أخبار الآن | الحولة – سوريا (مجد عثمان)

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا بسبب الغارات التي تشنها قوات نظام الأسد وتدمير البنى التحتية والمدارس، في مدينة الحولة بريف حمص أجبر الكثير من الأطفال عن ترك مقاعد الدراسة بسبب استهداف المدارس من قبل طيران نظام الأسد وتدمير أغلب المدارس.

في الطريق إلى رعي الأغنام يحمل الطفل محمد حقيبة مدرسية على ظهره، يرافقه أخاه أحمد في الرعي أحمد يبلغ من العمر ١٢ عاماً يرافقه أخاه الصغير محمد كلاهما حرم من الجلوس على مقاعد الدراسة بعد أن دمرت طائرات نظام الأسد المدرسة التي كان أحمد يرتادها.

إقرأ: شباب سوريون يأملون بدولة القانون والعدالة

" كنت في السابق أذهب إلى المدرسة وصلت حتى الصف السادس في المرحلة الابتدائية لكن القصف وإستهداف الطائرات للمدارس أجبرتنا على ترك مقاعد الدراسة وإخترت أن أعمل برعي الأغنام كي أساعد أهلي أصطحب معي أخي الصغير إلى رعي الأغنام وأقوم بتعليمه القراءة والكتابة أخي عمره ثمان سنوات ولم يستطع أن يلتحق بالمدرسة فقد دمرتها غارات الطيران، أنا أحب المدرسة والتعلم كثيراً وأرغب أن أنتهي من الرعي وأعود لمقاعد الدراسة لأحقق حلمي وأدرس الطب أو أصبح أستاذ".

لا تفارقهم الحقيبة المدرسية والدفاتر والأقلام حتى في المراعي، يستغل أحمد وقته لتعليم أخاه الصغير الذي حرم من الدراسة، يحاول أحمد متابعة تعليمه بنفسه والإستمرار في القراءة والكتابة، يأمل والدهما أن يعودا إلى مقاعد الدراسة قريباً.

" بسبب القصف والطيران الذي يستهدف المدارس أصبحنا نخاف كثيراً على أطفالنا وبعد أن دمرت أغلب المدارس لم يعد لدى أحمد أي فرصة فبدأ بالعمل في رعي الأغنام يصطحب معه أخاه الصغيرة وحقيبة مدرسية وأقلام ودفاتر ليتابع دراسته مع محمد، يساعدنا أحمد في مصروف المنزل وأمل أن ينتهي هذا الأمر قريباً فأحمد يحب الدراسة كثيراً ويرغب بمتابعة تعليمه بشدة لكن الأوضاع الأمنية والإقتصادية لا تسمح بذلك الآن أمل أن أراه يعود إلى مقاعد الدراسة قريباً ليحقق كل ما يطمح له "

هكذا تبدو المدارس ومقاعد الدراسة في مدينة الحولة بسبب الغارات التي شنتها طائرات نظام الأسد، يمضي اليوم ليعود الطفل محمد إلى المنزل وحيداً فعلى أحمد البقاء لفترة أطول لرعي الأغنام يصل الطفل منزله فتبدأ إخته الصغيرة بمساعدته في غسل وجهه، هكذا يعيش هذ الطفل وإخوته على أمل العودة قريباً إلى مكانهم الطبيعي في مقاعد الدراسة.

إقرأ أيضاً:

طلاب سوريون يثبتون أن الحاجة أثناء الحرب هي أُم الاختراع

لاجيء سوري في لبنان يعلم طلابه طريقة ذكية في الحساب