أزمة المناخ تلقي بظلالها على المغرب العربي

الجفاف يهدّد تونس بالعطش ومخاوف من انهيار القطاع الزراعي في المغرب والجزائر، مخاوف عدة من تأثير أزمة المناخ على دول المغرب العربي خصوصاً فيما يتعلق بالجفاف الذي يتربص بعدة دول، وغياب السياسات الفاعلة التي من شأنها مواجهة أخطار الأزمة المتفاقمة.
وحول هذه الموضوع طرحنا سؤالا ضمن فقرة الرأي رأيكم حول ما إذا تأثرت مناطقكم بأزمة المناخ حيث أجاب 83 % بأن مناطقهم تأثرت بشكل كبير فيما قال 17 % إن التأثير كان طفيفاً.

 

خبير بيئي لـ أخبار الآن: أزمة المناخ تهدد الأمن الغذائي في تونس

وعن تأثير أزمة المناخ على المغرب العربي يقول الدكتور زهير الحلاوي أستاذ جامعي مختص في البيئة والمناخ:” المناخ في المغرب العربي يعرف نقصا كبيرا في الأمطار والارتفاع الواضح في درجات الحرارة من حيث المعدلات أو القيم القصوى، وهذه السنة الثالثة التي تتواصل فيها فترة الجفاف، وسيكون له انعكسات خطيرة على كل مناحي الحياة.

وفيما يتعلق بتونس: ” هناك ضغط كبير على الموارد المائية باعتبار أن النقص الحاد في كمية الأمطار، أدى إلى زيادة الطلب الكبيرة على الموارد المائية سواء منها السطحية أو الباطنية”.

خبير بيئي لـ أخبار الآن: أزمة المناخ تهدد الأمن الغذائي في تونس

وتابع:” رصيد تونس من المياه في السدود يقارب الآن أقل من الثلث وفي بعض السدود أقل من 20%، وهذا سيكون له انعكاس كبير على بقية الأنشطة، خاصة فيما يتعلق بتوفير الماء الصالح للشرب، والنشاط الغذائي سيكون مهدد بسبب متطلبات الري والزارعة، ما سينعكس على الأمن الغذائي في تونس.”

الجفاف يضرب عدة دول

وتتسبّب أزمة المناخ في منطقة المغرب العربي بتداعيات خطيرة، فقد تزايد عدد السدود التي نضبت منها المياه وجفّت أشجار الزيتون إلى درجة تهدد بحرمان مئات المزارعين من مصدر رزقهم.

من الأمثلة الصادمة على ذلك سد سيدي سالم الذي يمد نحو ثلاثة ملايين تونسي بالماء من أصل 12 ملايين نسمة هو العدد الإجمالي للسكان. فقد تراجع مستوى مياه السد 15 مترا عن أعلى مستوى تعبئة سُجل في خريف عام 2018 حين شهدت البلاد أمطارا تسببت في تشكل سيول جارفة.

خبير بيئي لـ أخبار الآن: أزمة المناخ تهدد الأمن الغذائي في تونس

منظر يُظهر جزءًا من سد سيدي البراك عند مستويات مياه منخفضة ، في نافزة ، غرب العاصمة تونس. رويترز

ويصنف معهد الموارد العالمي كلًا من المغرب وتونس وليبيا والجزائر من بين الثلاثين دولة الأكثر تعرضا لشح المياه على كوكب الأرض.

يعاني الفلاحون في المغرب، مثلا، من الجفاف الذي يضرب البلاد من جراء أزمة المناخ والاحتباس الحراري ما يعرض محصولهم لخطر التلف.

خبير بيئي لـ أخبار الآن: أزمة المناخ تهدد الأمن الغذائي في تونس

منظر يُظهر جزءًا من سد سيدي البراك عند مستويات مياه منخفضة ، في نافزة ، غرب العاصمة تونس. رويترز

ويعاني المغرب منذ أربع سنوات من جفاف في أنهاره ووديانه بسبب قلة هطول الأمطار.

وخلال شهري أكتوبر وديسمبر من العام 2022، شهدت البلاد هطول أمطار ساهمت في إنعاش الموسم، إلا أن الاعتماد على الأمطار دون أي خطوات رسمية وعملية لا يمكنه إنقاذ المحصول.

ووضعت الجزائر خطة عاجلة لمواجهة نقص المياه الناتج عن شح مياه الأمطار وانخفاض منسوب السدود.

وأعلنت الحكومة عن إنشاء مخطط لتعميم محطات تحلية مياه البحر عبر كامل الشريط الساحلي البالغ طوله ألف ومائتي كيلومتر، تجنبا لتداعيات لندرة تساقط الأمطار.

وكانت الجزائر قد عانت، العام الماضي، من أزمة نقص المياه، مصنفة نفسها على أنها من الدول الفقيرة من حيث الموارد المائية بسبب فترات الجفاف الطويلة والمتكررة.