؟ وهل يتم إطلاق MCH  من المخ بصورة معينة تحميه من التلف أو التدهور؟ وكيف ينتقل MCH  إلى السائل الدماغي الشوكي وإلى أين يذهب؟ أسئلة وغيرها كثيرة لا يزال الباحثين يأملون أن يتم التوصل لإجابات عليها بمزيد من البحث والدراسة.

 

اقرأ أيضا:
ممارسة كرة القدم مرتين أسبوعيًا تحدُّ من خطر مرض السكري‎ 

الصحة العالمية تعتبر فيروس “نيباه” وباء قاتلا