أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

تتشابه الجماعات المتطرفة فيما بينها من خلال انتهاجها للعنف للنيل من الخصوم وخاصة في المناطق المشتعلة التي تعتبر بوابتها لتنفيذ اجنداتها الخاصة وفرض فكرها المتطرف على الناس فتفجير مستشفى سردار في افغانستان مطلع الشهر الجاري أظهر مدى التشابه بين التنظيمين.

اذا ما قورن بالتفجير الذي نفذته القاعدة في مستشفى العرضي بصنعاء العام  2013، ليؤكد من جديد ان القاعدة وطالبان في اي بلد من العالم يحملان النهج نفسه من اسلوب الولوج الى عقول الناس الى الإيقاع بهم كضحايا حرب.

هجمات الجماعات المتطرفة حول العالم رغم اختلاف اماكنها ومنفذيها كانت متشابهة في كل مكان، والتفجير الذي استهدف مستشفى "سردار داود خان" العسكري في كابل وأسفر عن سقوط  30 قتيلا أعاد الى الأذهان التفجير الارهابي الذي هز مستشفى العرضي العسكري بالعاصمة اليمنية صنعاء ومدى التشابه في الفكر المتطرف بين جميع التنظيمات على اختلاف اسمائها.

فاستهداف المراكز الطبية والمدنيين في الأسواق من خلال التفجيرات المنسقة كان هو النهج الأبرز الذي جمع بين جميع التنظيمات المتطرفة جماعة طالبان في افغانستان والقاعدة في اليمن مثال واضح على ذلك 

تفجير مستشفى سردار في كابل ومستشفى العرضي في صنعاء حملا في طياتهما وتداعياتهما اوجه التشابه بين التنظيمين  

البداية من طريق التنفيذ اذ تسلل انتحاريون الى داخل مستشفى سردار وقاموا بالتفجير

الأمر الذي تطابق تماما مع ما اظهرته كاميرات مستشفى صنعاء خلال توثيقها لعملية التفجير التي حملت توقيع القاعدة 

كذلك التبرير امام مناصري التنظيمين اذ قامت طالبان باعتدائها على مقر طبي لانه يتبع لوزارة الدفاع لتقول انها استهدفت موقعا عسكريا

الامر الذي حصل ايضا في مستشفى العرضي الذي كان يتبع أيضا لوزارة الدفاع ثم باركت عبر قاسم الريمي ذاك التفجير بوصف منفذه بالشهيد 

وايضا استهدفت طالبان الاسواق الشعبية والتي كان اخرها  التفجير الذي هز سوقا فى منطقة قبلية شمال غربى باكستان، وأسفر عن مقتل 25 شخصا.

وهو الأمر الذي تكرر  مرارا في اليمن الى جانب استهداف المصلين في المساجد كما حصل في تفجير مسجد  الحشوش في صنعاء

ويضاف الى ذلك الادعاء الذي اظهرته طالبان باحلال الامان في مناطقها فجاء تقرير منظمة العفو الدولية في قندوز المنطقة الخاضعة لطالبان  صادما اذ يكشف عن انتهاكات ترقى لجرائم حرب واغتصاب للفتيات وقتل كل المعارضين

الأمر ذاته في اليمن اذ كشفت التقارير التي وُثقت بعد طرد التحالف العربي تنظيم القاعدة من المكلا عن انتهاكات كبيرة نفذها التنظيم  في المنطقة بحق المدنيين مثل القتل التعذيب وسلب المتلكات

تلك الهجمات وغيرها من الانتهاكات كشفت عن تشابه التنظيمين قولا وتطبيقا فعلى الرغم من بذل جهودهما من اجل الظهور بمظهر المنخرط بالعمل السياسي نزولا عند رغبة الأهالي الا ان الحقيقة أظهرت عكس ذلك 

اذ حاولت طالبان الدخول بالمفاوضات السياسية مع الحكومة الافغانية والقاء اللوم على الاخيرة كلما فشلت المفاوضات وهو ما كشف للافغان نوايا التنظيم

فيما حاولت القاعدة في اليمن الولوج الى عواطف الناس عبر تعهد قدمه قاسم الريمي على سبيل المثال بدفع دية ومعالجة جرحى تفجير مستشفى العرضي  الا انه لم يفعل اي شيئ من هذا

أخيرا ومما سبق يتبين ان افعال التنظيمين هي واحدة يتم فيها استعطاف الناس باسم المدافع عنهم على اساس  ديني ثم يتبين ان الضرر الأكبر الذي يقع من ممارستهما فقط على المسلمين الذين هم الضحايا دائما بكل ما يقومان به ان كان في افغانستان او اليمن او غيرها من البلدان التي تشهد تمددا ارهابيا

 

اقرأ أيضا:
خمسة قتلى و40 جريحا حصيلة إعتداء لندن والشرطة ترجح فرضية الإرهاب

داعش جند أطفالا إيزيديين لتنفيذ هجمات إرهابية في العالم