أخبار الآن | مقديشو – الصومال – (حصري)

كثيرا ما كتب وقام بتغطية الصراع المسلح في الصومال خاصة العاصمة مقديشو، وكثيرا ما توقف وسمع قصص ضحايا الإرهاب الذين استهدفتهم جماعة الشباب، لكنه نال نصيبه من الاعتداءات الهمجية التي تنفذها الجماعة في الصومال، إنه الصحفي أحمد عبد الهادي والذي نجى بأعجوبة في حادثة إرهابية راح ضحيتها مئات المدنيين.

وفي مقابلة تلفزيونية خص الصحفي عبد الهادي أخبار الآن بتفاصيل ما حدث، وكيف كانت الأجواء قبل، وأثناء وبعد الهجوم الدموي الذي استهدف تقاطع زوبي غرب مقديشو.

نسأل الصحفي عبد الهادي هل لك أن تعطينا تفاصيل عن كيف كان الوضع قبل حدوث الانفجار؟

فيجيب "انا من بين الزبائن المعروفين في فندق سفاري ، ، أقضي أوقات فراغي هنا، بعد الانتهاء من الدوام كل يوم تقريبا، يوم وقوع الانفجار كان لي موعد مع زملائي في الفندق لنقاش موضوع مهم جدا ولهذا وصلت الفندق في وقت مبكر، فندق سفاري يطل علي شارع تقاطع زوبي والذي تعرض للاستهداف، لاحظت زحمة كبيرة عند دخولي الفندق،  في  الفندق معظم الناس كانوا يستعدون لصلاة العصر، منهم من كان يتوضأ، ومنهم من كان يقف في  مسجد الفندق، و غيرهم كانوا يحتسون الشاي والكابتشينو، وكان الجميع يتمتع بجو من الهدوء والراحة، إلا أن وقع الانفجار، ، صراخ، خراب، دمار وغبار، مات الكثير من الزبائن  فورا، وبعضهم تعرضوا للغيبوبة بسبب الإصابات البالغة، وبعض الآخر كانوا يطلبون النجدة، 

لماذا  برأيك جماعة  الشباب صامتة حتى الآن؟ يقول "عندما تسبب بقتل ما يفوق ٣٠٠ شخص جلهم مدنيون  خلال دقيقة واحدة، وعندما تقوم بهدم ممتلكات المواطنين بمسحة ١كلم مربع، وعندما تبيد نساء وأطفالا من المدارس والمتسولين في الطرقات، أعتقد أنه من الصعب أن تتبنى عملية كهذه، وبطبيعة الحال جماعة  الشباب لم تكن تتبنى  الهجمات المماثلة مثل ما حدث في زوبي، مثلا هجوم فندق شاموعام ٢٠٠٩ الذي راح ضحيتها الأطباء والمعلمون لم تعلن الجماعة  مسؤوليتها عن  الهجوم بالرغم من  أنها كانت تقف ورأه، خوفا من غضب الشعب.

ونسأله أين كنت عند وقوع الانفجار، وماذا كنت تفعل؟يقول عبد الهادي "هذه  ربطة عنقي، أتذكر أن ذلك اليوم كان يوما طويلا بالنسبة لي، ، هذه هي حقيبتي التي كنت أحمل الكومبيوتر الشخصي، بعد السلام على صديقي ،وضعت الكمبيوتر  على الطاولة، حينها وقع انفجار قوي للغاية، هربت الى هذا الجانب، ، نظرت الى ساحة الفندق والتي كانت هادئة قبل قليل، ورأيت معظم الزبائن ماتوا، وكانت الأشلاء والدماء تملأ المكان، أتذكر أن أحد الشبان الذين كانوا يعملون في الفندق أصيب بإصابة بالغة، كان يصرخ لا تتركوني…لاتتركوني، لسوء الحظ سمعت أنه مات بسبب الإصابة.

نسأله كيف هي حالتك الصحية، وأين أصابك الشطايا؟ فيقول " أعتبر نفسي محظوظا للغاية، كوني نجوت من هذا الانفجار الذي لم يسلم كثير ممن كانوا حولي، عند وقوع الانفجار شعرت أن شيئا تسلل إلى رجلي اليمنى ، وبعدها رأيت جسدي ينزف ، لحسن الحظ كنت أستطيع المشي ,هذا الانفجار أودى بحياة ٣٠٠ شخص  والسبب هو المكان المزدحم عادة والتوقيت الذي وقع الانفجار فيه في ساعة الذروة، من بين القتلى ١٥ طالبا وطالبة ابتدائية والذين كانوا في طريقهم الى منازلهم، من بين الأسباب التي أدت الى ازدياد  نسبة الخسائر هي أن الشاحنات نقل كبيرة كانت تمر في  هذا التقاطع  وأ كمية المتفجرات و السيارة التي زرعت فيها المتفجرات  كلها عوامل ساهمت في ازدياد خسائر المادية والبشرية.

 

اقرأ أيضا:
ناجون من تفجير مقديشو يصفون هجوم مقديشو بالمروع

جهود حكومية لمساعدة المتضررين من هجوم مقديشو