غوارديولا بين نيران الحساب الشخصي وسهام الانتقاد

ساعات قليلة باتت تفصلنا عن نهائي البطولة الأهم أوروبيًا على مستوى الأندية، وهو التهائي الحلم لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يستعد كلًا من مانشستر سيتي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي، للاشتباك في معركة على الجائزة النهائية، اليوم السبت 10 من يونيو 2023، فسيستضيف ملعب Atatürk Olympic Stadium في العاصمة التركية إسطنبول، مواجهة بين فريقين حصلا على مكانهما في النهائي بعد بطولة شاقة.

فيقف مانشستر سيتي الإنكليزي على مشارف تحقيق ثلاثية تاريخية ويريد مدرّبه الإسباني الفذّ بيب غوارديولا ترك بصمة دامغة في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يخوض النهائي ضد إنتر ميلان الإيطالي.

يقف إنتر عقبة أمام معادلة سيتي أبرز انجاز لكرة القدم الإنكليزية، حققه مانشستر يونايتد في 1999، عندما أحرز ألقاب دوري الأبطال، الدوري المحلي والكأس المحلية.

كيف يستطيع غوارديولا إسكات منتقديه؟

بالنسبة لغوارديولا، هناك حساب شخصي مع مسابقة تفلت من قبضته منذ 12 عاماً.

يُعدّ الكاتالوني أبرز مدرّبي جيله، مع 11 لقباً في الدوري المحلي خلال 14 موسماً أمضاها على رأس برشلونة الإسباني، بايرن ميونيخ الألماني وسيتي.

لكن منذ تتويجه القاري الثاني في 2011، خلال أعوامه الثلاثة الأولى مع برشلونة، عانى غوارديولا سلسلة خسارات في الأدوار المتقدمة بعضها كان مؤلماً.

بعد السقوط الدرامي أمام تشلسي الإنكليزي في نصف النهائي، في سنته الأخيرة في ملعب كامب نو، توقف مشوار بيب ثلاث مرات في المربع الأخير مع بايرن ميونيخ.

 

كيف يستطيع غوارديولا إسكات منتقديه؟

مع سيتي، احتاج إلى خمس محاولات لتخطي ربع النهائي، ثم بلغ النهائي حيث سقط في الامتحان الأخير أمام تشلسي قبل سنتين ليستمر بحث النادي عن لقب أول في البطولة القارية الأم.

واجه عودة خارقة من ريال مدريد الإسباني الموسم الماضي، فودّع مصدوماً الدور نصف النهائي.

لا مزيد من “التفكير الزائد”

بعد خسارة فريق غوارديولا في نهائي 2021، اتُّهم الكاتالوني بـ”التفكير الزائد”، وتعقيد مهمة تشكيلته الغنية بالمواهب.

لكن حسّه التكتيكي ساعده في تعويض بداية متقلّبة هذا الموسم، على مسار تحقيق إنجاز تاريخي للقسم الأزرق من مدينة مانشستر.

تساءل غوارديولاً علناً في كانون الثاني/يناير الماضي، حول مدى تعطش لاعبيه للاستمرار في إحراز الألقاب، فيما كان يتأقلم هدافه النروجي الفتاك إرلينغ هالاند، في طريقه لتسجيل 52 هدفاً في مختلف المسابقات.

طُرحت تساؤلات كثيرة حول سبب التخلي عن البرتغالي جواو كانسيلو في فترة الانتقالات الشتوية، ما قلّص موارد “سيتيزنس” في مركز الظهير.

لكن غوارديولا امتلك خطة التحوّل إلى دفاع من ثلاثة، وزجّ قلب الدفاع جون ستونز في خط الوسط الذي احتله كانسيلو في المواسم الماضي، فحصد الفريق نتائج رائعة.

كيف يستطيع غوارديولا إسكات منتقديه؟

قال لاعب الوسط الهجومي جاك غريليش عن مدرّبه “لا يمكنني الحديث عنه بدرجة كافية. من الغريب كيف يعرف كل شيء. قبل بعض المباريات، أطرح على نفسي سؤالاً (ماذا سيبتكر اليوم؟) ثم يخرج بتكتيكات مختلفة في كل مباراة. من الممتع العمل معه”.

بيد أن الاستقرار كان عنصراً رئيساً في في بلوغ سيتي نهائي إسطنبول نهاية هذا الأسبوع.

شارك عشرة لاعبين ذاتهم في التشكيلة الأساسية في آخر خمس مباريات في دوري الأبطال، فيما بقي أمثال لاعبي الجبهة الهجومية الجزائري رياض محرز، فيل فودن والأرجنتيني بطل العالم خوليان ألفاريس على مقاعد البدلاء.

بعد سحق بايرن 4-1 بمجموع المباراتين في ربع النهائي، ثأر سيتي من مدريد حامل اللقب 4-0 في إياب نصف النهائي أمام الجماهير المنتشية في استاد الاتحاد.

وعلى الصعيد المحلي، فرض سيتي نفسه قوّة ضاربة، بحسم لقب الدوري خمس مرات في آخر ستة مواسم.

ضرورة التتويج

رغم ذلك، يقرّ غوارديولا أن لقب دوري الأبطال الذي يلهث فريقه المملوك إماراتياً وراءه منذ سنوات، سيرفعه إلى مكانة مختلفة.

قال لموقع الاتحاد الأوروبي (ويفا) “أندية كثيرة بدّلت مشاريعها وأفكارها لعدم قدرتها على الفوز بهذه المسابقة، وأندية غيرها أصبحت كبرى بعد تتويجها”.

تابع المدرّب البالغ 52 عاماً “حتى لو كنت لا أشارك هذا الرأي، لكني متفهم بأن كل ما صنعناه في تلك السنين، والذي كان كبيراً وجيداً جداً، سيحمل معنى مختلفاً للآخرين بحال فوزنا بهذه المسابقة”.

كيف يستطيع غوارديولا إسكات منتقديه؟

أردف لاعب الوسط السابق “إذا لم نتوّج، ستحمل باقي الأمور معنى أقل. هذا ليس عادلاً نوعاً ما، لكن يجب أن نتقبله.. علينا الفوز في دوري الأبطال، لا يمكن تفادي هذا الأمر”.

التتويج بدوري الأبطال سيكمل مشروع غوارديولا الذي جلبه سيتي من أجل تحقيقه قبل سبع سنوات، كما سيُسكت المشككين بأحقية تواجده بين المدربين العظماء في تاريخ اللعبة.