أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حسام الأحبابي)

أفادت مصادر إستخبارية عراقية "لأخبار الآن" بأن العديد من الممرات المهمة التي إستخدمها داعش للهروب من الموصل تقلصت أمامه لاسيما في مناطق جنوبي الموصل و غربيها، لكن ضباطا في جهاز الأمن الوطني العراقي ذكروا أن هناك ممراً بمسافة لا تقل عن 20 كيلومتراً بين تلعفر وسنجار يحاول مسلحو داعش إستغلاله للهروب عبر الصحراء الى قضاء البعاج غربي الموصل ومن ثم الى الرقة بعد أن اُغلقت أغلبُ الطرق المؤدية الى الحسكة المجاورة.

الخناق يضيق على مسلحي داعش في الموصل و هذا الخناق آخذٌ بالتوسع الى الأراضي السورية المجاورة , إذ لم تبق أمام التنظيم سوى ممراتٌ بين شمالي الموصل و تلعفر يلجأ إليها قادة ومقاتلون أجانب في التنظيم بين الحين والآخر. 

ما عدا ذلك بات معقلُ داعش في الرقة غيرَ آمنٍ لاسيما بعد إتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي فسح المجال أمام فصائل المعارضة السورية و روسيا وقوات النظام والقوات الكردية السورية للتسابق على هذه المدينة ومعاقل التنظيم الأخرى. هذا يعني أن هروب داعش من الموصل بـإتجاه سوريا بات صعباً لأسباب عدة أهمها:

هروب مسلحي التنظيم من الموصل الى الرقة غيرُ مجدٍ مع وجود تنظيم مغاير لداعش العراق في سوريا إثر تكتل قادة منشقين عن زعيمهم أبي بكر البغدادي في هذه المدينة السورية بحسب مصادر إستخبارية عراقية ذكرت أيضاً "لأخبار الآن" أن خلافات التنظيم إنتقلت الى معقله الآخر في الرقة.

إغلاقُ القوات العراقية العديدَ من الممرات المهمة في الموصل و التي إتخذها مقاتلو داعش للهرب الى سوريا خاصة تلك القريبة من الحضر جنوب غربي المدينة.

السببُ الآخر هو ان الجماعات السورية المعارضة لا تريد داعش في سوريا ولا التعاطي معه كونه تسبب بضرر كبير للثورة السورية و لمؤيديها.

أسباب أخرى تصعب هروب مسلحي داعش من الموصل الى سوريا من بينها: إعلانُ فصائل المعارضة السورية أنها لن تسمح لداعش بضياع أهداف ثورتها و هو السبب الأبرز الذي أعلنت جبهة فتح الشام أنها تشكلت من أجله الى جانب توحيد صفوف المعارضة.

تسابق التحالف الدولي و فصائل المعارضة السورية و قوات النظام على هزيمة داعش بمعقله في الرقة جعل هذه المدينة هدفاً عسكرياً يهدد وجود مسلحي التنظيم الهاربين من الموصل.

تأكيدُ البغدادي في بيانه الأخير الذي تلاه المتحدث بإسمه الملقب "أبو حسن المهاجر" أنه سيعتمد على من أسماهم "المناصرون" خارج دولة خلافته المزعومة.

أما إنهيار معنويات مقاتلي داعش في الموصل بحسب خبراء الجماعات المتشددة ومسؤولين عراقيين فيعزونه للأسباب التالية:

إعتمادُ البغدادي على مؤيدي داعش خارج العراق وسوريا وليبيا أعطى إشارة لمسلحي التنظيم بأنهم يخسرون معاقلهم لاسيما الموصل.

تلقي مسلحي داعش ضربات جوية مكثفة دفع بتقدم كبير للقوات العراقية لاسيما بالساحل الأيسر الأمرُ الذي جعلهم يشعرون بقرب خسارتهم المدينة.

تنفيذ إجراءات تعسفية من قبل داعش ضد الموصليين لاسيما مؤخراً, وهذا الأمرُ أفقد مقاتلي التنظيم الثقة بالإدعاءات التي جاء بها داعش لدى إحتلاله الموصل عام ألفين و أربعة عشر.

هناك أسباب أخرى لأنهيار معنويات مقاتلي داعش في الموصل أبرزها: إختفاءُ قادة كبار في داعش لاسيما العربُ والأجانب و بحوزتـِهم ملايين الدولارات، كان آخرهم الملقب "أبو البراء الجزراوي" مسؤول ما يسمى بديوان مال التنظيم الذي هرب بخزينة الديوان الى جهةٍ هي حتى الآن مجهولة.

وصولُ أنباء لمقاتلي داعش في الساحل الأيسر من الموصل تؤكد هروبَ قادةٍ أجانب من الساحل الأيمن للمدينة و أغلبهم من دول القوقاز.

السبب المهم الآخر هو تصاعد الخلافات الحادة بين قادة داعش في الموصل إثر إعتراض المقاتلين المحليين و عدد من قادة الصف الأول في داعش على سماح البغدادي بهروب الكثير من القادة الأجانب ضمن سياسة يسميها "الإنحياز" ويعني بها الإنسحابَ من بعض خطوط المعارك و الإتجاهَ الى وجهات أخرى.

 

اقرأ أيضا:
ضابط في جيش الأسد يتحول إلى أمير في تنظيم داعش

سيدة تقود الرجال لمحاربة داعش في العراق