أخبار الآن | أورفا – تركيا ( فراس محمد)

أكدت حملة الدير تذبح بصمت لموقع أخبار الان، أن الأشهر الماضية شهدت عودة عشرات المنشقين عن داعش في دير الزور لمبايعته والعمل معه من جديد، مما أثار العديد من إشارات استفهام حول مدى الاختراق الكبير لصفوف ناشطي الثورة في تركيا، خاصة بعد الجريمة الاخيرة للتنظيم والتي راح ضحيتها اثنين من كوادر حملة الرقة تذبح بصمت ذبحا في مدينة أورفه التركية، ما دفع الكثير من الناشطين للبحث عن طريقة مجدية للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة، والتي قد تودي بحياة ناس ابرياء بحال لم تتم معالجتها بشكل سليم، وبنفس الوقت ستؤثر على ثقة الناس بالذين انشقوا عن التنظيم مما يجعل داعش هو المستفيد الأكبر من هذه الظاهرة.

وكان أخر هذه الاختراقات ما قام به المدعو اسماعيل العبار والملقب بأبو سيف الشويطي حيث فاجئ من حوله بعودته لدير الزور ومبايعته لتنظيم داعش مرة أخرى، ليكافئ بمنصب أمني في مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي، وذلك بعد انشقاقه عن التنظيم قبل سبعة أشهر، وفراره باتجاه الاراضي التركية.

جاد الحسين أحد الناشطين الاعلامين في دير الزور والمقيمين في مدينة أورفه التركية قال : إن اسماعيل العبار الملقب بأبو سيف الشويطي قدم إلى مدينة أورفه التركية بذريعة انشقاقه عن تنظيم داعش، حيث أخبر الشويطي كل من التقى به أنه قتل مهاجرا من الجنسية التونسية وفر بعدها إلى الاراضي التركية، ليبين فيما بعد زيف كلامه خصوصا بعد عودته لصفوف داعش، وتوليه منصب جديدا".
  
وأضاف جاد الحسين أن الشويطي كان قائد كتائب قادمون التابعة "لتجمع كتائب الحق" المنضوي تحت راية الجيش الحر قبل سيطرة تنظيم داعش على دير الزور، ولكن مع دخول "داعش" لدير الزور، بادر الشويطي لمبايعة التنظيم والعمل معه، حيث شارك بمعارك الشعيطات ووجهت له أصابع اتهام بقتل مدنيين وارتكاب فظاعات أثناء تلك المعارك، ليترك قبل ما يقارب السبعة أشهر داعش ويغادر الشويطي دير الزور باتجاه الأراضي التركية في ظروف ولأسباب غامضة، وبقي مقيما في مدينة أورفا بحدود الخمسة أشهر، قبل أن يفاجئ من حوله بعودته مرة أخرى لدير الزور ومبايعته التنظيم ، حيث كلف بمنصب "أمني" في مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي.

 بالمقابل أكدت مصادر خاصة من حملة دير الزور تذبح بصمت لموقع أخبار الان أن عودة الشويطي تمت بالتنسيق مع حسام الشلوف وأبو دجانة الزر، وهم من أبرز القادة المحليين لداعش في ريف دير الزور الشرقي، فيما لم يؤكد حتى هذه اللحظة أن كان انشقاق الشويطي مفتعل ومصطنع وذلك بغرض اختراق صفوف بعض قيادات فصائل الجيش السوري الحر المتواجدة في تركيا، أم كان انشقاق حقيقي وتم العفو عنه بوساطة من الزر والشلوف.

المصادر ذاتها أكدت أن فرضية الاندساس في صفوف المعارضة بتركيا واردة جدا، وتؤكد أيضا على أنه حتى لو كان انشقاقه حقيقي سوف يفشي كل الأسرار والمعلومات الخاصة بالفصائل والناشطين التي اطلع عليها خلال أقامته في تركيا، وذلك مقابل العفو عنه.

وردا على ظاهرة عودة المنشقين لصفوف داعش طالب ناشطون بتشكيل جهاز أمني لمتابعة موضوع المنشقين، والتأكد من صدق ادعاءاتهم، وذلك لحماية كوادر الثورة من أي اختراق أو عمليات تصفية قد يقوم بها التنظيم من خلال هؤلاء المنشقين.

أبو رياض من الرقة يقول لأخبار الآن :" إن تنظيم داعش قد يلجأ إلى الإنشقاقات الوهمية كما وصفها ويهدف بذلك إلى نقطتين الأولى ضرب من يريد أن ينشق حقيقة عن التنظيم خصوصاً في ظل إرتفاع أعداد المنشقين عن التنظيم والراغبين بالإنشقاق عنه والنقطة الثانية أنه ينجح في زرع جواسيس له وأنه قد يحصل بذلك على معلومات كبيرة وربما عمليات تصفية كما حدث مع فريق الرقة تذبح بصمت خصوصاً أن بعض المنشقين أوهم لبعض الصحفين أنه بإمكانه مساعدته في الدخول إلى مناطق التنظيم بحجة أن لديه الكثير من الإتصالات مع أمراء أو أقرباء له لا زالوا في صفوف التنظيم ولم ينشقوا وعندم يسأل عن عدم إنشقاقهم يجيب أنهم بقوا للحفاظ على ممتلكاتهم وبيوتهم، لأن كل من ينشق عن التنظيم فإن التنظيم يستولي على منزله وقد يعاقب عائلته ولكن بوجود شخص داخل صفوف التنظيم فإن هذا الأمر لن يحدث كما قال أبو رياض.