راديو الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ماريا فرح)

كيف يحصل ذلك؟ 
كيف ينتقل الصوتُ عبر ذلك المايكرفون الصغير إلى هنا؟ أين يختبئ صاحبُ هذا الصوت؟ هل هو قريب أم بعيد ؟ كيف يبدو شكله؟ .. هناك آخرون يستمعون إلى ما نستمع إليه الآن تفصلنا عنهم آلاف الأميال!! وكل ذلك بمجرد الضغط على زرٍ صغيرٍ في المذياع؟ 

كانت هذه أسئلة ً تدور في رأسِ كثيرين ممن عاصروا بداية رحلةِ الراديو الذي تحول فيما بعد إلى كل بيت وكل سيارة، وتعددت أهداف استخدام هذا الصندوق الصغير من ناقل للخبر والمعلومة والتسلية أحيانا ً إلى الوسيلة الأجمل للتواصل عبر موجاته القصيرة والطويلة.

اختراع صغير غيّر وجه العالم سنة 1906 م حين صار من الممكن وعبر مذياعٍ صغير أن يتم استقبال البث الإذاعي و تحويل موجاتٍ كهرومغناطيسية ذات تردد إذاعي ..إلى صوتٍ مطابقٍ تماماً لصوت المذيع الصادرِ من محطة  الإذاعة. والفضل في ذلك يعود إلى العالم الإيطالي “جوليلمو ماركوني "مخترع الراديو" والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عن ذلك.

يمكنك الاستماع إلى المادة من هنا:

بدأ البثّ الإذاعي التجريبي سنةَ عام 1910، وبدأت خدمات البثّ الإذاعي، في العديد من الدول في عشرينات القرن العشرين. وكذلك في الشرق الاوسط تحديدا ً مصر وكانت عبارة عن إذاعات أهلية.

لكن هذا الإختراع لم يصل إلى دول أخرى في عالمنا العربي بهذه السرعة وبقيت العديدُ منها بعيدة ً عن ذلك حتى مطلع الخمسينات.. وظل الراديو قليلَ الإنتشار، لا يستطيعُ أيُ شخصٍ شراءَه والحصولَ على تردداته ولذلك كان مالك الراديو باشا عصره وزمانه ومكانه .. ويتحلّق حوله الجيرانُ للاستماع إلى نشرة الأخبار أو أغنيةٍ تمتد على طول ساعات السهرة أحياناً..

أما استمرار ساعات البث فكان يعتمد على جودة الجهاز الهوائي المرتفع الموضوع فوق أسطح البيوت في الحارات المتجاورة وعلى البطارية ثقيلة الوزن التي كانت تمد الراديو بطاقة 90 فولت في أغلب الأحيان .

و في مطلع الستينات ظهر الراديو الترانستور والذي اعتُبرَ قفزةً تكنولوجيةً هائلةً إذ كان يعمل بالبطاريات الجافة وكان سعره معقولاً بالإضافة إلى خفة وزنه ما أدى إلى انتشاره، وأسهم في ازدياد شعبيته، التي مكنت المستمعين من نقله إلى أي مكان يريدون، وهذا بحد ذاته كان مصدر متعة لهم. وشهد جهاز السيارة الإذاعي، كذلك، تطوراً ملحوظاً، وعمّ جميع السيارات، المصنعة في أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

واليوم وبالرَّغم من التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم و تعدد وسائل التواصل الحديثه إلا أن الراديو بتاريخه الطويل لايزال يحتفظ بأهميتة كأكثر الوسائل جذبا للمستمعين في أرجاء العالم من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم وقلة تكلفته ومواكبته للتطور واستيعابه اشكالاً جديدة ومتطورة للبث من خلال شبكة الانترنت.

 كما أن مستمعي الراديو يستطيعون الاستماع إليه وهم منهمكون في أداء عمل آخر، على نقيض وسائل أخرى تلزمك باستخدام أكثر من حاسة السمع التي قد تعشق في الغالب فكرة اللعب على عامل الصوت لتحريض الخيال و رسم الأشخاص والأماكن.

وبعد كل هذه السنوات نحتفل في راديو الآن باليوم العالمي للراديو والذي يصادف في الثالث عشر من شهر فبراير وفق ما أقرته المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) عام 2011 ، وقد تم اختيار هذا اليوم بالتحديد لتزامنه مع ذكرى تأسيس راديو الأمم المتحدة عام 1946.

ويهدف إحياء هذا اليوم للتوعيه بأهمية الراديو وتخليدًا للدور الهام الذي لعبه عبر العصور في خدمة الانسانية و مد جسور التواصل بين الشعوب ولنشر حرية الرأي وكذلك كوسيلة تعليمية قيمة في الدول النامية و كوسيلة ترفيه أيضًا . بالإضافة إلى زيادة الوعي بين عامة الناس، وبين العاملين في وسائل الإعلام بأهمية الراديو.

الجدير بالذكر أن العمل الإعلامي في الراديو يختبئ خلفه عادةً فريق من العاملين لا يمكن إغفالهم في هذه المناسبة من معدين إلى مقدمين مرورا ً بمهندسي الصوت والمخرجين الإذاعيين وإنتهاءا ً بالمستمعين.

وهذا العام يؤكد ذلك إذ يقوم الإحتفال تحت شعار “أنتم الإذاعة” وذلك لإبراز أهمية مشاركة الجمهور في كل ما تقدمه الإذاعات حول العالم.

إقرأ أيضاً:

راديو الآن وتفاعل مستمعيه ومتابعيه مع المواضيع التي يطرحها

تفاعل مستمعي راديو الآن مع أحداث السنة الماضية.. كيف شاركوا وعبروا عن رأيهم بـ2016؟