أخبار الآن | طرطوس- سوريا (سمارة علي)

 

خمس سنوات من الحرب الطاحنة في سوريا، أصبحت كفيلةً بأن تكشف حقائق قيام النظام على أبناء الأقليات، فلا حجة أقوى من "الإرهاب المتطرف" الذي سيستهدف العلويين والإسماعيليين وغيرهم إذا سقط الأسد، هكذا يقدم النظام نفسه عبر بث الرعب والخوف في نفوس أبناء هذه الطوائف.

حصيلة أسبوع واحد من المعارك على مشارف تدمر ارتفعت إلى 36 قتيلا في مدينة طرطوس الساحلية وحدها، أغلب القتلى من ما يسمى "الدفاع الوطني" و"قوات المغاوير"، فجميع هؤلاء الشبان غادروا طرطوس قبل عشرة أيام دون معرفة الوجهة تحت الشعار البراق "مكافحة الإرهاب".

من بين القتلى جثث مجهولة الهوية، وضعت في المشفى الوطني، حيث يصعب التعرف عليها، وهو ما دفع الأهالي للذهاب والتحقق من الجثث من خلال الملابس أو الأوشام التي بقيت، فتستمر حالة وضع هؤلاء في براد المشفى أسبوع واحد ومن ثم تدفن الجثث ويكتب عليها "شهيد في سبيل الوطن" ويبقى ذوو القتلى معلقين بآمال إما الأسر أو الحصار، والحالتين تنتهيان بمعرفة الحقيقة المرة.

"أبو علي" مواطن من طرطوس: فقد هؤلاء الشباب على مشارف تدمر، لإعادة السيطرة عليها من داعش، لكن ما لا يحتمله العقل كيف يقوم ضباط الجيش بتسليم المدينة لداعش؟ ومن ثم يعودون لتحريرها، نحن نعلم أن الجيش انحسب دون مقاومة تذكر واليوم دماء أبنائنا ستذهب ثمنا لمؤامرة لا نعلم خفاياها".

غضب وسخط في الشارع الطرطوسي

ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها طرطوس أعداداً كبيرة من القتلى، فمعارك "كويرس" و"أبو الظهور" و"مورك" وغيرها الكثير حملت أرقاما كبيرة من القتلى، لكن السخط في الشارع الطرطوسي تزايد وتفاقم إلى درجة أن الآباء لم يعودوا راضين عن ما يحل بأبنائهم، الذين جندهم النظام تحت وطأة متعددة منها المال والمنصب، والجدير بالذكر أن اللوحات الجدارية التي كانت تحمل أسماء قتلى الحرب، تتناقص بشكل يومي نتيجة عمليات إزالتها في الليل سراً في رسالة واضحة أن الغضب يرتفع جراء حرب غير معروفة النتائج أو حتى الأهداف.

"سناء" زوجة أحد القتلى: "لن نقبل بأن يكون أبناء مدينتنا مجرد أرقام، لن نرضى بأن تلبس طرطوس الأسود كل يوم وكل ساعة، نحن نتجه إلى المجهول، الحكومة لا تطمئننا على مصير شبابنا، لقد قتل زوجي وبعد مقتله بشهرين حتى أعلموني، لم أرَ جثته قالوا أنها تهشمت".

وفي معارك تدمر الأخيرة، أي منذ شهر إلى الآن، قتل ما لا يقل عن اثنين وستين شخصا من محافظة طرطوس "الحصة الأكبر" بسبب الازدحام السكاني فيها من كل المناطق.

أرقام متزايدة من قتلى شباب طرطوس .. والأهالي يتهمون النظام بالتنسيق مع داعش