أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (خاص)

مع بدء وقف إطلاق النار في سوريا، والذي يعتبره كثيرون خطوة أولى نحو حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري، أصبحت "جبهة النصرة" تشكل شماعة يستخدمها النظام لمنع هذا الحل، وخاصة مع رفض "النصرة" المتكرر فك ارتباطها بالقاعدة أولا، واستثناء النصرة رفقة داعش من أي وقف لإطلاق النار ثانيا، وبذلك يشكك الثوار في نية روسيا من أن يكون ذلك الحل ليس سوى فخ لإنهاء الثورة وقصف الثوار بحجة النصرة كما فعلت روسيا سابقا بحجة داعش. نية النظام الخبيثة ظهرت فعليا عندما استثنى "داريا" من الهدنة السارية بحجة "النصرة" مع العلم أن "داريا" هي المنطقة الوحيدة الخالية من "جبهة النصرة" .

في "الغوطة الشرقية" يبدو التخوف واضحا من القصف تحت حجة "النصرة" وخاصة أن كل مقاتلي النصرة في الغوطة هم من أبنائها ولا تضم عناصر أجانب في صفوفها، كما أن عدد مقاتليها لا يتجاوز 3% من إجمالي مقاتلي الغوطة.

مصدر عسكري، فضل عدم الكشف عن اسمه، كشف لأخبار الآن عن اجتماع جرى بين قادة "الثوار" وقادة "جبهة النصرة" في الغوطة الشرقية لبحث سبل تنفيذ الهدنة، وأفاد المصدر عن موافقة "النصرة" على وقف إطلاق النار والرد على أي استهداف تتعرض له من قبل النظام تحت بند "تفضيل مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد"، كما تم تخيير النصرة  بين الخروج من الغوطة الشرقية أو حل التنظيم لنفسه في الغوطة، حيث ما تزال الجهود مستمرة لحل تلك المسألة.

وتشهد شعبية النصرة تراجعا ملحوظا عند الشعب السوري في ظل تمسك قائدها "الجولاني" بخيار الارتباط بالقاعدة، حيث يرى كثيرون أن هذا الخيار لطالما أعطى النظام والمليشيات والقوى المساندة له شرعية وحجة أمام الرأي العالمي بمحاربة الإرهاب المتمثل بالقاعدة، في حين تشهد المناطق المهادنة في ريف دمشق كـ "التل" و"حي تشرين" و"برزة" و"القابون" و"جنوب دمشق" تواجد كبيرا لتنظيم القاعدة فكيف اجتمعت مصالح "النظام" و"النصرة" في هذه الهدن لأكثر من سنتين؟.

فـ "النصرة" التي طالما اعتبرت الهدنة مع "النظام" محرم شرعا وغير جائزة، هي نفسها من تحمي أوتوستراد دمشق-حمص الدولي في حي "القابون" وهي ذاتها من تمنع فتح أية معركة مع النظام في "التل"، كما أن النظام الذي يدعي محاربة "النصرة الإرهابية" في "داريا" هو ذاته من يهادنها في "التل" و"جنوب دمشق" و"القابون".

سؤال غامض لم يستطيع أهالي الغوطة الشرقية تحديدا معرفة إجابته وخاصة بعد تصريح لـ "لجولاني" قبل ثلاثة أشهر قال فيه: "لن نسمح بهدنة في الغوطة الشرقية" فلماذا الهدنة تجوز في مناطق وتحرم في مناطق؟.