أخبار الان | الموصل – العراق (حسام الأحبابي)

في وقت يخسر فيه داعش معركته الأخيرة في الموصل بعد أن حررت القوات العراقية 70% من هذه المدينة، دخل قادة التنظيم العرب والمحليون مرحلة صراع جديدة تمثلت بحالات إنتقام فيما بينهم تتصاعد كلما إقتربت نقطة الحسم بتحرير كامل الموصل من إحتلال داعش.

مع إقتراب القوات العراقية من حسم المعركة الأخيرة لداعش في الموصل، تصاعدت على نحو متسارع حالات الإنتقام بين مقاتلي التنظيم عرباً ومحليين في هذه المدينة حتى بلغ الأمرُ بتنفيذ عمليات تصفية بينهم وأعمال دهم لبيوت عائلات مسلحي التنظيم من قبل قادة محليين وعرب نافذين في داعش الى جانب سرقات للأسلحة.

إقرأ: هل تؤشر هزائم داعش في العراق وسوريا لقرب نهايته؟

بموازاة ذلك تكشف وثائقٌ حصرية حصلت عليها "أخبار الآن" خلال عمليات القوات العراقية المشتركة في الجانب الأيمن من الموصل تكشف عن شكوى من قبل مقاتل يدعى رعد غازي ويكنى "أبو هاجر" يشتكي فيها من قيام أميره المدعو "أبو إبراهيم" بسرقة سلاحه ومخازن عتاده من موقعه القتالي قرب جسر الحرية الرابط مع منطقة الدواسة حيث مجمع الدوائر التابعة لحكومة نينوى الذي جرى تحريره.

بينما تكشف وثيقةٌ أخرى شكوى قيادي في داعش إسمه عصام عبدالغني ويُكنى "أبو أنس" وينتمي الى فرقة تابعة للتنظيم تحمل إسم "الفرقان" يقول فيها أن خلافاً نشب بينه وبين قيادي آخر يُلقب "أبو عمر الخراساني" دفع هذا الأخير الى الانتقام عبر الإعتداء على منزل "أبو أنس" والاستحواذ عليه في غيابه.

في هذه الأثناء أشارت وثيقةٌ أخرى الى أن إعتداء المكنى "أبو عمر الخراساني" على منزل القيادي الآخر "أبو أنس" في حي الطيران ضمن الجانب الأيمن من الموصل كان مشهوداً لكن الخراساني لم يهتم للشهود و كسر الباب وقام بهدم أجزاء من المنزل إنتقاماً لما نتج من "أبو أنس" أثناء نشوب خلافهما في أحد المواقع القتالية.

أما مظاهرُ الإنهيار الأخرى التي شهدها داعش في الجانب الأيمن من الموصل إنتقاماً وسرقةً فتمثلت إحداها بقيام ما يسمى بإداري شرطة الخلافة بسرقة الكاز أويل من الكميات المخصصة لمقار شرطة داعش، فهو يرسل كميات بأرقام كبيرة من الغالونات ثم يتضح بعد حين أن ناقلات الوقود لا تحمل سوى كميات قليلة وكان المشتكي يحمل إسمَ "أبو مريم" الذي ينتمي لدائرة آليات شرطة التنظيم.

في حين كشفت وثيقة أخرى أن بعض قادة داعش كانوا لا يسرقون فقط مشتقات النفط والأنواع الاخرى من الوقود بل يورطون قادة آخرين بهذه الأعمال من أجل الإيقاع بهم من خلال وضع كميات معينة يقوم القيادي المعني بالتوقيع عليها قبل التحقق منها ثم يكتشف بأن هذه الكمية غيرُ مطابقة لإخطار التسليم وهو ما حدث مع الملقب "أبو فالح". 

إذن تعبر هذه الوثائقُ الحصرية عن مدى تصاعد عمليات الإنتقام بين قادة داعش من جهة وبين مقاتلي التنظيم من جهة أخرى إثر تأكدهم من خسارة معركتهم الأخيرة في الموصل على يد القوات العراقية المشتركة.

إقرأ أيضاً:

الشرطة العراقية تحرر المتحف القديم الذي دمره داعش في الموصل

قوات الأمن العراقية تحرر فرع البنك المركزي في الموصل