أخبار الآن | جرابلس – سوريا (محمد جرابلسي) 

يصف الكثير من أهالي ريف حلب الشرقي سياسة تنظيم داعش في استقطاب أبنائهم المراهقين بالخبيثة والدنيئة، وذلك من خلال الضغط على المراهقين للانتساب للتنظيم، وفق مخطط مدروس وممنهج، لتعويض خسائره البشرية خلال معاركه الاخيرة في المنطقة من خلال تجنيد الفتية المراهقين، خاصة في ظل فشله الذريع في كسب ود الغالبية العظمى من البالغين الذين رفضوا الانخراط في صفوف التنظيم الإرهابي.

أبو أحمد أحد أبناء مدينة منبج قال: "اضطررت إلى اللجوء لتركيا، كي أحافظ على أولادي بعد أن فقدت ابني الثالث ذو ال 16 عام والذي قضى في أحدى المعارك بعد إنتسابه لتنظيم داعش".

وأضاف: "أن التنظيم ينتهج سياسة بمنتهى الخبث والدناءة بالتعامل مع المراهقين، من خلال إغرائهم بالسلطة وامتلاك السلاح الذي لا يتناسب مع أعمارهم، بغية اقناعهم بالانتساب له، وقادة التنظيم يدركون تماما ماذا يفعلون من خلال تركيزهم على هذه الفئة العمرية، فهم يعرفون بشكل مسبق أن الفتى بهذا العمر يمكن استغلاله بسهولة أكثر من الإنسان الناضج الذي أدرك تماما كذب التنظيم وزيفه، وهذا ما حصل مع ابني المراهق الذي باءت كل محاولاتي لأقناعه بأن ما يفعله خطأ، وأنه ما زال صغيرا، و خفت أن أقول له بأن داعش هو تنظيم مجرم، وذلك خشية اعتقالي وتصفيتي على يد هؤلاء المجرمين، لذلك لم يبقى أمامي سوى خيار اللجوء لأحافظ على ما تبقى من أسرتي، بعد مقتل ابني، رغم أدراكي لحجم المعاناة التي ستترتب على هذه الخطوة، بسبب الصعوبات المادية للمعيشة في تركيا، لكن خسارة ولد أخر من أولادي كانت كابوس لا يمكن احتماله ".

بدوره قال أبو أيمن أحد سكان مدينة جرابلس الخاضعة لتنظيم داعش في ريف حلب، قال: "إنه ترك بيته وأرضه، وقرر النزوح الى تركيا لأنه أيقن أن بقائه هناك، يعني أنه سيخسر ابنه إلى الأبد".

وتحدث أبو أيمن عن ابنه قائلا: "بدأت أشعر من خلال مراقبتي لابني ذو الخامسة عشر، انه أصبح أكثر انعزالية، وقليل الخروج من البيت، كما أن والدته أخبرتني عن رغبته في ايقاف ابن جيراننا الذي بايع التنظيم عند حده، لأنه أهانه أكثر من مرة، واصفا اياه بالجبان والكافر، لأنه لم يبايع التنظيم، كما أنه تحدث في أكثر من مرة عن رغبته في امتلاك بندقية يستطيع التجول بها طول الوقت، وفرض سطوته على الناس كما يفعل أقرانه الذين بايعوا التنظيم، وانه يفكر بالانتساب لداعش كي يستطيع تحقيق هذه الأشياء، وعندها أدركت أنني يجب أن أهاجر إن أردت الحفاظ على ابني وعائلتي ".
وأضاف أبو أيمن، "أن ما يحدث في مناطق سيطرة داعش، هي سياسة ممنهجة ومدروسة من قبل أشخاص معينين مختصين داخل التنظيم، يدركون كيف يتم جذب المراهقين بهذه المغريات، السلاح والسلطة، وعدم الاكتراث بكلام الوالدين الذين يعتبرونهم كفرة، ولا يجب اطاعتهم بحال معارضتهم لانتساب أبنائهم لتنظيم داعش الإرهابي ".
يذكر أن التنظيم بدأ يعتمد بشكل كبير على مقاتليه المراهقين، بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها التنظيم في ريف حلب الشرقي، وأكد العديد من الناشطين أن غالبية قتلى التنظيم في المعارك الدائرة في ريف حلب خلال الفترة الماضية، هم من الفتية الصغار.