أخبار الآن | دمشق – سوريا (محمد صلاح الدين)

 

بين حواجز النظام، وحواجز اللجان الشعبية، والحواجز التابعة لمسلحي حزب الله والمليشيات الطائفية الأخرى، تتوزع معاناة أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، فالإنتهاكات الصادرة عن مسلحي هذه الحواجز، البادئة بالإهانة والضرب، مرورا بالسلب والنهب، وإنتهاء بالخطف والقتل، فضلا عن الإعتداء على العرض، جعلت من مرور الأهالي المضطرين على تلك الحواجز أشبه بالجحيم.

اعتادت حواجز النظام في مدينة دمشق على كسر المألوف وعدم احترام أعراف الناس الدينية والاجتماعية. إذ يسعى جنود النظام دائما لإبراز سطوتهم على الناس باستخدام العنف، أو السخرية، وإما الإهانة المباشرة أو غير المباشرة، وبهذه الطريقة يشعر عناصر الحاجز أنهم على تواصل مع الناس الذين يرفضوهم علنا أو سرا، وهذا ما يدركه الحاجز جيدا ولشدة غيظه يبدأ بالاستفزاز.

على أحد الحواجز التي تصل دمشق بريفها، بدأت حفلات المشروبات الكحولية بشكل علني لدى حواجز النظام في وضح النهار، ودون أدنى ذرة احترام للمارة، يقول فواز: "لقد أوقفو الباص على الحاجز، وعندما بدا انزعاج الناس واضحا من حفلة- كحولهم- التي يقيمها عناصر الحاجز، أدخل أحد العناصر رأسه من نافذة الباص وهو يقول من لم يعجبه منظرنا سننزله ليشرب معنا، وأنهى كلامه بشتمنا".

إلى ذلك يعمد كثيرٌ من شبّاب العاصمة دمشق ممن يعتقدون أنّهم مطلوبون لتأدية الخدمة العسكرية جنودا  احتياطيين يعمد أغلبهم إلى تجنّب المرور على حواجز النّظام و التهرّب منها بالطرق المتاحة و هذا يحمّلهم أعباءً إضافيّة إذ إنّه يضطرون للسير على الأقدام مسافات طويلة هرباً من قوّات النظام التي تنتشر حواجزها الأمنية في أغلب الشوارع.

وفضلا عن ذلك،  تنتشر ظاهرةً أخرى على الحواجز الأمنية في مدينة دمشق، وهي ظاهرة "السُخرة"، لتزيد من مخاطر خروج السوريين إلى الشوارع و خاصّةً من هم من أبناء المحافظات المحرّرة.

حيث يقوم عناصر الأمن على الحاجز بإيقاف الشباب، وأخذ هويّاتهم لتجنيدهم في أعمال شاقة طوال اليوم كبناء الحواجز الاسمنتية أو مهام تنظيف من دون أي مقابل، ثمّ يعيدون الهويات لأصحابها مع نهاية اليوم ليعودوا إلى منازلهم.

ويبقى أكبر ما يقلق السكان ويخيفهم في دمشق هو الاعتقال فالحواجز المنتشرة في دمشق باتت مافيات حقيقية تقوم بالاعتقال والابتزاز والتبادل والسمسرة والنصب والاحتيال فمن الممكن جداً أن يتعرض اياً كان للاعتقال دونما أي سبب فقط بغرض الابتزاز والحصول على مبالغ مادية كبيرة لكن عند عدم القدرة على الدفع تتحول القضية الى إرهاب وأمن دولة وضياع في غياهب المعتقلات، حتى المناطق المهادنة والتي وقعت اتفاقيات للافراج عن المعتقلين بات أهلها هدفاً لحواجز النظام،  حيث لوحظ تزايداً كبيراً في حالات الاعتقال في تلك المناطق وخاصة في حي برزة، فيما تزايدت وبشكل ملحوظ حالات اعتقال السيدات والفتيات، كما في إحدى الحالي التي شهدت اعتقال سيدة كانت برفقة ابنتها من أحد المحلات التجارية في وسط دمشق واقتيادها الى جهة مجهولة ومصادرة سيارتها دون أية تهمة او أي شبهة حتى.