تصاعد الدعوات لتسليح المدنيين في السودان

تتصاعد الدعوات لتسليح المدنيين في السودان مع تقدم قوات الدعم السريع في اتجاه الجنوب ويلوح شبح الحرب الأهلية في البلاد بعد ثمانية أشهر من النزاع الدامي على السلطة بين تلك القوات وبين الجيش.

فبعد أن استولت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة وسيطرت على العاصمة ود مدني، واصلت تقدمها في اتجاه الجنوب وسيطرت على عدة مناطق في ولاية سنار المجاورة.

ويشكو مواطنون سودانيون من “انتهاكات” ارتكبتها قوات الدعم في مناطق الجزيرة و يخشون تكرارها.

وأطلقت مجموعات تسمي نفسها “المقاومة الشعبية المسلحة” دعوات لتسليح المدنيين في ولايات النيل الأبيض ونهر النيل والقضارف الشمالية وكسلا والبحر الأحمر وهي كلها مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.

حول هذا الموضوع كانت حلقة ستوديو أخبار الآن، وفي هذا الإطار قال مستشار قوات الدعم السريع الباشا طبيق: “الذي يمهد لتقسيم السودان هي السياسة الرعناء التي يتبعها البرهان”.

مع دعوات تسليح المدنيين.. إلى أين يسير السودان؟

واعتبر أنه “الآن لا توجد حكومة شرعية في السودان”، لافتا إلى أنه إلى “الآن البرهان ليس لديه شرعية” في إشارة إلى الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني


>

وأكد أن “البرهان اليوم ليس لديه قرار في السودان ويتم تحريكه من قبل علي كرتي”، مضيفا “نحن نعترف بالبرهان كقائد للجيش وليس كرئييس لمجلس السيادة”

بدوره أوضح الصحفي والمحلل السياسي محمود لعوتة أن “الطرفين يختلفان مؤخراً بعد ازدياد طموحات قائد قوات الدعم السريع”.

وقال: “الطرفان يناوران في مسألة إيضاح تفاصيل السلام وما يقولانه في خطاباتهما هو لتزيين رأيهم عندما يقولوا أنهما يعملان باتجاه السلام”.

مع دعوات تسليح المدنيين.. إلى أين يسير السودان؟

 

وأكد القول: “أعتقد أنهما لن يلتقيا إذ لم يتم تحديد موعد جديد بشأن اللقاء”.

وتابع: “مسألة السلام، نعود بها لمسألة من بدأ الحرب، وهناك مغالطات في الموضوع، والحديث عن السلام بدون تفاصيل يعني أن كلا الطريفين يريد أن يحسم المعركة عسكرياً”.

>

ولدى السودانيين تجارب في تسليح المدنيين أدت الي تأجيج الصراعات كما حدث في إقليم دارفور غربي البلاد حيث اندلع النزاع في العام 2003 وراح ضحيته 300 ألف قتيل ونزوح 2.5 مليون من منازلهم، وفقا للأمم المتحدة.

وتفيد إحصائية رسمية صدرت في 2018، بأن هناك خمسة ملايين قطعة سلاح في حوزة المدنيين بمختلف مناطق البلاد.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قال في وقت سابق إنه لا مجال للصلح ولا التوصل إلى اتفاق مع قوات الدعم السريع، مؤكداً على أن الجيش مستمر في معركته لاسترداد كل السودان.

وذكر البرهان في كلمة مصورة، بثها مجلس السيادة على تليغرام، أن قوات الدعم السريع ارتكبت “جرائم حرب”، وأن تعامل الجيش معها “سيكون في الميدان”.

كما اتهم البرهان قوات الدعم السريع بأنها تريد تدمير السودان، وتهاجم مناطق لا وجود للجيش فيها، ولا تضم سوى سكان مدنيين، معبراً عن أسفه، لأن “بعض السياسيين يصفقون لحميدتي (قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو) بعد كل ما قام به من قتل”.