أخبار الآن | دير الزور – سوريا ( وائل زين الدين )

"ضياء الزوبع" المعروف في ريف دير الزور الشرقي باسم "أبو فاطمة الحرداني" يعد الرجل الثاني في ولاية الفرات الممتدة من البوكمال على الحدود العراقية إلى قرية البحرة التابعة لمدينة هجين في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، هو الرجل الثاني بعد والي الولاية المعروف باسم "أبو أنس العراقي ".

ويشغل الزوبع حاليا منصب أمير القاطع الغربي لولاية الفرات وهو صاحب القرار والمتنفذ في منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات من جسر البوكمال الفاصل بينها وبين الريف إلى مدينة هجين، ينحدر ضياء الزوبع من قرية الرمانة في ريف محافظة الأنبار وهي منطقة كانت وما زالت تعج بالمهربين وتجار النفط والتبغ والمخدرات منذ حرب العراق الأولى وحتى يومنا هذا.

اشتهر هذا الرجل قبل ظهور تنظيم داعش بالتهريب من وإلى العراق، وعمل في مجالات بيع وتهريب التبغ والنفط لسنوات طويلة حتى أنه أصبح معروفا لدى أهالي القرى الحدودية بالاسم والشكل والنشاطات المتنوعة التي يمارسها في هذه المجالات.

وفي أوائل أيام دخول داعش إلى الريف الشرقي ظهر كرجل أمن في مدينة هجين، تنقل بعدها في عدة مناصب منها الشرطة الإسلامية في البوكمال، ثم المسؤول العام عن الأمنيين في ولاية الفرات إلى أن أصبح اليوم أميرا للقاطع الغربي (الجزيرة) في الولاية ورجل الأمن الأول في المنطقة.

ظهرت أولى نشاطاته الإجرامية إبان حرب الإبادة التي مارسها التنظيم ضد قرى الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، فاشتهر إلى جانب عدة شخصيات من التنظيم بما يسمى "حرب التعفيش" والتي سار فيها التنظيم على خطا جيش الأسد من استحلال كامل لكل ممتلكات وبيوت وسيارات من يخالفونه الرأي مما أدى إلى استيلاء هذه الجماعة على قرى بأكملها كان من المعروف عنها أنها من أغنى قرى دير الزور بالموارد إلى جانب غنى أهلها الناتج عن وجود أعداد هائلة منهم في دول الاغتراب منذ سنوات، يعتمد هذا الرجل "المتفرغ للتخطيط الإجرامي" على رجل التنفيذ وزميله السابق في التهريب "أبو رحمة" العراقي الأصل وابن محافظته وقريبه.

ومن أشهر الحوادث التي ذاع صيتها على لسان أهل المنطقة هي أن "أبو فاطمة الحرداني" وأثناء خوضه ل "حرب التعفيش" المقدسة لدى عناصر التنظيم، استولى على سيارة ذات قيمة عالية مما جعل أنظار جميع من حوله من أقربائه تقع عليها، وبالفعل حدث خلاف طويل كاد أن يصل بهم إلى الاقتتال بالسلاح لولا تدخل بعض أقربائه وحله للموضوع بأن عرضوا السيارة للبيع في العراق في مزاد علني كان قد أنشئ على أيدي عناصر من داعش مع بعض اللصوص والمرتزقة، وفعلا بيعت الغنيمة وتقاسم سعرها مناصفة بينه وبين أبناء عمومته.

أبو فاطمة هذا يسكن اليوم في منزل شخص مدني استولى عليه بتهم ملفقة مكنته من انتزاع المنزل بالقوة الأمر الذي أجبر صاحب المنزل على الهروب إلى خارج المحافظة بعد توجيه عدة اتهامات من شأنها أن توصله إلى الموتويهدف بذلك إلى قتل صاحب البيت كي يضمن أن لا يلاحقه أحدا مستقبلا .

ولم يتوقف نشاط هذا الرجل في سلب المنازل والسيارات ولكنه امتد ليشمل حتى المكتب الذي يدير من خلاله ما يسمى "المكتب الأمني ​​في هجين" حيث أكد ناشط من دير الزور بأن ما يسمى المكتب الأمني ​​في المدينة هو عبارة عن محل "دكان" حاول "أبو فاطمة" استئجاره ولكنه لم يفلح لأن أغلب الأهالي يخافون من تأجير أي عنصر داعشي عقارا ليسكنه أو ليمارس فيه عملا للتنظيم، فأدخل "الأمير المذكور" وساطة بينه وبين صاحب المحل فوافق الأخير مضطرا بتأثير تهديد مبطن بالاعتقال ومصادرة الأملاك، ولكن الأنكى من ذلك أنه وبعد أن أخذ المحل وسماه باسم "المكتب الأمني" ليمارس من خلاله سلطته وتوزيع مخططاته الإجرامية لم يدفع لصاحب المحل أجرته إلى اليوم بمماطلة امتدت إلى أشهر طويلة.