أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – جمانة عيسى

المشهد اليمني ينتظر الساعات الثماني والأربعين المقبلة.. 

ينتظر اليمنيّون ومعهم المراقبون الساعات الثماني والأربعين المتبقية للمفاوضات الماراتونية في الكويت بين طرفي النزاع، ليحدّد مصير سنواتهم الآتية ومصير أبنائهم ، فإما سلم أو حرب !

ساعات صعبة تختتم الأسبوع الأخير من المفاوضات لتصل إلى خارطة طريق للحلّ أو فشل يؤدي إلى حسم الأمور عسكريا على الأرض، والذي قد يستمر إلى ما لا تعرف نهايته في ظل انقسامات واصطفافات تعيد البلاد إلى حال كان يعتقد أنها تجاوزتها، في محاولة لاستعادة اليمن السعيد.

 

الكويت: لا تمديد رسمي للمشاورات اليمنية

مضى أسابيع وأشهر على محادثات الكويت ولا يزال كل طرف متمترس خلف مواقفه بين قوى الشرعية التي ترى أن استسلام الجماعات الانقلابيّة وتسليم سلاحها هو الخطوة الأولى للتصالح والبحث في مستقبل البلاد الذي يتقاسمه كل أبنائه ، وقوى الانقلاب التي تريد فرض أجندتها على المتحاورين في ظل الوضع الحالي لكسب ما يمكنها بظل الحرب خصوصا وأنها تدرك ، حسب مراقبين ومتابعين للشأن اليمني،أنّ الديمقراطية في البلاد لن تقودها إلى السلطة بصناديق الاقتراع.

أزمة السيولة النقدية بالبنوك اليمنية تضاعف معاناة المواطنين

ومن هذا المنطلق ، تسعى قوى الانقلاب إلى توسيع رقعتها على الأرض وتحقيق تقدّم على الأرض لتعزيز موقفها التفاوضي، بعدد كبير من الهجمات التي لا تخلّف سوى مزيد من القتلى والجرحى في نفوس المواطنين اليمنيين الذين يعانون من الحرب وتبعاتها، وما يثقل كاهلهم أيضا، تدهور الوضع الاقتصاديّ المتسارع، ما ينذر بعواقب وخيمة يخشاها المجتمع الدولي وتتلخّص بانهيار كلي للبلاد كما حدث سابقا في الصومال، وما يزيد الوضع سوءا، تمدُّد الجماعات الإرهابية في جنوب البلاد وشرقها.

وسط هذه المخاوف والتشعبات، وفي حال فشل المحادثات، قد تتحول حرب اليمن إلى حرب أهليّة منسيّة، ويتحول معها " اليمن السعيد " إلى أيمانِ أكثر من دولة، تتنازع السيطرة عليها بما يخدم مصالحها ، فهل من يمنيّ يسمع ؟ّ وهل يخرج الدخان الأبيض ؟..