أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ألفة الجامي)

صفقة تبدو ناجحة بين ايران والدول الخمس زائد واحد بخصوص الاتفاق التاريخي بين الطرفين والذي على ضوئه تضمن طهران رفع العقوبات الدولية عليها، ويحدد مسار برنامجها  الذي سيكون تحت رقابة صارمة يضمن ابتعاده عن الطابع العسكري في حين  تلتزم طهران بتحويل مفاعل فوردو وهو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم إلى مركز لأبحاث الفيزياء والتكنولوجيا النووية. 

منشأة فوردو..نشأتها؟ حيثياتها؟ طاقة استيعابها في سياق التقرير التالي.

منشأة فوردو التي شكلت احد بنود الصفقة التاريخية بين ايران ومجموعة الست، يحوم حولها الغموض والسرية منذ نشأتها ويصعب الحصول على معلومات وفيرة بخصوصها، خاصة على ضوء التستر الشديد الذي عمدت اليه حكومة طهران منذ تشييدها.

تقع هذه المنشأة الايرانية تحت الارض بعيدة عن مرأى العين، وبالتحديد في منطقة بمنطقة جبلية حصينة قريبة من مدينة قم جنوب العاصمة طهران، وهي أولى وإحدى أهم محطات التخصيب الإيراني، فبناؤها تم سرا في 2006، تحت عمق 80 مترا أسفل هرم جبلي غني بصخور صلبة لحمايتها من الضربات الجوية.، وهو ما جعل المخاوف تتزايد حول مدى سلمية البرنامج النووي الايراني.
هذه المحطة النووية التي شكلت نقطة خلاف عالمي، اضطرت طهران للاعتراف بوجودها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/أيلول 2009 بعدما اكتشفتها أجهزة مخابرات غربية وعلى لسان الرئيس الأمريكي أوباما بالذات، حين ذكر وقتها أنها تضم 3000 جهاز للطرد المركزي.
المعلومات الشحيحة اشارت الى أن إيران تستخدم منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء انشطارية نسبتها 20%، ليكون وقودا لمفاعل أبحاث طبي في طهران ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.

ونقلت صحيفة كيهان الايرانية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي قوله إن منشأة فوردو النووية لها القدرة على انتاج اليورانيوم المخصب بنسب مختلفة تتراوح بين 4 و5.3 و20 في المئة، ويستخدم  اليورانيوم المخصب عادة لإنتاج الكهرباء والنظائر الطبية، وفي حال تخصيبه حتى نسبة تسعين في المائة فإنه يدخل في صنع السلاح النووي، وهذا ما كان تتخوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
منشأة فوردو النووية تتضمن  16 مجموعة تسلسلية  cascade، مقسمة بالتساوي بين الوحدة الأولى والوحدة الثانية، كما تتضمن 2784 جهاز طرد مركزي حاليا في فوردو، ولكن عدد أجهزة الطرد التي هي قيد الإنتاج لم يسجل زيادة.

تعتبر هذه المحطة التي تقع تحت الأرض، والتي لم تعمل بكامل طاقتها بعد، محطة صغيرة نسبيا وبها مساحة تكفي 3000 جهاز طرد مركزي فقط، بالمقارنة بمحطة ناتانز التي تتسع لعشرات الآلاف من الأجهزة. 
ولكن يقول الخبراء إن المحطة كبيرة بالدرجة الكافية لمعالجة اليورانيوم المخصب اللازم لصنع سلاح نووي واحد على الأقل كل عام، إذا ما قررت إيران بناء أسلحة نووية، لكن ايران اليوم وعلى ضوء الاتفاق النووي أظهرت حسن نية حين اعلنت رسميا انها ستحول منشأة فوردو رسميا  لمركز للأبحاث النووية والفيزيائية والتكنولوجية وسوضع الحجر الاساس للمشروع في غضون اسبوعين او ثلاثة وضع ، وستنتج أجهزة الطرد في فوردو البالغ عددها 1044 جهازا النظائر المشعة لاستخدامها في أبحاث الطب والزراعة والصناعة والعلوم.

الدكتور عامر البياتي الصحفي المتابع لشؤون الوكالة الدولية للطاقة الذرية