أخبار الآن | عين العرب كوباني – سوريا – (جنان موسى) 

غالبية مقاتلي داعش في الرقة سيلقون حتفهم، القلة منهم بقوا احياء و لكن اسرى مع وحدة مكافحة الارهاب الكردية.

موفدتنا جنان موسى تمكنت من لقاء اسير تونسي و زوجة مقاتل اخر من تركيا تحدثا عن هزيمة داعش و رحلة الوصول الى سوريا والانضمام لداعش و عن مقاتلَيْن اجنبيَيْن الاول امريكي و الثاني الماني.
 
نحن برفقة وحدة مكافحة الارهاب الكردية , مهمتهم إلقاء القبض والتحقيق مع افراد داعش , حال هذا السجين التونسي الذي هرب من الرقة , في مقابلة حصرية معه, يخبرنا بأن داعش يستعمل المدنيين في الرقة كدروع بشرية

صابر محمد علي أسير تونسي من داعش: "كانت الأمور صعبة على المدنيين مثل ما حصل  في الموصل كمنع الخروج على المدنيين وكلما تقدمت القوات وتمكنت من تحرير مكان معين ترى الكثير من المدنيين خرجوا من الأحياء بأعجوبة كأنهم كانوا تحت الأنقاض، وهذا يعني أنه بالنسبة لأفراد داعش التمسك بالمدنيين كدروع بشرية من شأنه أن يوقف القتال بقدر ماهو يأتي بنتيجة عكسية حيث ينفر الناس من داعش ويزيد من رفض الناس لهم"

في منطقة كوباني وبالتنسيق مع وحدة مكافحة الارهاب التقينا أيضا هذه السيدة التركية التي كانت متزوجة من مقاتل في داعش. هذه السيدة تريد اليوم العودة الى تركيا بعد قتل زوجها في المعارك، أما بالنسبة للتونسي فيتذكر كيف انتهى به المطاف في سوريا بعد ان وصل الاخوان المسلمون الى الحكم في تونس وشجعو أبناء البلد على الجهاد.

صابر: "كان الطريق مفتوحا من حوالي أربع سنين أو خمسة خاصة من تونس للسفر المباشر , لكننا مرينا عبر طريق ليبيا، ثم من هناك الى تركيا، تركيا كانت هي أسهل دولة يمكنك الدخول منها الى سوريا ومن شتى المنافذ كالمطار والحدود البرية الى غيرها. كانت التي تسهل دخول الناس بشكل كبير، أنا سافرت من تونس الى طرابلس بليبيا وبعدها الى تركيا والتحقت بالتنظيم"

لماذا لم تسافر مباشرة من تونس الى مطار اسطنبول الدولي , لماذا تجعل من ليبيا محطة لك؟

صابر: "الطريق كان هو نفسه لكني اخترت هذا ليس لشيئ لأنه كما قلت لك السفر متاح من تونس مباشرة ومن ليبيا أيضا ليس هناك فرق بين الاثنين، أنا كما قلت لك سابقا، في هذه الفترة بالذات الحكومة التونسية كانت حكومة الاخوان المسلمين، كل شيء بالنسبة لها عادي في مايتعلق بدعم الارهاب , ونفس التخريب في تونس وفي تركيا وفي قطر، العقلية واحدة، كل شيئ عادي بالنسبة لفتح بؤر التوتر الى تمويل الارهاب، هذا مما سهل الطريق على الشباب ودفعهم الى التطرف، اضافة الى الذين يغرر بهم عن طريق فتح المجال للتهور وغزوهم فكريا، وسحب شباب من بؤر التوتر بشكل عفو عام للزج بهم في نفس العقلية، فعلا بعض الاشخاص يقول أنه ذاهب للجهاد وفيه البعض جاء لحماية الشعب السوري، وفعلا فيه الكثير من الأشخاص تورطوا جدا وبكل صراحة. ولم تعرف أين الحل بخصوص مستقبلها"

رحلة الوصول الى سوريا كانت سهلة جدا

صابر: "لما تحط بك الطائرة في مطار اسطنبول ماكان عليك الا ان تسأل عن مكان الباصات ستجد من يدلك , أتذكر أني أول ما دخلت حصل معي موقف  لم أستوعبه حتى الآن , وهو أنه بجانبي شاب تونسي كان شرطي الحدود يرتب له إجراءات الدخول , وفي هذه الأثناء سأله عن وجهته فأجابه بأن وجهته سوريا ليرد عليه قائلا تفضل ادخل الى سوريا وبسرعة مما يدل على أن هناك أياد خفية هي التي تدفع بالناس الى هذا
الشيئ

معظم أفراد داعش غير السوريين عالقون الآن في الرقة من دون أي خيارات , هم ممنوعون من مغادرة أراضي داعش وغير مرحب بهم في بلادهم أصلا

صابر: "محمد الأمريكي هذا كان مقاتل عادي أولا ثم سمعنا أنه يريد الخروج من التنظيم ويعيش كمواطن عادي , وعلى ذلك الاساس تعرض للتعذيب والضرب والإهانة الخ . وحتى
الآن مازال مضطهدا , وهو من الأمثلة الكثيرة التي تفيدك بأن الناس عندها تخوف كبير من الخروج الى المجتمع الخارجي , تصوري معي شخص قادم من أمريكا بفكرة الدين أو فكرة الحمية , فمن غير المعقول أن يتعرض لهذا الاضطهاد والتعذيب من قبل أشخاص يزعمون أنهم يعرفون تسيير الشعوب  وتسيير البلدان , هذا ماهو الا مثال على الاضطهاد الذي يتعرض له المهاجرون فضلا عن القتل والتعذيب , محمد الامريكي هذا وصل الى مرحلة الحرمان من توفير سكن ولامأوى ولا كفالة ولا أي شيئ , وهو شخص ينحدر من طبقة مرموقة في أمريكا , فوصل به الحال الى بيع بعض الحلوى لتأمين لقمة العيش , ويحاول الرجوع الى بلده , كالكثير من الأشخاص هناك , كل هذا من أمثلة الاضطهاد الكثيرة الظاهرة للعيان وما خفي أعظم."

فيه شخص ألماني مشهور جدا كان فنان بألمانيا اسمه ديزو دوغ هل تعرفه أوسبق وأن التقيت به هل هوحي أم ميت؟

صابر: "نعم أعرفه اسمه أبو طلحة الألماني , أراه مثل العامة في الرقة وفي الفترة الأخيرة سمعت أنه قتل ولم أراه منذ زمن طويل , هو مثل الكثير من الأشخاص الذين تأثروا , وبكونه فنان مشهور ويحمل الجنسية الألمانية من المؤكد أنه كان يريد الرجوع لحياته"

هل انت متأكد من قتله أم لا؟

صابر: "لست متأكد لكني سمعت أنه قتل فقط , وأنا لم أراه من ثمانية أشهر الى حدود السنة تقريبا

ماهو عمله بالضبط في التنظيم؟

صابر: "أظن أنه كان مقاتلا عاديا وسمعت أنه كان يريد الذهاب الى العراق والمشاركة في حملة الموصل"

يعترف هذا الموقف أن التنظيم سيخسر الرقة عاجلا أم آجلا

صابر: "من الواضح للكل وخاصة ممن يحلل الواقع الحربي في الرقة أن المعركة محسومة لكن لم يقى الا تخبطات يمارسها داعش بتضحيته بالأشخاص ويوهمهم بأنه مازال قويا"

هكذا ينتهي حال معظم من انضم لداعش , من لايقتل في المعركة ينتهي به المطاف مسجونا مهزوما وفي حالة ندم.

 

 

إقرأ أيضاً

كواليس حصرية لتطورات الرقة من موفدة أخبار الآن جنان موسى

مراسلتنا تواكب الإشتباكات مع داعش في حي المشلب في الرقة

لحظات تختطف الأنفاس عاشتها موفدة أخبار الآن على خطوط التماس مع داعش في الرقة

60 مترا تفصل بين الجيش السوري الحر وداعش في الرقة

اول دليل من الرقة يثبت أن عملة داعش كانت واقعا على الأرض وليست دعاية إعلامية

 

تابعوا كذلك بثنا المباشر عبر "يوتيوب" لمزيد من البرامج والنشرات‎