أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة  (نهاد الجريري)

مرّت ستُ سنوات على جريمة اختطاف فتيات تشيبوك في نيجيريا التي بتنا نتذكرها بهاشتاغ “أعيدوا بناتنا” #BringBackOurGirls. لكن إلى اليوم، لا تزال ١١٢ فتاة أسيرة لدى بوكو حرام. 

في ليلة ١٤-١٥ أبريل ٢٠١٤، أغار مسلحو بوكو حرام على المدرسة الثانوية في تشيبوك وهي بلدة في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، معقل الجماعة. 

كان في المدرسة طالبات من بلدات مختلفة جئن لتقديم امتحان في مادة الفيزياء للسنة الأخيرة. تتراوح أعمارهن بين ١٥ و ١٨ عاماً. 

اختطف مسلحو داعش ٢٧٦ فتاة: حُمّلن في شاحنات صغيرة، ومن لم تجد مكاناً اضطرت للمشي. قيدت البنات إلى غابات سامبيسا حيث تتحصن الجماعة.

بعد أيام ظهر أبو بكر شيكاو، زعيم بوكو حرام، وأقرّ باختطاف البنات وقال إنه سيسبيهنّ ويبيعهنّ. وقال إن وجودهن في المدرسة كان خطأ، وإن الواجب كان يقضي بتزويجهنّ من سن التاسعة. بوكو حرام تعني “التعليم الغربي حرام.”

معظم البنات كنّ مسيحيات. أجبرن على اعتناق الإسلام. وأجبرت البنات جميعاً على الزواج من المقاتلين، ويُقال إنه دُفع لكلّ منهنّ مهر مقداره ستة دولارات. 

على مدى الأشهر والسنوات التالية، طالب بوكو حرام بمبادلة البنات بأعضاء الجماعة المحتجزين لدى السلطات النيجيرية. وفي مرحلة لاحقة، قيل إنهم طلبوا أربعين مليون دولار من أجل الإفراج عنهن. 

في المجمل، تم الإفراج عن ١٦٤ فتيات إما بالتفاوض مباشرة مع أهلهن أو من خلال عمليات للجيش النيجيري. من هؤلاء الفتيات من كانت قد ولدت في الأسر. 

لا تكاد تخلو هجمة من هجمات بوكو حرام على البلدات في شمال شرق نيجيريا أو حتى المنطقة الممتدة من بحيرة تشاد, إلا ويختطف فيها نساء وأطفالاً. 

مرصد التطرف العالمي Globar Extremism Monitor التابع لمعهد توني بلير في لندن كشف عن أن “بوكو حرام في ٢٠١٧ استغل المرأة أكثر من أي جماعة إسلامية أخرى في العالم. استغل النساء في ٤٩٪ من هجماته الانتحارية في ٢٠١٧، وأجبر ١٧٢ امرأة على القيام بهجمات في ثلاث بلدان: نيجيريا، كاميرون، والنيجر، ما تسبب في قتل ٢٤٨ شخصاً معظمهم مدنيون.” 

وفي ٢٠١٧، أعلنت منظمة اليونيسف إن عدد الانتحاريين الأطفال بلغ ٢٧ خلال الأشهر الأولى فقط من ذلك العام في نيجيريا والنيجر وكاميرون وتشاد, مقابل ٣٠ طفلاً انتحارياً في العام السابق كله.  

ما فعله بوكو حرام بزعامة أبو بكر شيكاو كان سابقةً. حتى داعش المركزية لم يسبقه إليها. بعد جريمة تشيبوك بأربعة أشهر، وتحديداً في أغسطس ٢٠١٤، قام داعش بـ”سبي” ٦٣٨٣ امرأة وطفلاً إيزيدياً من سنجار شمال غرب العراق: أرسل الأطفال للقتال , وأستعبدت النساء بالبيع والشراء.  

مصدر الصورة: الفنانة النيجيرية Sarah Peace

للمزيد

فتاة مسيحية مختطفة من قبل بوكو حرام تلد في السجن