قـُتل ستة اشخاص وأصيب ثلاثون آخرون في حادث انحراف قطار عن مسار سكته الحديدية في محطة قرب باريس، وذلك حسب حصيلة أولية كشفها رئيس الوزراء الفرنسي الذي توجه الى مكان الحادث، مضيفا ان الجرحى جميعهم يعالجون في مستشفيات منطقة باريس، وان بينهم ثمانية في حالة خطرة.
يعد هذا الحادث الاسوأ من نوعه منذ حادث محطة ليون في باريس عام ألف وتسعمئة و ثمانية وثمانين، والذي قـُتل فيه ستة وخمسون شخصا.
واوضح رئيس الوزراء الفرنسي انه “من المستحيل اليوم اعطاء معلومة” بشأن اسباب هذا الحادث، مذكرا بان ثلاثة تحقيقات تجري حاليا وبان السلطات تقدم المعلومات للسكان “باكبر قدر من الشفافية”.
وبحسب مسؤول في فرق الانقاذ لم يكن هناك اي طفل بين القتلى. ويتواصل البحث عن ضحايا آخرين محتملين.
والقطار الذي كان يقل نحو 370 شخصا في رحلة بين باريس وليموج (وسط) انقسم الى قسمين نحو الساعة 15,15 تغ لسبب لا يزال مجهولا، وذلك لدى وصوله بسرعة كبيرة الى محطة بريتيني سور اورج جنوب باريس في اوج ساعة ذروة عصرا، بحسب مصدر امني.
واشاد رئيس مجلس ادارة شركة السكك الحديدية الفرنسية غيوم بيبي باعوان شركته “تمكنوا من ايقاف القطار وتفادي اصطدامه بقطار آخر قادم من الاتجاه المعاكس” في بريتيني سير اورج.
واضاف في تصريحات “ان الانحراف وقع عند تحويلة للخطوط على بعد 200 متر من المحطة” موضحا انه “حين يحدث انحراف فان المشكلة تاتي اما من العجلات او من السكة”.
من جهته قال وزير النقل فردريك كوفيلييه من موقع الحادث ان القطار كان يسير “بسرعة عادية (..) بسرعة 138 كلم في الساعة وسرعته القصوى هي 150 كلم في الساعة”.
واوضح مصدر امني ان “قسما من القطار واصل سيره في حين انقلب النصف الاخر على جانب رصيف المحطة”.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي زار موقع الحادث مساء انه تم فتح ثلاثة تحقيقات قضائية وفنية لمعرفة سبب انحراف عربات القطار الست.
وبحسب شركة السكك الحديد فقد تمت اعمال في مستوى التحويلات نهاية حزيران/يونيو قرب موقع الحادث لكنها لم تشمل الخط الذي وقع فيه الانحراف.
وتحدث ركاب وشهود الجمعة عن مشاهد رعب.
وقال فياني كاليسا (30 عاما) وهو عاطل عن العمل كان ينتظر في المحطة للعودة الى باريس في اتصال هاتفي مع فرانس برس “رايت الكثير من الجرحى نساء واطفالا عالقون بالداخل. ارتعدت مثل طفل صغير. الناس كانوا يصرخون ورايت رجلا وقد تخضب وجهه بالدماء”.
واوضح الراكب مارك شوتين (57 عاما) انه اضطر “للقفز من فوق شخص قطع راسه” للخروج من المقطورة التي كان فيها.
واضاف “بعد الانطلاق بقليل شعرنا بصدمة اولى والعربة التي كنت فيها لم اعد اذكر الثالثة او الرابعة ارتجت” .
واضاف “ثم حدثت صدمة ثانية وعندها تحركت السكة من مكانها ثم حدثت صدمة ثالثة ورابعة وانحرفت العربة على الجانب” ووجد نفسه مرميا ثم “ممددا على سيدتين” رغم انه “ضخم الجثة”.
واضاف “انتشر الغبار في العربة وادركت اننا نتزحلق” خارج السكة.
وهرع الى مكان الحادث 300 اطفائي و20 فريقا طبيا وثماني مروحيات.
وقطعت حركة القطارات للخطوط البعيدة المنطلقة والواصلة الى محطة اوسترليتز بباريس. ويعد الجمعة يوم مغادرة عدد كبير من المصطافين باريس لمناسبة الاجازة الصيفية.
وقالت السلطات انه من المقرر ان تبقى محطة بريتيني سور اورج مغلقة لثلاثة ايام.