أخبار الآن | الموصل – العراق (وكالات)

تقتربُ القواتُ العراقية، بإسنادٍ من التحالفِ الدَولي، من استعادةِ الجانبِ الشرقي كاملاً من مدينةِ المَوصل من قبضةِ تنظيمِ داعش، بعد أن أعلنَ الجيش استعادةَ 80 حياً سكنياً منذُ انطلاقِ العملياتِ العسكرية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

التقدمُ المتواصل منذُ قَرابةِ أسبوع، والمعاركُ الشرسة التي تواصلت حتى الأحد، توقفت قبلَ المساء؛ بسببِ تقلبِ الأحوالِ الجوية في الموصل، فضلاً عن توقفِ مقاتلاتِ التحالفِ الدولي عن شنِ غاراتٍ على مواقعِ التنظيم، في حين يُنتظر أن تُستأنف العمليات، الاثنين.

وأصبح مطار الموصل تحت مرمى نيران تلك القوات، بعد أن أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في تصريح صحفي الأحد، أن القوات الأمنية استعادت 90% من ساحل الموصل الأيسر (الجانب الأيسر من نهر دجلة الذي يقسم المدينة).

من جهته، قال معاون قائد العمليات المشتركة، قائد حملة الموصل، الفريق الركن عبد الأمير يار الله، في تقرير مفصل عن نتائج العمليات منذ انطلاق المعركة، إن القوات الأمنية "حررت 80 حياً، و381 قرية، و6 نواحٍ وأقضية، و18 هدفاً حيوياً".

وذكر التقرير أن من بين الأحياء المحررة: الميثاق، والمعلمين، والوحدة، وكوكجلي، والقدس، والكرامة، والحي الصناعي، والأطباء، وشقق الخضراء، والزهور، والمثنى، وتضمنت أبرز الأهداف الحيوية مطار تلعفر العسكري، ومستشفى السلام، ومعمل الكبريت، و56 بئراً نفطية، وجسوراً فرعية.

من جهته، قال الملازم أول بالجيش العراقي حيدر الساعدي، في تصريح صحفي، إن قوات الأمن "شارفت على إعلان تحرير الجانب الشرقي كاملاً"، وتجددت الاشتباكات داخل وقرب حرم جامعة الموصل مع مسلحي التنظيم، فبعد أن حققت قوات جهاز مكافحة الإرهاب تقدماً وأعلنت استعادة حرم الجامعة ذي الموقع الاستراتيجي، السبت، عادت عناصر التنظيم لتُظهر بعض المقاومة، واشتبكت مع القوات العراقية بشكل متقطع داخل الحرم الجامعي وقربه.

وقال صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، لـ"رويترز": "تم تحرير الجامعة بالكامل، والآن القوات تقوم بمسح المجمع للبحث عن أي دواعش مختبئين"، مضيفاً أن معظم المباني "تحوي شِراكاً خداعية، لذا تتوخى القوات الحذر".

معاناة النزوح مستمرة

واستمرت معاناة النازحين من المدينة إلى المخيمات القريبة، وأعلن مسؤول إغاثي عراقي أن نحو أربعة آلاف مدني نزحوا خلال 24 ساعة من الموصل، كما أكد مسؤول آخر عودة أكثر من 20 ألف عائلة نازحة إلى منازلها بالمدينة بعد استعادتها.

وقال العضو في جمعية الهلال الأحمر العراقية إياد رافد، لوكالة الأناضول، إن نحو أربعة آلاف شخص نزحوا من مناطق القتال شرقي وجنوبي وشمالي الموصل من جهة الضفة الشرقية إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الأمنية، حيث تم نقلهم إلى مخيمات الخازر (شرقي الموصل) والمدرج (جنوبي الموصل) بالتنسيق مع فرق الإغاثة.

وأشار رافد إلى أن الوضع الإنساني في المخيمات يزداد صعوبة، خاصة مع التزايد المستمر في أعداد النازحين من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية في الجانب الشرقي من الموصل.

وفي سياق متصل، قال رئيس لجنة إعادة نازحي الموصل أبو بكر كنعان، في تصريح صحفي، إن أكثر من 20 ألف عائلة تمت إعادتها حتى الآن من المخيمات إلى المناطق المستعادة في الموصل، مؤكداً أن العمل يجري لإغاثة العائلات الموجودة في المناطق المستعادة، والجمعة الماضي، أعلنت وزارة الهجرة العراقية ارتفاع أعداد نازحي الموصل إلى 178 ألفاً منذ انطلاق العمليات العسكرية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولا يزال التنظيم يسيطر في القسم الشرقي من المدينة على أحياء: العربي، والرشيدية، والملايين، والغابات، والمهندسين، والمدينة الأثرية، والزراعي، والثقافة، والنعمانية، وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها "داعش" في يونيو/حزيران 2014.

 

اقرأ أيضا
الجيش العراقي يمشط جامعة الموصل بحثا عن مقاتلين