أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (وكالات)

كتبت إميلي فيلدمان، صحفية مقيمة في اسطنبول، متخصصة في الأزمات الإنسانية الناتجة عن صراعات في العراق وسوريا، وتركز على النساء، في موقع "ذا ديلي بيست" الإخباري، عن مساعي طبيب نفسي ألماني من أصل كردي، للتخفيف من معاناة ضحايا داعش، في العراق.

اقرأ:

مقاتل في داعش: الآن إنتهى كل شيء

وبعد مرور عام على مساعدته أكثر من 1000 أسير تمكنوا من الهرب من داعش، على الاستقرار في ألمانيا، عاد جان إلهان كيزيلهان إلى شمال العراق بخطة لمعالجة آلاف الضحايا من جراح نفسية خلفتها الحرب هناك.

وتشير فيلدمان لدعم قدمته ولاية بادن وورتيمبرغ الألمانية، ما مكن الطبيب كيريلهان من البدء بتدريب جيل جديد من المختصين في علم النفس، وهو يعتقد أنهم سيكونون من نخبة المؤهلين في الشرق الأوسط.

وبعد سنوات من الحرب، يواجه العراق وسوريا معاً أزمة صحة عقلية ليس بمقدور أي منهما التصدي لها. ففي شمال العراق وحده، حيث شرد العنف أكثر من مليون شخص، ثمة 20 طبيباً نفسياً يقومون بعلاج المرضى. 

وتلفت الصحفية لسعي منظمات أهلية ومبادرات حكومية عدة لملء الفراغ، ومنها برنامج اللجوء في ولاية بادن وورتينبيرغ، والذي نقل بعضاً من أشد النساء والفتيات والأطفال معاناة من جراح نفسية في العراق، إلى قسم من العالم حيث يتمكنون فيه تلقي الرعاية النفسية بسهولة.

وفي سياق التدليل عـلى نجاح البرنامج الألماني، تباهى مدراء بأن أياً من 1100 من المستفيدين من البرنامج لم ينتحر، علماً أن غالبيتهم نساء أسرن مع أطفالهن كالعبيد لدى داعش.

وعند الأخذ في الاعتبار المخاطر القاتلة لمن تركوا دون رعاية، خصصت ولاية بادن وورتيمبيرغ 1,3 مليون يورو، وهو جزء ضئيل من ميزانيتها السنوية، لإنشاء معهد كيزيلهان بهدف تطوير مهارات مختصين لعلاج المرضى النفسيين.

ويقع معهد علم النفس وطب علاج الصدمات النفسية فوق هضبة عند جامعة دهوك في اقليم كردستان. وقد أنشئ المعهد في بداية أيار الأخير، قبالة سلسلة من الجبال الخضراء.

وعلى مسافة قصيرة، يقبع داخل معسكرات مئات الآلاف من النازحين الذين شردهم تقدم داعش إلى مناطقهم، إضافة إلى القصف والحرب. وعلى بعد 60 كيلومتراً تقع الموصل المدمرة بعد أشهر من المعارك الضارية من أجل طرد مقاتلي التنظيم خارج المدنية. وعلى مسافة 60 كيلومتراً جهة الغرب تقع سوريا، حيث تدور معارك لطرد عناصر داعش خارج المنطقة. ورغم المظهر الخارجي الجميل للمعهد، يبدو أن كل من فيه عانى من جراح الحرب.
وتشير فيلدمان إلى مآخذ وجهت للبرنامج الألماني، وهو تعريضه ضحايا الصدمات النفسية لضغط إضافي عندما تم نقلهم إلى بلد أجنبي.

وفي بداية 2016، قال كيزيلهان من مكتبه في بادن وورتيمبرغ، إن وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كانت من أشد المنتقدين لبرنامجه، وأعربت عن مخاوفها حيال إبعاد الضحايا "عن جذورهم". 

ومن هنا تمت الاستجابة لتلك الانتقادات، وأقيم مركز خاص في العراق من أجل تأهيل مختصين في الطب النفسي لمساعدة ضحايا داعش والحرب ضده.

 

اقرأ ايضا:

داعش يفرض التجنيد الإجباري في دير الزور لتدارك خسائره

فتاة داعش الألمانية نادمة وتريد العودة لأسرتها