مصنع الكوميديا.. مبادرة توفر منصة لعرض المواهب الشابة الفكاهية في السعودية

في خطوة نحو تعزيز المشهد الترفيهي في السعودية، أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) عن رعاية الهيئة لمبادرة “مصنع الكوميديا”، التي تهدف إلى اكتشاف ودعم المواهب الشابة في مجال الكوميديا والمسرح.

 

 

وتسعى الهيئة من خلال تلك الرعاية إلى إيجاد بيئة داعمة تسمح للمواهب الشابة بالتعبير عن إبداعاتهم وتقديم محتوى كوميدي مميز يلامس الهوية السعودية ويعالج قضايا المجتمع بأسلوب فكاهي.

وتوفر المبادرة منصة للشباب السعودي لعرض مواهبهم الفكاهية، وتسعى لتنمية القدرات الإبداعية في هذا المجال وتقديم فرصة لهم لتطوير مهاراتهم تحت إشراف متخصصين في الفن الكوميدي.

مصنع الكوميديا.. توجه لدعم واكتشاف المواهب الشابة بالمجال في السعودية

ويأتي “مصنع الكوميديا” ضمن سلسلة من المبادرات التي تنظمها الهيئة العامة للترفيه في إطار جهودها لتحفيز النشاط الترفيهي.

وتضمنت المبادرة ورش عمل، ودورات تدريبية، وفعاليات تنافسية تعمل على صقل مواهب الشباب وإعدادهم للمشاركة بفعالية في الصناعة الترفيهية.

ويترأس الفريق القائم على المبادرة الفنان الكويتي الدكتور حسن البلام، يشاركه مجموعة من الفانين أساتذة وخبراء المسرح هم الفنان الدكتور خالد أمين، والأستاذ شايع الشايع، والأستاذ هاني النصار. وفيما يتعلق بالكتابة المسرحية يقوم عليها الدكتور أحمد صقر والأستاذ محمد أنور.

2023.. وإنتاجات كوميدية سعودية

تشكل إنتاجات 2023 من الأفلام الكوميدية السعودية انطلاقة واضحة نحو ملامح صناعة الفيلم الكوميدي السعودي، الذي استفاد من مرحلة الإعداد الطويلة في قنوات اليوتيوب والسكتشات الضاحكة، تلك التي كانت بمثابة بروفات متعددة لصناع السينما الحاليين، من الممثلين الكتاب، والمخرجين، وكذلك العاملون في مجال صناعة الصورة السينمائية، من أمثال: “فارس قدس، صهيب قدس، براء عالم، إسماعيل الحسن، إبراهيم الحجاج، زياد العمري، عبدالعزيز الشهري، عادل رضوان، مالك نجر، عبدالعزيز المزيني»، وذلك لتطوير سبل سرد القصص وكيفية حكي الحكايات بصريًا.

تلك السبل التي يظهر بها ثلاثة عوامل هامة: الأول الرغبة في إضفاء الصبغة السعودية على تفاصيل الحكايات حتى تشبه مشاهديها، من خلال تقديم عوالم وعادات وتقاليد وملامح شخصيات تميز الداخل السعودي، والثاني الاستفادة من تجارب المشاهدات للسينمات العالمية لا سيما الأميركية والهندية.

أما العامل الثالث، هو الاعتماد على كوميديا الموقف وصياغة المشاهد الكوميدية باحترافية ومنهجية تعتمد على إبرام صفقة مع المشاهد تدفعه دفعًا للانخراط في عالم الفيلم والتماهي معه دون إقحام التهريج والابتذال، وذلك في إطار السياق العام للقصة التي تحمل الكوميديا بداخلها.

مصنع الكوميديا.. توجه لدعم واكتشاف المواهب الشابة بالمجال في السعودية

صورة مأخوذة من فيلم سطار.

يعد فيلم “سطار”واحدًا من أفضل ما قدمته السينما السعودية ونموذجًا للفيلم الكوميدي لعام 2023. في حال لم تكن من محبي المصارعة لن يمنعك ذلك من الاستمتاع بفيلم “سطار.. عودة المخمس الأسطوري”، حيث سعد هذا الشاب البدين الذي يحلم بالفوز في المصارعة تلك الرياضة التي يهوى، وفي سبيل تحقيق ذلك يتعرف على هوجين والمدرب الباكستاني عبدالخالق وعالم الحفرة القابع تحت شوارع المدينة.

يقدم صناع العمل، وهم المخرج عبدالله العراك والكاتبان إبراهيم الخير الله وأيمن الوتار، تحية لفيلم Fight Club للمخرج ديفيد فينشر، لكنه سرعان ما ينخرط في ملامح المجتمع السعودي على صعيد الصورة وشريط الصوت والأغاني أيضًا حيث الشيلات السعودية، وكذلك صوت نصرت فتح الله خان الباكستاني العذب، عاكسًا التنوع الاجتماعي وأحلام الشباب السعودي. قيمة فيلم «سطار» في أنه لا يتوقف عن مفاجأة المشاهد، سواء على صعيد الكوميديا أو التطور الدرامي.

كوميديا وديستوبيا

يلعب المجتمع والبيئة دورًا ملحوظًا وقيمة حاضرة في السينما الكوميدية السعودية، وهو ما يتضح في فيلم «راس براس» للمخرج مالك نجر والكاتب عبدالعزيز المزيني.

مصنع الكوميديا.. توجه لدعم واكتشاف المواهب الشابة بالمجال في السعودية

من خلال حلقات مسامير ذات الشعبية الكبيرة تطورت رؤى نجر والمزيني وكذلك الكوميديا التي يقدمان، ربما لا ينافس فيلم “راس براس” سابقه “سطار” في الكوميديا لكنه يقدم تجريبًا جديدًا للفيلم السعودي الكوميدي الذي يتقاطع بين تنوع بارودي فانتازي ديستوبي لرسم عالم خاص عن حي “بذيخة” لا يشبه غيره من الأحياء في السعودية ويحمل قصته الخاصة بداخله؛ دعم ذلك توظيف الإضاءة والملابس وزوايا التصوير، كما لم يغفل نجر والمزيني توظيف الأنيمشن والرسوم المتحركة للعودة إلى ماضي “البذيخة” وكيف نشأ “الديمن” شرير الحكاية.

حاول فيلم “راس براس” خلق عالم ديستوبي خاص رسم ملامح مدينة في خيال صناعها، في حين قدم فيلم “الخلاط +” من إخراج فهد العماري، وسيناريو محمد القرعاوي، وفهد العماري، ووائل السعيد، ومشاري الشلالي؛ المجتمع السعودي بأطيافه وتنوعاته الاجتماعية، حيث قدم الفيلم أربع قصص مختلفة تنطلق من الحياة اليومية في إطار ترقبي جاورت فيه كوميديا الموقف القيمة الفنية البصرية، وهو ما يظهر بشكل جلي في المشهد الافتتاحي الذي يستهل به العماري فيلمه، حيث مشهد جاوز 3 دقائق تم تصويره كلقطة واحدة تتنقل داخل أرجاء المنزل.

فيلم Manjummel Boys إلى صدارة شباك التذاكر السعودي

في سياق متصل صعد فيلم Manjummel Boys، إلى صدارة شباك التذاكر السعودي، بالتزامن مع بدء الأسبوع الثاني من موسم دراما رمضان 2024، حيث حقق 64.5 ألف ريال (17.2 ألف دولار) لـ1.85 ألف تذكرة مباعة، ليبلغ إجمالي ما حققه منذ طرحه على مدار الشهر الماضي، 1.6 مليون ريال (445.5 ألف دولار)، لـ37 ألف تذكرة مباعة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام.

وتشهد صالات السينما السعودية، عرض 33 فيلماً متنوعاً ما بين عربي وأجنبي، وحققت تلك الأفلام طوال الأسبوع الماضي 428 ألف ريال (114.2 ألف دولار)، لأكثر من 9 آلاف تذكرة مباعة، حيث يأتي ذلك في ظل اتجاه قطاع كبير من الجمهور متابعة المسلسلات التلفزيونية، باعتباره الموسم الدرامي الأضخم على مدار العام، ويشهد زخماً كبيراً في الأعمال المعروضة لكبار الفنانين.

وكشفت بيانات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، عن الأفلام الأكثر تحقيقاً للإيرادات هذا الأسبوع، فقد تبين تراجع فيلم The Beekeeper، إلى المركز الثاني، بعدما حقق 63.9 ألف ريال (17 ألف دولار) لأكثر من ألف تذكرة، ليبلغ إجمالي ما حققه طوال الـ10 أسابيع الماضية، 22.8 مليون ريال (6.09 مليون دولار) لـ389.8 ألف تذكرة.

وواصل فيلم No Way Up، رحلة صعوده، حيث صعد إلى المركز الثالث الأسبوع الماضي، وحقق 40.2 ألف ريال (10.7 آلاف دولار) لـ797 تذكرة مباعة، لتصل الإيرادات التي حققها خلال الـ9 أسابيع الماضية، 7.8 مليون ريال (2.09 مليون دولار) لـ152 ألف تذكرة.